الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لهذا نُحب محمد

الجمعة 07/أكتوبر/2022 - 04:56 م

 ليه بحب سيدنا "محمد" ﷺ؟.. كان فيه واحد من الصحابة اسمه" "چُليبيب".. كان من أفقر الناس اللي في المدينة.. شعره أكرت ومنكوش.. مناخيره كبيرة.. أسمر.. مش من عيلة ولا بيت ويادوب بيعيش يومه بـ يومه.. أغلب أكله كان من صدقات الناس.. وضعه ده خلق حالة من النفور ناحيته شوية من الناس.. آه الناس بتتصدق عليه وآه كتير منهم بيديله أكل أو بيشغله عنده عشان يبقى عنده دخل بس كان حتة نفور شوية.. والسبب؟.. الإسلام لما دخل كان كسر كتير من التابوهات القاسية دي بس ماكنش قضى عليها بنسبة 100% وفضلت شوية رواسب.. آه "چُليبيب" غلبان ومسكين ياخد صدقة أو أكل بس وهو بعيد.. كان فيه بُعد مش ملموس تجاهه من الأغلب.. النبي في مرة بيسأله: (هل تزوجت يا "چُليبيب"؟).. فـ رد وهو بيشاور على نفسه وهدومه المبهدلة: (ومن يزوجني يا رسول الله).. النبى قال: (أنا أزوجك يا "چُليبيب").. في التوقيت ده كان النبي كل بناته متجوزين!.. يبقى كان إيه قصده من العرض بتاعه؟.. قصده إنه قرر يروح هو بنفسه معاه عشان يخطب له!.. أخده من إيده لـ بيت أسرة واحدة من أجمل بنات المدينة.. لما قعدوا مع والدها؛ النبى قال له: (جئناك نخطب إبنتك).. أبو البنت اللي كان فاكر إن النبي طالب البنت لنفسه قال من فرحته: (لك يا رسول الله؟).. النبى رد: (لا لكن لـ "چُليبيب").. أبو البنت طبعًا اتصدم، وأساسًا كان فاكر إن "چُليبيب"جاى مع الرسول كـ خادم أو مساعد عادي.. طلب أبو البنت إنه يدخل ياخد رأى أمها والبنت نفسها.. الأم اعترضت، وقالت بما معناه إن إحنا بنتنا مش بايرة عشان نجوزها لـ واحد زى "چُليبيب" يعني.. النبي عشان يرفع الحرج عنهم؛ استأذن عشان يقوم ويديهم وقتهم في التفكير براحتهم.. البنت قعدت مع أبوها وأمها وقالت لهم: (و الله ما جاء رسول الله إلى بيتنا إلا وفي الأمر خير لي، أنا أوافق على الزواج من "چُليبيب").. طبعًا الموضوع أخد بُعد ثاني لمدة أسبوعين تقريبًا، في محاولات الأب والأم في إقناع البنت إنها تغير رأيها بس هي فضلت مصممة!.. الأب والأم استسلموا قدام رغبة البنت بس قبل ما يردوا على النبي بالموافقة كان فيه غزوة بعدها بأيام قليلة.. بعد نهاية الغزوة النبي سأل الصحابة: (من تفقدون؟).. يعنى مين مات.. كل واحد بقى يقول إسم حد من الناس الكبيرة وفلان وفلان.. النبى قال: (أما أنا فأفتقد "چُليبيب").. كان هو الوحيد اللي حس بغيابه من وسط الكل.. قال لهم قوموا نبحث عنه بين الشهداء.. فعلًا لقوا جثته وسط شهداء الغزوة وسيدنا النبى وهو بيصلي عليه قال: ("چُليبيب" منى وأنا منه.. اللهم إنى أشُهدك أني راضي عن "چُليبيب" فأرضى عنه).. بنحب سيدنا "محمد" ﷺ عشان بيحس بالغلابة.. أصل الغلبان مش عايز فلوسك بس؛ لكن قبلها رحمتك وكلمتك الحلوة وتضامنك معاه باللي تقدر عليه حتى لو بنظرة.

