أسباب عدم استجابة الدعاء.. احذر من هذه الأخطاء
أسباب عدم استجابة الدعاء، يعد الدعاء عبادة عظيمة ومن أفضل العبادات وأسهلها قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر:60)، وقال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ، لكن يشغل بال الكثير من المسلمين سؤال كيفية استجابة دعاؤهم وكيف يكون الدعاء مستجاب، وأسباب عدم استجابة الدعاء، خاصة وأن هناك من يغفل أسباب عدم استجابة الدعاء، وفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ أن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ قِيلَ: يَا رسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ.. وفي السطور التالية أسباب عدم استجابة الدعاء.
بما روي عَنْ أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي». متفقٌ عَلَيْهِ.
أسباب عدم استجابة الدعاء
أسباب عدم استجابة الدعاء، من هذه الأسباب أن يكون طيب الطعام بمعنى أن يكون رزق الداعي من حلال بعيد عن أي شبهة حرام، ونصح الكثير من العلماْء أهمية الرزق الحلال مهما كان بسيطا، والدليل على ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51]، وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» (رواه مسلم).
والسبب الثاني كما وضحه العلماء في أسباب عدم استجابة الدعاء أن يكون القلب غافلا عن الله عز وجل، استيلاء الغفلة على القلب، قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (ادْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ)، رواه الترمذي.
استعجال الإجابة
- ومن أسباب أسباب عدم استجابة الدعاء استعجال الإجابة بمعنى أن يدعوا المسلم ويتمنى الرد سريعا، لكن الدعاء يحتاج إلى الإلحاح على الله عز وجل، والدليل على ذلك قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ومسلم.
وفسر العلماء في أسباب تأخير الإجابة أن يكون الله عز وجل قد ادَّخر لعبده في الآخرة مثل ما دعا به، أو صرف عنه من السوء مثل ذلك، يقول النبي "صلى الله عليه وسلم": ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر) رواه أحمد.
عدم الأخذ بالأسباب
- وقد يكون سبب عدم استجابة الدعاء أن العبد الداعي إلى الله عز وجل لا يأخذ بالأسباب، التي بها يستجاب دعاؤه منها أن كأن يطلب النجاح من غير دراسة، أو الرزق من غير عمل، أو النصر من غير إعداد العدة، أو الشفاء من غير علاج، كما في قصة الفقيه الإمام عامر الشعبِي رحمه الله عندما مرَّ بإبِل قد فشا فيها الجَرَبُ، فقال لصاحبها: أما تداوي إبلك؟ فقال: إن لنا عجوزًا نتَّكِلُ على دعائِها، فقال: "اجعل مع دعَائِهَا شيئًا مِنَ القَطِرَانِ". والقطران: يداوي جَرَب الإبل.
قال سفيان بن عيينة رحمه الله: لا يمنعن أحدًا الدعاء ما يعلم في نفسه – يعني من التقصير فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس حين قال: «رب فأنظرني إلى يوم يبعثون.
المعاصي
المعاصي هي السبب الأكبر من أسباب عدم استجابة الدعاء وهي الداء الأكبر الذي حجب دعاء العباد عن الصعود، وأكثر أولئك الذين يشكون من عدم إجابة الدعاء آفتهم المعاصي، قيل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: ما بالنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟ قال: «لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه ! وعرفتم الرسول – صلى الله عليه وسلم – فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها! وعرفتم الجنة فلم تطلبوها! وعرفتم النار فلم تهربوا منها! وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه! وعرفتم الموت فلم تستعدوا له! ودفنتم الأموات فلم تعتبروا! وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح وقال بعض السلف: «لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي».فقد عمت المعاصي وتطاير شررها في كل مكان، والعصاة غافلون.. ولكن إذا نزلت المصيبة رأيتهم يجأرون إلى الله تعالى! ومثل هؤلاء كمثل رجل حارب ملكًا من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنًا طويلًا ثم جاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفه! فما ظنك بهذا الرجل؟ ! هل سيدرك مطلوبه؟ ! كلا! لن يدرك مطلوبه إلا إذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك. فهذا هو مثل العاصي الذي يبيت ويصبح مبارزًا لربه تعالى بالمعصية ثم إذا وقع في شدة يرجو من الله أن يجيب دعاءه.
ومما ورد عن أسباب عدم استجابة الدعاء أنه أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى عليه السلام، فخرج ببني إسرائيل يستقي بهم، فلم يُسقوا حتى خرج ثلاث مرات ولم يُسقوا فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه الصلاة والسلام: «إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيك نمام» فقال موسى عليه السلام: «يا رب ومن هو حتى نخرجه؟ » فأوحى الله عز وجل إليه: «يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمامًا؟ » فقال موسى عليه السلام لبني إسرائيل: «توبوا إلى ربكم بأجمعكم عن النميمة» فتابوا، فأرسل الله تعالى عليهم الغيث.
شروط الدعاء المستجاب
شروط الدعاء المستجاب، على العبد أن يعي عدد من الشروط عند الدعاء حتى يستجيب الله له عز وجل، منها التيقن باستجابة الله للدعوة ايماءً لقول الرسول الكريم «ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه،،الدعاء لله فقط، لا شريك له الصبر وعدم التعجل، ألا تكون الدعوة بها إثم أو قطيعة رحم، أن يكون قلب المؤمن حاضر.