النصر ده مجهودك يا رياض.. نجل اللواء حلمي رياض يروي كواليس مشاركة والده في تحضير القوات الجوية لحرب أكتوبر
بعد مرور 49 عامًا، على انتصار حرب أكتوبر، لانزال نكتشف قصص أبطال جدد، كانت بطولتهم محل نظر الجميع آنذاك، فلم تنته قصص أبطالنا من الجيش المصري، الذي ضحوا بحياتهم فداءً لأرضنا الحبيبة من العدو الغاشم، لنرى بطولات جديدة تسرد حكايتهم لنا، وتستمر مع الأجيال المقبلة، رافعين رأسهم بانتصار أجدادهم.
يترأس شعبة التدريب
كان رئيس شعبة القتال الجوي، ووظيفته الأساسية تحضير القوات الجوية للمعركة، بهذا التوصيف بدأ الدكتور عادل حلمي، نجل البطل اللواء حلمي رياض، سرد تفاصيل مشاركة والده في نصر 1973.
يقول الدكتور عادل، الذي يبلغ من العمر 64 عامًا، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: بابا كان رئيس شعبة القتال الجوي، ودي مسكها من 1968 لـ1979، وكان وظيفته الأساسية تحضير القوات الجوية للمعركة، وده يشمل كل الفئات في القوات الجوية، تحضيرهم وتدريبهم على أهدافهم في المعركة، وكان بيفضل أيام كتيرة جدًا في الشغل من غير ما ينزل البيت، وبيتنقل من قعدة للتانية.
كان حافظ أسماء الطيارين
كان اللواء حلمي رياض، حافظ جميع أسماء الطيارين بالقوات الجوية، ومستوياتهم، وكان مسؤول عن وضع خطط التدريب لرفع مستوى القتال.
يوضح عادل: كان يدرب الطيارين على العمليات القتالية، ويخطط للطيار كيفية ضرب الهدف بالمنطقة المستهدفة، مضيفًا: كان بيعمله نموذج، وخطة ازاي يوصل للمنطقة، وكان بيدربهم يطيروا فردي، ثم مجموعات ثم أسراب، حتى يوم المعركة كانت القوات الجوية كلها في الجو.
ده مجهودك يا رياض
أكد عادل أن عملية التدريب كانت شاقة للغاية، حسبما روى له والده الراحل، حتى أن الرئيس أنور السادات قاله له بعد النصر: ده مجهودك أنت يا رياض.
عام 1968، تم اختيار اللواء حلمي رياض لرئاسة شعبة التدريب، من قبل اللواء محمد فوزي، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وآنذاك كان يشغل منصب عقيد، ثم ترقى إلى عميد، حتى أصبح لواء، وجميع الترقيات كانت تتوالى، خلال فترة وجيزة.
أعاد تجهيز القاعدة بعد النكسة
يستكمل عادل حديثه: سنة 1967 بعد النكسة على طول مكنش بابا موجود في القاعدة الجوية، وطلبوا منه يروح على طول القاعدة الجوية ليلة 5 يونيو، بعد ما اتضربت الطيارات على الأرض، وعمل مجهود ضخم، لإعادة تجهيز القاعدة، وبعد الترقي أخد نيشان للجمهورية عشان مجهوده للحرب.
وعن رد فعل اللواء بعد الانتصار، يوضح الابن: مكنتش الدنيا سيعاه من الفرحة، واحنا كنا في قمة السعادة، لأن والدي كان على رأس مجهود الانتصار ده.
وصلت الوطن للانتصار
وأردف عادل: رحل البطل اللواء حلمي رياض عن عالمنا عام 2014، لكني أرى أنه لم يأخذ حقه في التكريم، خاصة أنه خرج من القوات المسلحة عام 1979، وكان خروجه ضد رغبة الجيش، إلا أنه لظروف خاصة اضطر اتخاذ ذلك القرار، مؤكدًا أنه كان داعمًا لمعاهدة السلام، بعدما خاض الحرب.
وبعد مرور 49 عامًا على الانتصار العظيم، يوجه الابن كلمة لوالده البطل، فيقول: ارتاح في حياتك الأخرى، لأنك أديت الوطن واجبه، ووصلت به إلى استحقاق النصر.