 

لماذا نحب سيدنا محمد 

 • الشاعر الشاب وقتها "عمرو بن الشريد"؛ كان بيكتب قصائد شعر فيها لون من الغزل الصريح اللي ممكن تكون فيها ألفاظ فجة شوية.. ده كان عامل دربكة خصوصًا مع دخول الإسلام جديد بمفاهيمه المحافظة.. اتقابل "عمرو" بالهجوم من أغلب الناس إن اللي بتكتبه ده مايصحش وعيب وإنت كده بتسىء لصورة الإسلام.. مشكلة هجوم الناس عليه خصوصًا مع صغر سن "عمرو" خلق حالة من العند.. هما بيهجاموه وينتقدوه بقسوة.. هو بيعند ومش عايز يتنازل عن موهبته وفي نفس الوقت معاناته مع أهله وجيرانه بقت مأسوية!.. سيدنا "النبى" عرف الموضوع وقابله مرة بالصدفة في الطريق.. بعد ما سلم عليه طلب منه إنه يركب وراه على الدابة بتاعته!.. طبعًا كان شرف عظيم لـ شاب زى "عمرو".. وهما فوق الدابة ماشيين؛ النبي طلب من "عمرو" يقول كذا بيت شعر!.. "عمرو" استغرب من طلب النبي اللي المفروض كان يعمل زى باقي الناس!.. لكن لأ.. "عمرو" قال كذا بيت شعر.. النبي كان بيسمع ويقول له: ( هيه، هيه).. يعنى كمل وقول كمان.. "عمرو" يقول كذا بيت تانيين.. النبى يطلب منه يكمل.. وهكذا لحد ما وصلوا لـ 100 بيت شعر.. مع كل بيت بيتقال كانت ثقة "عمرو" في نفسه بتزيد أكتر وأكتر خصوصًا مع إعجاب النبي.. بعد ما خلص؛ النبي أثنى على كلامه وقال له بمنتهى الهدوء بما معناه إنت عارف أكتر بيت شعر بحب أقوله إيه هو.. "عمرو" سأل إيه هو.. النبى قال له: قول الشاعر "لبيد بن ربيعة العامري" عندما قال: ( ألا كل شيء ما خلا الله باطل.. وكل نعيم لامحالة زائل).. بمعنى إن أى حاجة حتى ولو كانت حلوة إن ماكنتش مقترنة في النهاية لـ ربنا مش هيبقى لها معنى.. الرسالة وصلت لـ "عمرو بن الشريد" بمنتهى الهدوء والبساطة والاحتواء بدون تشنج ولا عصبية.. إنت الشعر بتاعك عظيم وعندك موهبة بس هيبقى أعظم لو تم توجهيه لـ ربنا.. تقدر تشوف ده بعد كده لما يكبر "عمرو بن الشريد"، ويتحول مسار أشعاره بالتدريج في طريق الشعر الديني في محبة الله ورسوله!.. والسبب؟.. احتواء النبي.

 • نظرته للست واحترامه ليها وتوصيته عليها قبل وفاته من كسرها أو جرحها، وتشبيهه ليهم بالقوارير من الأسباب اللي تجبرك تحب النبي.. لما حصل خلاف بسيط زى اللي بيحصل في كل البيوت بين ستات نفس البيت حصلت مشكلة بسيطة ووحيدة بين السيدة "عائشة" زوجة النبي والسيدة "فاطمة" بنته.. الطبيعي بتاع معايير وقتنا ده إن الراجل هيروح في صف واحدة من الإثنين يا إما مراته يا إما بنته.. بس سيدنا النبي راح لـ "عائشة" مراته، وقال لها عن فاطمة: (إنها بضعة مني، يؤذيني ما آذاها).. راح برضه لـ "فاطمة"، وقال لها عن عائشة: ( ألستِ تحبين ما أحب؟) ردت وقالت: نعم.. كمل كلامه: (أبيكي يحبها فأحبيها).. حتى لو كل واحدة فيهم كانت متضايقة شوية، بس نفذت الكلام وهي متعرفش هو قال إيه للتانية، بس هتتفاجىء بمعاملة كويسة من التانية، فبالتالي هي كمان هتنفذ طلبه وهتعاملها كويس.. التوازن اللي حاكمه الذكاء واللي مش كتير بيقدروا يعملوه؛ جزء من حبنا لسيدنا النبي.

