وكيل الأزهر: عانينا من الفتاوى الزائفة التي تحملُها الفضائيات وصفحات الإنترنت
شدد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، على أن الفتاوى الحضارية تدعم التنميةَ المستدامة، بل تصنع التنميةَ المستدامةَ، وفي المقابلِ فإن هناك فتاوى ضالة مضلة تعمل على تقويض البناء، وتعطيل العمل، وتؤخر الركب، وتؤصل لقطيعة فكرية غاشمة، وعزلة حضارية ظالمة، تضر المجتمعات ولا تنفعُها.
وأشار وكيل الأزهر، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العالمي السابع لدار الإفتاء المصرية، حول الفتوى والتنمية المستدامة، إلى أن أحد المعوقات المعاصرة التي فرضت نفسها وبقوة على أجندة عمل المؤسساتِ هي التَّغيُّراتُ المناخيَّةُ، والتي باتت تهدد التنمية، وتعوق مسيرتها بما تحمل من نذر مخفية ومرعبة توجب على الشبرية، أفرادًا ومؤسسات ومجتمعات، أن تعمل بجد لإجاد علاج سريع لها، مؤكدًا على أن الفتوى المنضبطة قادرة على توجيه الناس إلى السلوك الواجب تجاه الأزمة الملحة.
تسعى لتحقيق مكاسب مادية أو شهرة كاذبة
وتابع وكيل الأزهر: عانينا للأسفِ من هذه الفتاوى الزَّائفةِ، التي تحملها الفضائيات وصفحات الإنترنت والتي تسعى لتحقيقِ مكاسبَ مادية، أو شهرة كاذبة، دونَ النظر لاستقرار مجتمع أو أمان وطن، وأن النظرة الإسلامية الشاملة للتنمية المستدامة توجبُ ألا تتم هذه التنمية بمعزلٍ عن الضوابط الدينية والأخلاقية، وأن تمتدَّ أنشطة التنمية إلى الدين والدنيا والآخرة، بما يضمنُ التَّوازنَ والتَّوافقَ، وإنَّ الفتوى الرَّشيدةَ هي الَّتي تبصرُ الثَّوابتَ والمناهجَ والقواعدَ العلميَّةَ بعينٍ وتبصرُ الواقعَ بالعينِ الأخرى فتصحَّ الرُّؤيةُ، وإنِّي لأتوقُ لهذه النَّتائجِ العمليَّة الَّتي أتوقَّعُ أن يتمخَّضَ عنها المؤتمرُ، سائلًا اللهَ تعالى أن يحفظَ بلادَنا وبلادَ العالمين مِن آثارِ تغيُّرِ المناخِ، وأن يحميَ مجتمعاتِنا من زللِ الفتـوى وخَطَرِها.