من كربلاء إلى مصر| رأس الحسين وصراع البلدان الـ 6.. أين توجد الرأس الشريفة؟
يوافق اليوم 12 أكتوبر 2022، ذكرى استشهاد الإمام الحسين ابن علي رضي الله عنمها وأرضاهما، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعركة كربلاء، وهو اليوم الذي يوافق 10 محرم من كل عام هجري.
معركة كربلاء
انتهت معركة كربلاء، بين الإمام الحسين ابن علي رضي الله عنه، سيد الشهداء، وبين جيش تابع ليزيد ابن معاوية، في يوم 10 محرم من العام الهجري 61، الموافق 12 أكتوبر لعام 680 ميلاديًا، والتي استمرت لمدة 3 أيام متواصلة، باستشهاد الإمام الحسين، وفصل رأسه الشريفة عن جسده الطاهر.
أين رأس الإمام الحسين؟
من المتفق عليه، أن جسد الإمام الحسين ابن علي رضي الله عنه، سيد الشهداء، دفن في كربلاء بعد انتهاء المعركة، أما رأسه الشريفة، فتتضارب الأقوال في موضوع مدفنها، بين 6 بلدان، تعتز كل منهن بنسبتها إليه، بداية من كربلاء، موضع مدفن الجسد الطاهر، وصولًا إلى مصر، ومقام الإمام الحسين في القاهرة.
البلدان الـ6
هناك أقوال حول 6 بلدان، تختلف في مواقعها بحيث تحوي تقريبًا مداخل العالم الإسلامي كله، فهي بلدان تقع بين بلاد الحجاز والعراق والشام وبيت المقدس ومصر، وهي أماكن تعتز جميعها بنسبة مدفن الرأس الشريفة إلى أرضها، وتحاول إحياء ذكراه دائمًا، وهذه البلدان هي المدينة المنورة، وكربلاء، والرقة، ودمشق، وعسقلان، والقاهرة.
أقوال حول مدفن رأس الإمام الحسين
يقال إن رأس الإمام الحسين قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها، كما ورد أيضًا أن الرأس الشريفة، أرسلت إلى عمرو بن سعيد بن العاص والى يزيد على المدينة، فدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء، وبهذين الرأيين يقال بدفن رأس الإمام الحسين في المدينة المنورة وكربلاء.
وقيل في مدفن رأس الإمام الحسين كذلك، أنه وجد بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته، فدِفن بدمشق عند باب الفراديس، فيما قال مؤرخون آخرون أن الرأس الشريفة طيف بها في البلاد حتى وصلت إلى عسقلان فدفنها أميرها هناك، وبقى بها حتى استولى عليها الإفرنج في الحروب الصليبية، وهي بهاذين الرأيين تنسب إلى دمشق وعسقلان.
وأما عن مدفن رأس الإمام الحسين في القاهرة بمصر، فقد ورد إلينا أيضًا أقوال بأنه بعد استيلاء الإفرنج بالحروب الصليبية على الرأس بذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة، حيث دفن بمشهده المشهور، وهو ما أشار له الشعراني في طبقات الأولياء، حين قال: إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه في كيس من الحرير الأخضر على كرسي من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن في المشهد الحسيني قريبًا من خان الخليلي.
ويحتوي مسجد الإمام الحسين بالقاهرة الآن، على مقام الإمام الحسين ابن علي رضي الله عنه، والذي أُدخلت رأسه إلى المدفن عن طريق المرور من باب السر، وهو باب له قدسية خاصة عند مريدي وأتباع الإمام الحسين بمصر.
وعن آخر البلدان التي ينسب إليها دفن رأس الإمام الحسين، فقد ذكر سبط بن الجوزي فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات، وأنه لما جيء به بين يدى يزيد بن معاوية قال: «لأبعثنَّه إلى آل أبى معيط عن رأس عثمان»، وكانوا بالرقة، فدفنوه في بعض دورهم، ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع، وهو إلى جانب سوره هناك.