الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثلاث معارك في البر والجو.. ماذا دار في 7 أكتوبر اليوم التالي للحرب؟

حرب أكتوبر 1973
سياسة
حرب أكتوبر 1973
الجمعة 07/أكتوبر/2022 - 07:22 م

يخوض المشير محمد عبد الغنى الجمسي رئيس هيئة العمليات أثناء حرب أكتوبر 1973، في خضم أحداث الحرب، ويستطرد في مذكراته، أحداث اليوم الثاني للحرب، وهو 7 أكتوبر 73، وتحت عنوان ثلاث معارك في البر والجو: 7 أكتوبر، يقول: “في الصباح المبكر من يوم الأحد 7 أكتوبر، بدأت المعارك في البر والجو كما توقعناها في القيادة العامة للقوات المسلحة طبقا لما هو موضح في خطة الحرب”.


في هذا الصباح خاضت قواتنا سلسلة من المعارك، فقد قامت قوات الجيشين الثاني والثالث بصد هجمات العدو المضادة، وبدأت معركة القنطرة شرق، لتحرير المدينة، ودارت المعارك الجوية على أشدها، وكانت قوات الصاعقة تشعل النيران في آبار ومنشآت البترول على الشاطئ الشرقي لخليج السويس.

حرب أكتوبر

 

الهجوم المضاد الإسرائيلي

ويتحدث المشير الجمسي، عن المعركة الأول تحت عنوان الهجوم المضاد الإسرائيلي، قائلا: بدأت القوات الإسرائيلية هجومها المضاد لتدمير قواتنا التي عبرت، واستخدمت في هذا الهجوم ثلاثة لواءات مدرعة بها حوالي 350 دبابة، بالإضافة لقوات الخطوط الأمامية بالجبهة والموجود بها حوالي مائة دبابة مشتركة في القتال منذ اليوم السابق، اندفعت الدبابات الإسرائيلية في مجموعة كتائب في اتجاهات مختلفة لاختراق مواقع قواتنا، وتصورت القوات المدرعة الإسرائيلية بقيادة الجنرال مندلر، أنها ستكتسح بنيران دباباتها وعرباتها المدرعة قوات المشاة المصرية بالجبهة، وكانت المفاجأة شديدة للعدو عندما وجدت قوات الفرق المشاة تواجهها بنيران الأسلحة المضادة للدبابات وبصفة خاصة الصواريخ المضادة للدبابات، وكلما استمر الهجوم ازدادت الخسائر.

وحاولت كتيبة دبابات إسرائيلية الهجوم في اتجاه القنطرة شرق، وفشلت وحاولت كتيبة دبابات أخرى الهجوم في اتجاه الفردان، ولم تنجح، ووجهت كتيبة جهدها في اتجاه الإسماعيلية، وفشلت وقامت مجموعة كتيبة دبابات بهجوم في اتجاه الشط، ولم تحقق شيئًا.


وبعد حوالي خمس ساعات من القتال أصبح واضحًا لقوات الجيشين، وكذا للقوات الإسرائيلية، أن الهجوم المضاد الإسرائيلي قد فشل، بعد أن خسرت الفرقة المدرعة بقيادة مندلر حوالي 175 دبابة خلال يومي 6، 7  أكتوبر، وكان على قوات الجيشين استكمال تصفية حصون خط بارليف، والتعمق بتقدمها شرقًا خصوصًا في قطاع القنطرة شرق، للاستيلاء على المدينة وتحريرها.

أحداث حرب أكتوبر

 

معارك الطيران والدفاع الجويى

ويستطرد المشير الجمسي حديثه، عن معارك اليوم التالي للحرب، ويسلط الضوء على معارك الطيران والدفاع الجوري، قائلا: بينما كانت معركة صد الهجوم المضاد دائرة، وتنفيذًا للخطة الأمريكية لإسرائيل بتوجيه ضربة قوية ضد شبكة الدفاع الجوي، اقتربت في الصباح المبكر من هذا اليوم - 7 أكتوبر – أعداد كبيرة من الطائرات الإسرائيلية، وصل عددها إلى 160 طائرة تطير على ارتفاعات منخفضة فوق البحر المتوسط في اتجاه المطارات المصرية في شمال ووسط الدلتا، وفوق البحر الأحمر في اتجاه مطاراتنا في الصحراء الشرقية كانت إسرائيل ما زالت تعيش في وهم أن سلاحها الجوي قادر على توجيه ضربة قوية ضد مطاراتنا ووسائل الدفاع الجوي، وظنت أنها يمكنها التغلب على شبكة الرادار المصرية وتحقق المفاجأة أثناء هجومها.

وبعد أن فشل السلاح الجوي الإسرائيلي في محاولته لضرب المطارات المصرية في بداية اليوم – 7 أكتوبر – تحول بمجهوده الرئيسي لتدمير الكباري والمعابر حتى تنقطع الشرايين التي تضمن لقواتنا في سيناء الاستمرار والقدرة على مواصلة القتال وتكررت المعارك الجوية، ووقفت وسائل الدفاع الجوي عن الكباري تحميها وتساهم بأكبر قدر من الخسائر في السلاح الجوي الإسرائيلي.