 • في سنة 2008 لما كنت في أمريكا، وبسبب ظروف السفرية اتعرفت على شاب ألماني يهودي اسمه "جيرمي شنايدر".. "جيرمي" كان مقيم في كاليفورنيا، وبيعمل دراسات عن النبي "محمد" بين كذا ولاية، ومنهم واشنطن لما قابلته هناك.. الحقيقة إنه كان بيعملها بحب وتركيز وكان مشدود لـ الملامح الشخصية والإنسانية بتاعت النبي.. كان رايح في يوم لـ مبنى ملحق بجامعة (george washington university ) عشان يخلص ورق خاص بالدراسات بتاعته.. والمفروض إننا كنا هنروح بعدها مع بعض ندوة في مكان تاني خالص.. فأنا طلبت منه إني أروح معاه الجامعة، ونطلع مع بعض من بره بره بدل ما أستنى ويرجع هو ونتقابل ونضيع وقت.. وافق.. لما وصلنا اكتشفنا إن فيه مشكلة في دخولي للمبنى ده مع "جيرمي"، لأن ماكنش معايا تصريح زيه والدخول بس للباحثين وبتصريح مسبق!.. والحل؟.. إني أفضل واقف بره ملطوع لحد ما هو يخلص الساعة ولا الساعتين بتوعه ويطلعلي!.. فضل "جيرمي" اللي لسه عارفه من يومين تلاتة بس؛ يلف يمين وشمال ويعمل مكالمات ويتكلم مع موظفين ومسئولين عشان يدخلني.. لمدة قد إيه؟.. نصف ساعة كاملة!.. حتى محاولاتي إن يا عم خلاص مش مهم أنا هنتظر بره رفضها كلها، وصمم يكمل في سعيه.. وفي النهاية نجحت المحاولات ودخلت معاه!.. الحقيقة إن الموقف كله كان غريب وكنت شايفه مش مستاهل يعني الحمقة دي كلها منه، والأهم والأكبر إني كنت مستغرب إنه خرج من شاب معرفتى بيه سطحية فـ ليه وبتاع إيه يتوسطلي!.. بعد ما دخلنا وبعد الشكر سألته السؤال ده.. قال لي بما معناه إن أول حاجة قراها عن النبى "محمد" هيشفع لكل أمته يوم القيامة عشان يدخلوا الجنة.. فـ اللي هو إذا كان نبيك "محمد" هيشفع لـ مليارات المسلمين.. أنت مستغرب إني اتوسطت لك عشان تدخل مبنى الجامعة!.

• لو فكرت هتلاقي عندك مليون سبب عشان تحب سيدنا النبي ﷺ.. إنسانيته.. رحمته.. احتوائه.. تقديره للي قدامه كبير ولا صغير.. حاجات مبقتش موجودة ونادر لما تلاقي خصلة واحدة منهم في شخص واحد، فمابالك لما يكونوا كلهم اتجمعوا في شخص واحد!.. رصيد الراحة النفسية اللانهائي اللي بيعبي النفوس مجرد ما بتيجي سيرته.. الأمل إنه يزورك في رؤية وتتكلم معاه.. رصيده الثابت اللي مش بيتهز سواء كنا مش بنفوّت فرض أو مقصرين في الصلوات بس محبته واحدة في القلوب وعمرها ما نقصت.. عشان هيفكر فينا وهيشفع لنا في يوم محدش هيكون بيفكر غير في نفسه.. عشان بتاع الغلابة.. عشان عمره ما جرح ولا أذى حد.. عشان اتعلمنا وهنفضل نتعلم منه ومن سيرته العبقرية.. أسباب كتير لو قعدنا نتكلم فيها أيام مش هنخلص بس كلها بتجاوب على سؤال واحد من 3 كلمات: لماذا نحب "محمد".. في يوم مولده صلوا على سيدنا النَّبيِّ ﷺ.. شفيع الغلابة وجابر المنكسرين.

تابع مواقعنا