مات دفاعًا عن الشرف.. والدة المجني عليه بالمرج: المتهم قتل ابني عشان يخلاله الجو
لم يكن يعلم أحمد صاحب الـ 26 عامًا، أن رغبته في الحفاظ على العادات والتقاليد التي نشأ عليها، ستكون سببا في إزهاق روحه في نهاية المطاف، حيث لم يكف عن محاولاته في نصح المتهم بالابتعاد عن اصطحاب الفتيات لممارسة علاقات غير شرعية داخل منزله، وكذلك عدم الوقوف بصحبة مدمني المخدرات أمام المنزل، أو على قارعة الطريق، الأمر الذي أدى إلى ضجر المتهم، والتخطيط لقتل المجني عليه وقد كان له ما أراد، وكيل للضحية عدة طعنات أردته قتيلا، بمنطقة المرج بالقاهرة.
مقتل الشاب أحمد
القاهرة 24 التقى والدة المجني عليه وقالت إنها ونجلها نشئا بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، وانتقلا للعيش بمنطقة المرج منذ 5 سنوات، لم يتمكن الأخير من التأقلم مع سكان منطقة، ولم يعجبه غالب تصرفاتهم، من الجلوس أمام المنزل ومضايقة المارة، وبيع المواد المخدرة وتناولها فيما بينهم، علاوة على ذلك، يقوم أحدهم وهو المتهم بإقامة علاقات غير شرعية مع بعض السيدات، واصطحابهم للمنزل، ما دفع المجني عليه لمحاولة وقف تلك العادات، وتقديم النصح له.
وتابعت والدة الشاب أحمد ضحية الطعن بالمرج، أن نجلها قبل الواقعة بأسبوع، شاهدها وهي عائدة إلى المنزل، حيث مرت بالمتهم وأصدقائه، يقف على قارعة الطريق وبصحبته مجموعة من الأشخاص يتعاطون المخدرات، ويسدون الممر أمامها، فألحت عليهم حتى يفسحوا المجال وتمر من بينهم، فغضب نجلها لذلك الموقف، وتوجه إليهم، ووقعت بينهم مشادة كلامية، كانت الأولى من نوعها، وكادت تمتد لمشاجرة، إلا أن السيدة أبعدته عن الشجار.
وأضاف والدة المجني عليه، أن نجلها التقى المتهم قبيل يوم الواقعة، ولاحظ أنه يصطحب سيدة إلى منزله لإقامة علاقة غير شرعية معها، فواجهه بفعلته فلم ينكرها ولم يبررها وأصر عليها، فطلب منه عدم تكرارها مرة أخرى، حفاظا على سمعة المنطقة والشارع، ومراعاة لمشاعر السيدات والفتيات من حوله، وخوفا أن تصبح تلك عادة يقوم بها الشباب دون رادع، لكن المتهم ٌخيل إليه أن المجني عليه يحاول فرض سيطرته عليه، فقرر الانتقام منه والقضاء عليه.
بصوت يخالطه الشجن وبعينين لا تكفان عن زرف الدموع، بدأت الأم المكلومة تقص ما حدث ليلة الواقعة، وقالت إن نجلها الشاب أحمد، استأذن منها في الحصول على لمبة الإضاءة الخاصة بغرفتها، فاستفهمت منه عن طلبه، فأخبرها أن الشارع مظلم، ولابد من إضاءته خوفا أن يصيب أحدا مكروه من الظلام أمامه، وسوف يعوضها بأخرى حال عمله، وتركها وهبط لأسفل منزله، حيث تقابل مع المتهم، وكانت المقابلة الأخيرة.
تقول السيدة: أقدم المتهم على نجلي، يمسك في يده سلاحا أبيض، بعدما خطط لقتله والتخلص منه، فهو صوت الحق الذي يدب في أذنيه، وافتعل معه مشادة من لا شيء، وأخرج سلاحه وطعنه به في قلبه طعنة نافذة أفقدته توازنه، ثم كال له طعنتين في صدره وجنبه، أرداه قتيلا على الأرض ولاذ بالفرار، فتناهى إلى سمعي صوت صراخ وعويل، فهبطت فوجدت بركة من الدماء سالت على الأرض، وأشخاص يحملون شابا يهرولون به خارج الشارع، فتساءلت عن هويته فأخبروني أنه نجلي، حيث تم نقله للمستشفى، وفارق الحياة بعد دقائق معدودة، فمات دفاعا عن الشرف والعفة، دون جرم فعله أو ذنب اقترفه، أو خطأ ارتكبه.
وتلقى قسم شرطة المرج، بلاغا من الأهالي يفيد بوقوع مشاجرة بين شخصين، ومقتل أحد الأشخاص، على الفور انتقلت قوة من القسم إلى محل الواقعة، وتبين صحتها، وعثرت على جثة شاب في العقد الثالث من العمر، مصابًا بجروح نافذة، وأمرت بنقل جثته إلى مشرحة زينهم تحت تصرف جهات التحقيق، التي أمرت بتشريح الجثمان للوقوف على الأسباب الحقيقة التي أدت إلى الوفاة، وكلفت رجال المباحث بسرعة إنهاء تحرياتها حول الواقعة، وتم إلقاء القبض على المتهم.
