"بيف"هند صبري وماجد الكدواني في "فضل ونعمة".. معركة غنائية على طريقة الراب
قدم الثنائي هند صبري وماجد الكدواني لأول مرة خلال أحداث فيلم "فضل ونعمة" دويتو مختلف على طريقة أغاني "الراب"، دخل الثنائي في "بيف" تبادلا خلاله الهجوم في أغنية بعنوان "أحلامي مش بالليل" بمشاركة مغنيي الراب "شاهين" و"الجوكر".
جمع الفيلم بين ماجد وهند في تجربتهما الكوميدية الأولى سويًا، التي تأتي بعد نحو 11 عامًا على فيلم أسماء، الذي شاركا فيه، لكن بطرح مختلف بعيدًا كل البعد عن الكوميديا لاختلاف طبيعة وقسوة القضية المطروحة بفيلم أسماء، ليلتقيا مجددا في فيلمهما الأحدث فضل ونعمة.
الفيلم المعروض حاليًا بدور العرض، هو خلطة اجتماعية كوميدية عائلية يطرح بعضا من أزمات الآباء والأمهات مع الجيل الجديد، تصنيفه للجمهور العام ويدور حول مغامرات كوميدية يتعرض لها زوج وزوجة في محاولة منهما لخلق إنجاز يدعو للفخر أمام أبنائهما بعد ضربات متتالية من الفشل، وتأتي هذه المحاولة من خلال تورطهما مع عصابة لترويج المخدرات.
الفيلم من تأليف أيمن وتار وإخراج رامي إمام، وتصوير أحمد زيتون، وموسيقى تامر كروان، ومونتاج محسن عبد الوهاب، ومهندس صوت سامح فوزي، وبطولة هند صبري وماجد الكدواني وشارك فيه العديد من النجوم كضيوف شرف.
يأتي الفيلم في المرتبة التالية بعد فيلم "نادي الرجال السري" لأعمال الكاتب أيمن وتار من حيث الجودة والكوميديا المقبولة غير المفتعلة، رغم وجود بعض المواقف غير المبررة في تصاعد الأحداث وهو الأسلوب المفضل لأيمن وتار في أعماله والتي تعتمد على المصادفات والمبالغات دون الالتفاف إلى منطقية الأحداث والاعتماد على كوميديا الموقف وتلقائية الممثل في تقديم الكوميديا، وكذلك تكرار الإيفيه في مواقف مختلفة مثل عدم محافظة البطلة "نعمة" على سرية العملية بعد تأكيدات "الضابط المزيف جاسر الألفي" الذي قدم دوره محمود حافظ وهو الإيفيه الأشهر والأكثر تكرارا طوال الفيلم، وكذلك مشاهد الفنان شريف الدسوقي المتشابهة في الموقف ومختلفة اختلافًا طفيفًا في الحوار، وهي طريقة يقدمها "وتار" في معظم أعماله ونجحت في تقديم كوميديا غير مفتعلة خلال أحداث الفيلم رغم تيمته المكررة التي تعتمد على استغلال سذاجة شخص وتوريطه في بعض الأمور الخارجة على القانون، بعد إيهامه أنه البطل الذي يقدم خدمة جليلة للوطن على سبيل المثال فيلم ميدو مشاكل.
الفيلم عودة للمخرج رامي إمام بعد غياب أربعة عشر عاما عن السينما منذ فيلمه الأخير حسن ومرقص، ويعد عودة جيدة بعد غياب دام طويلا، قدم من خلاله جرعة كوميدية خفيفة دون ابتذال.
جاءت الصورة التي قدمها مدير التصوير أحمد زيتون متناسبة مع طبيعة الفيلم مع تقديم بعض المشاهد الخارجية في الصحراء كحفلات الراب التي يذهب إليها فضل ونعمة لتوزيع المواد المخدرة، كذلك الموسيقى التصويرية التي لاقت تناغما مع المطاردات والمغامرات الخاصة بفضل ونعمة.
توازن إيقاع الفيلم في نصفه الأول وتناسب مع تصاعد الأحداث ثم هدأت الأحداث قليلا قبل الربع الأخير من الفيلم وحل الأزمة وتحقيق هدف فضل ونعمة للتفاخر أمام أبنائهما وإلقاء بعض العواطف المؤثرة لينتهي الفيلم بمشهد ضاحك يخفف من وتيرة الانفعالات.
