الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حكم سماع الأغاني في الشرع.. متى تكون حراما؟

حكم سماع الأغاني
دين وفتوى
حكم سماع الأغاني
الخميس 13/أكتوبر/2022 - 01:13 م

حكم سماع الأغاني يعد هذا السؤال محل بحث كثير وحيرة عند قطاع عريض من الشباب، خاصة وأن الاتجاه السلفي يفتي أن كل ما هو غناء وما هو موسيقى حرام، لكن المؤسسة الدينية المعنية بشأن الفتوى تقول إن الموسيقي والغناء فيها الحلال وفيها الحرام، كما أن هناك عدد من العلماء يشيرون في فتواهم إلى الأغاني الدينية والوطنية وهي مباحة شرعا، تساؤلات كثيرة حول حكم سماع الأغاني في الشرع الشريف في السطور التالية.

حكم سماع الأغاني 

 

وحول حكم سماع الأغاني والموسيقى يقول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الأغاني والموسيقى منها ما هو مباح سماعه ومنها ما هو محرم وذلك لأن الغناء كلام حسنه حسن وقبيحة قبيح، ويوضح في فتواه أن الموسيقى والغناء المباح خاصة إذا كانت الأغاني أمر دينيًّا أو وطنيًّا، أو كانت الأغاني لإظهار السرور والفرح في الأعياد والمناسبات، بشرط ألا يختلط الرجال بالنساء، وأن تكون الأغاني خاليةً من الفُحْشِ والفجور، وألا تشمل على محرم؛ كالخمر والخلاعة، وألا يكون محركًا للغرائز أو مثيرًا للشهوات، وأن تكون المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفة وشريفة.

وأكد الدكتور علي جمعة، أن الموسيقى والأغاني المحرمة هي التي تلهي عن ذكر الله تعالى، وتتضمن أشياء منكرة ومحظورة، مثل: أن تكون باعثة على تحريك الغرائز والشهوات، أو يختلط فيها الرجال بالنساء أو يكون صوت المغني فيه تخنث وتكسر وإثارة للفتن أو تسعى إلى تدمير الحياة والأخلاق.

وفي فتوى أخرى لدار الإفتاء المصرية تقول إنه يجوز شرعًا الاستماع إلى الموسيقى بسائر أشكالها بشرط ألا يقارنها ما هو محرمٌ شرعًا كشرب الخمر أو الغناء الماجن، وبشرط ألَّا تكون مما يحرك الغرائز المحرمة ويبعث على الفسوق، وقد ورد في جوازها بهذه الشروط جملة من الآثار والروايات في كتب السنَّة ونُقُول الأئمة، حتى إن بعض الأئمة أفرد التصنيف بجوازها، وعلى ذلك يدل ظاهر النصوص القرآنية؛ كنحو قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف: 32]، وقوله تعالى في الآية التي بعدها: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ إلى آخر الآية الكريمة [الأعراف: 32-33].

وما روي عن عبدالله بن بريدة أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم -ورجع من بعض مغازيه- فقالت: إني كنت نذرت إن ردك الله صالحًا (وفي رواية: سالمًا) أن أضرب عندك بالدف [وأتغنى]؟ قال: «إن كنت فعلت (وفي الرواية الأخرى: نذرت)، فافعلي، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي». فضربت، فدخل أبوبكر وهي تضرب، ودخل غيره وهي تضرب

 وخلاصة الفتوى حول سماع الأغاني والموسيقى أن الكلام الذي يتوافق مع الآداب العامة ولا يثير الشهوات ولا يدعو إلى منكر فكل هذا يجوز الاستماع إليه لكن الكلام الذي يثير الشهوات أو ما شابه ذلك فيبتعد عنه الإنسان ولا يستمع إليه.

  حكم الغناء الشيخ الشعراوي

حكم الغناء الشيخ الشعراوي كان له رأي يوافق فتوى دار الإفتاء المصرية في أنه العلماء أباحوا الأنس بالغناء في الأعياد والدليل على ذلك  قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق الذي رأى جاريتين تغنيان في بيت رسول الله فنهرهما وقال: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: " دعهما فإننا في يوم عيد " ". وكذلك أباحوا الأناشيد التي تقال لتلهب حماس الجنود في الحرب أو التي ينشدها العمال ليطربوا بها أنفسهم وينشغلوا بها عن متاعب العمل ٬ أو المرأة التي تهدهد ولدها لينام ومن خلال هذه الفتوى لا مانع من كل نصٍّ له غرض نبيل  أما إنْ أهاج الغرائز فهو حرام والكلام هنا عن مجرد النص.

الفتوى حول هذه القضية عند الشيخ الشعراوي حول حكم الغناء أو الموسيقى  فكل ما يثير الغرائز  ويُخرجك عن سَمْت الاعتدال والوقار فهو باطل وحرام سواء أكان نصًا بلا لحن ولحنًا بدون أداء، أو أداء مصحوبًا بما لا دخلَ له بالغناء.

ويقول الشيخ الشعراوي لا تقُل الغناء لكن قُلْ النص نفسه  إنْ حثّ على فضيلة فهو حلال وإنْ أهاج الغرائز فهو حرام وباطل كالذي يُشبِّب بالمرأة ويذكر مفاتنها فهذا حرام حتى في غير الغناء فإذا ما أضفتَ إليه الموسيقى والألحان والتكسر والميوعة ازدادت حرمته وتضاعف إثمه.

وأوضح أن الغناء الذي فيه من حركات ورقصات وخلاعات وموسيقى صاخبة لا شكّ في حرمته، فكل ما يُخرج الإنسان عن وقاره ورزانته وكل ما يجرح المشاعر المهذبة فهو حرام ثم إن الغناء صوت فإنْ خرج عن الصوت إلى أداء آخر مُهيّج تستعمل فيه الأيدي والأرجل والعينان والوسط.. الخ فهذا كله باطل ومحرم.

ويضيف الشيخ الشعراوي حول رأيه في حكم الموسيقي والغناء لا ينبغي للمؤمن الذي يملك زمام نفسه أن يقول إنهم يفرضون ذلك علينا  فالمؤمن له بصيرة يهتدي بها ويُميز بين الغثِّ والسمين  والحق والباطل فكُنْ أنت حكمًا على ما ترى وما تسمع  بل ما يرى وما يسمع أهلك وأولادك وبيدك أنت الزمام إنْ شئتَ سمعتَ وإنْ شئتَ أغلقتَ الجهاز فلا حجة لك لأن أحدًا لا يستطيع أنْ يجبرك على سماع أو رؤية ما تكره.

ويختتم فضيلة الشيخ الشعراوي إن ما يحلّ من الغناء مشروط بوقت لا يكون سمة عامة ولا عادة مُلِحّة على الإنسان يجعلها ديدنه  لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " روِّحوا القَلوب ساعة بعد ساعة ".  وهؤلاء المغنون والمغنيات الذين يُدخِلون في الغناء ما ليس منه من الحركات والرقصات لا يدرون أنهم يَثيرون الغرائز ويستعدون على الشباب غير القادر على الزواج ويلهبون مشاعر الناس ويثيرون الغيرة.

 

تابع مواقعنا