هوا مفيش غيرنا؟!
خرج مكتب العمل الأوروبي بإحصائية صادمة عن التقرير السنوي للتضخم عن منطقة أوروبا، ما أظل بظلاله على مستلزمات وبنود الحياة اليومية للمواطن الأوروبي، من ارتفاع اللحوم والدواجن بنسبة +14.3%، الفاكهة والخضراوات +7.8%، أسعار تذاكر الطيران +33.3%، والتضخم الأكبر في أسعار الغاز بـ +43.6%.
أما عن التقرير الصادر من إدارة الشؤون الاقتصادية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، فإن الجهود العالمية التي استمرت 15 عامًا لتحسين حياة الناس في كل مكان، من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (SDGs) بحلول عام 2030؛ قد خرجت عن المسار الصحيح بحلول نهاية عام 2019، والآن في فترة زمنية قصيرة فقط؛ تسبب الوباء كوفيد في أزمات غير مسبوقة، مما تسبب في مزيد من التعطيل لتقدم أهداف التنمية المستدامة، حيث تأثر أفقر العالم وأكثرهم ضعفًا.
ثم الحرب الروسية الأوكرانية التي هزت أقوى اقتصاديات دول القارة العجوز من ارتفاع في أسعار الوقود، والغذاء، فضلًا عن ملايين المهاجرين إلى الدول المجاورة، لتشهد القارة المستقرة حالة من التذبذب غير المسبوق مع إطلاق الحكومات الأوروبية؛ حِزمة كبيرة لخطط ترشيد استهلاك الكهرباء والغاز، إلى أن وصل الحال إلى سويسرا.. بلد الـ 800 ألف مليونير، الذين يقيمون في بلد يقل عدد سكانه عن 9 ملايين نسمة، بتصريح مثير للدهشة من وزير الطاقة السويسري، باقتراح على الشعب السويسري، بالاستحمام سويا لتوفير الطاقة، واتسائل: ماذا لو خرج الدكتور طارق الملا على المصريين بمثل هذا التصريح في مصر؟!!!
وفي خضم تلك الأزمات العالمية التي تعاني منها أقوى اقتصاديات العالم؛ لا يرى بعض المذيعين من المنصات الخارجية المعادية غير مصر فقط للهجوم، ونشر الفتن والشائعات، وكأن كل تلك الأزمات لا تسري على مصر، وأن كورونا والتضخم وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية؛ لا تؤثر علينا، وكأن مصر هي البلد الوحيدة على كوكب الأرض! هوا مفيش غيرنا!؟ أو يجوز إرسال التليفزيون في لندن؛ لا يلتقط أخبار الأزمات في باقي دول العالم.
وتدرك جماعات الفتن جيدًا، أن فُرصة اندماجهم وقبولهم مرة أخرى في المجتمع المصري؛ أصبحت معدومة من وحي الخيال، ولذلك يريدون حرق الأخضر واليابس فقط.
ونتفق أنه في ظل تلك الظروف القاسية التي يمر بها العالم أجمع؛ لابد من عمل جميع المسئولين على قدر طموح الرئيس السيسي، في التأكيد الدائم على رفع الأعباء الاقتصادية للاحتياجات اليومية عن كاهل المواطن البسيط، التي تعد الآن أولى أولويات الحكومة في الوقت الراهن.
أعانكم الله وأعاننا جميعا للخروج من تلك الأزمة العالمية بسلام.