يُحسب للفيلم أن الكوميديا المقدمة خلال أحداثه لم تكن مفتعلة أو مقحمة على المواقف الدرامية وتم تمريرها بسلاسة بدون إسفاف، وأضاف لها أداء الممثلين التلقائي غير المفتعل وعلى رأسهم فضل ونعمة أو ماجد الكدواني وهند صبري، وهما اختيار جيد للمخرج ليتناسب أدائهما غير كوميدي مع كوميديا الفارس المطروحة بالسيناريو، فقد قدما أداءا يليق بهما رغم بساطة القصة وهو أمر ليس بجديد فالكدواني يثبت في كل عمل يقدمه أن موهبته تضفي على الشخصية، وكذلك هند صبري تلك الفنانة التي ننسى أنها تونسية من فرط تلبّسها لمصريتنا، روحًا ولهجة وأداءً، وكأنها ولدت وتربت في مصر، وقدما الثنائي أداءا متناغما.
هذا الأداء المتناغم تجلّى في الأغنية التي قدمها الثنائي، وقد جاءت غير مقحمة على الأحداث وهو أمر يحسب للمخرج رامي إمام، فقد تم تقديم الأغنية في إحدى مغامراتهما مع العصابة وتواجدهما بأحد حفلات الراب الشبابية التي يحييها مغنيا الراب "شاهين" و"الجوكر" أثناء تقديمهما "بيف" غنائي وكل منهما "يدسّ" الأخر، و"البيف" هو نوع من التناحر بالكلمات بين فناني الراب يقف كل منهما فيه أمام الآخر ويلقي كل منهما هجاءا مرتجلا ضد نظيره، وقد قدما هند والكدواني الدويتو بطريقة احترافية كما لو كان لهما خبرة بالمجال وأحد نجومه المحترفين.
نجح المخرج في الاستفادة من جمهور اثنين من مشاهير الراب، عبر تقديم هذا النوع من الغناء "الراب" خلال الأحداث مع اثنين من أشهر مغنييه، وهو ما تكرر في أكثر من عمل فني من قبل سواء كان نجوم الراب مشاركين بالغناء فقط أو بالتمثيل، وهو ما يعد اعترافا بنجاح وانتشار متزايد لنوعية غناء رضينا به أم لم نرضى، لكن يظل له جمهوره العريض من جيل صاعد هم شباب وشابات المستقبل، ولا حياة لمن ينادي بالمنع والوقف والحبس في عصر أصبحت الكلمات والألحان فيه تتطاير بين ذرات الهواء لا يقدر أحد على منعها، كما أن طرح الأغنية في صورة فيديو كليب على الصفحة الرسمية لشاهين على موقع اليوتيوب قبل عرض الفيلم بدور السينما هو استفادة تسويقية للفيلم.
واستعان المخرج بعدد كبير من النجوم كضيوف شرف منهم إسعاد يونس ومحمد ممدوح، الذي جاء حضوره ملفت ومميز رغم قلة المشاهد كما ظهر بصورة أفضل كثيرا من حيث الأداء الصوتي وأقل وزنا عما ظهر في أعمال سابقة، وكذلك شريف الدسوقي الذي أضفى روحا على دوره البسيط ومشاهده القليلة وجاء توظيف ظهوره المتكرر بنفس المكان والأداء مع تغيير طفيف في الحوار موفقا من حيث تقديم الكوميديا النابعة من الموقف والمبالغات، ونفس الأمر مع مي دياب وحسن رضوان ومع مي كساب التي تم التقديم والتأسيس لشخصيتها على مدار أحداث الفيلم حتى مشهد ظهورها لإضفاء الإبتسامة بعد تصاعد الأحداث ووصولها لنقطة النهاية، كما نجح إمام في اختياره للفنانة سما إبراهيم في دور "مكارم" ورغم صغر حجم الدور في الأحداث إلا أنها تمكنت من لفت انتباه المتفرج منذ بداية الأحداث بمشهدها الأول مع الفنان محمد شاهين واستمرت في مشاهدها طوال الفيلم متمكنة من أدواتها، بالإضافة إلى نجوم أخرين مثل محمد شاهين، الشيف علاء الشربيني، بسنت شوقي، طه الدسوقي، تامر بشير.
الفيلم يلقى إقبالا من الجمهور رغم عدم تواجده في موسم سينمائي كما هو معتاد، فقد حقق في الثلاثة أيام الأولى من عرضه بدور السينما ما يقرب من ثلاثة ملايين جنيه وهو ما يثبت أن الجمهور متعطش للسينما الجيدة ومشاهدة الأفلام بعيدا عن مواسم سينما الأعياد.