وأيقن الطيارون الإسرائيليون، بمجرد اقترابهم من الأهداف المحددة لهم، أن قواتنا الجوية وقوات الدفاع الجوي قد تغيرت جذريا عما كانت عليه في الحروب السابقة، ووجد الطيارون الإسرائيليون المقاتلات الاعتراضية المصرية في انتظارهم، وتدخل المعارك الجوية ضدهم، ومن نجح منهم في تجنب المقاتلات المصرية وتسلل على ارتفاع منخفض في اتجاه هدفه، وجد نفسه في نيران المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف، ومن حاول الارتفاع هربًا من المصير المحتوم تلقفته الصواريخ سام بضرباتها، ألقى الطيارون الإسرائيليون حمولاتهم أينما كانوا وعادوا هاربين إذا كتب لهم النجاة من المعارك الجوية.

حرب أكتوبر 73


وشهد هذا اليوم معارك جوية عنيفة اشتركت فيها أعداد كبيرة من الطائرات المصرية والإسرائيلية واستمرت وقتا طويلًا لا يتوقعه الكثيرون في المعارك الجوية، ولم يقتصر عمل قواتنا الجوية على حماية القوات البرية، بل استمرت أيضًا في توجيه هجماتها الجوية ضد مواقع العدو في القطاعين الأوسط والشمالي في سيناء لتدمير بطاريات مدفعية العدو ووسائل دفاعه الجوي ومناطقه الإدارية، وفي نهاية قتال هذا اليوم كانت قواتنا الجوية وقوات الدفاع الجوي قد اسقطت للعدو 57 طائرة خلال يومي 6، 7 أكتوبر منها 27 طائرة في اليوم الأول، كما فقدنا 21 طائرة مقاتلة منها 15 في اليوم الأول، وأصبحت قواتنا الجوية، نتيجة لقتالها البارز والناجح خلال يومي 6، 7 أكتوبر، علامة مميزة في هذه الحرب بعدد الطلعات الجوية التي نفذتها وعدد المعارك الجوية التي خاضتها.

 

معركة القنطرة شرق

ويتابع المشير الجمسي: كان القتال يدور خلال هذا اليوم - 7 أكتوبر - على طول الجبهة من الساحل الشمالي لسيناء شرق بور سعيد إلى الساحل الشرقي لخليج السويس.

ففي الساحل الشمالي وجهت قواتنا البحرية قصفها للحصن الإسرائيلي الموجود شرق بور فؤاد، وهو الحصن الوحيد الذي لم يسقط، وفي القطاع الشمالي من جبهة القناة، كانت قوات الجيش الثاني تعمل بثبات، لتعميق رءوس الكباري للفرق، وكنا في القيادة العامة نتابع باهتمام شديد ما يدور في قطاع القنطرة شرق، وهي المدينة الرئيسية الثانية في سيناء بعد العريش، وإذا كانت هذه المدينة لها أهمية سياسية، إلا أن لها أيضًا أهمية استراتيجية لفتح الطريق الساحلي ( القنطرة – رمانة – العريش ) أمام تقدم قواتنا في اتجاه رمانة، ومن هنا كان إصرار قواتنا على تحريرها، وكان إصرار القوات الإسرائيلية على التشبث بها.

وكانت الحصون التي بناها العدو في قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف وصل عددها إلى سبعة حصون، كما أن القتال داخل المدينة يحتاج إلى جهد لأن القتال في المدن يختلف عن القتال في الصحراء، ولذلك استمر القتال شديدًا خلال هذا اليوم، واستمر ليلة 7 / 8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين، وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي في نهاية اليوم – 7 أكتوبر – من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدًا لتحريرها في اليوم التالي، وفي القطاع الجنوبي من الجبهة، تقدمت بعض قوات الجيش الثالث تقدمًا محدودًا في اتجاه الممرات الجبلية، ووصلت وحداتها إلى المنطقة التي يتواجد فيها مركز قيادة القطاع الجنوبي الإسرائيلي بالقرب من مضيق متلا، وهاجمته بالنيران.

 

وفي نهاية يوم القتال – 7 أكتوبر – كانت قواتنا المسلحة قد حققت النجاح في المعارك التي خاضتها لصد هجمات العدو المضادة استكمالًا لما حققته في اليوم السابق – يوم العبور، وأصبحت رءوس الكباري للفرق الخمس المشاة بالعمق الكافي وبالقوة التي تكفل لها تحقيق المهام التالية التي تنتظرها، كما قامت طائراتنا بقصف الأهداف المعادية في عمق سيناء بالقطاعين الشمالي والأوسط، بعد أن تصدت بالاشتراك مع قوات الدفاع الجوي لطائرات العدو التي حاولت الأغارة على بعض مطاراتنا، وفي الوقت نفسه قامت قواتنا البحرية بتنفيذ مهامها القتالية، وتأمين شواطئنا بالبحرين المتوسط والأحمر، واشتملت خسائر العدو على استيلاء قواتنا على عدد من الدبابات والعربات المدرعة بعد أن تركها العدو وفر هاربا، كما تم استسلام عدد من ضباط وجنود وحدات العدو المدرعة بدباباتهم وعرباتهم، كما اشتملت خسائرنا على إصابة وتدمير بعض الدبابات والعربات المدرعة بالإضافة لاستشهاد عدد من المقاتلين في مقابل عدد أكبر من القتلى الإسرائيليين.

تابع مواقعنا