الأنبا يوليوس أسقف الخدمات العامة: السيسي يجري في التنمية ونحاول اللحاق به.. والأسقفية تخدم جميع المصريين وليس الأقباط فقط ونوفر فرص عمل للشباب | حوار
تحدث الأنبا يوليوس أسقف الخدمات العامة، وأسقف عام منطقة مصر القديمة، عن أسقفية الخدمات ودوها في تنمية الدولة والمجتمع ومشاركتها في المبادرات الرئاسية كما تحدث عن مساعدة الأسقفية لجميع الشباب وجميع المصريين وليس الأقباط فقط، مشيرًا إلى أن أسقفية الخدمات تساعد الشباب في الحصول على فرص عمل، ودعمهم بقروض مالية صغيرة لبدء مشاريعهم الاقتصادية.
وحول قضايا العنف ضد المرأة وختان الإناث وتشغيل الأطفال في سن صغيرة، قال الأنبا يوليوس، في حواره مع القاهرة 24 إن الكنيسة والأزهر الشريف ودار الإفتاء والأوقاف تتفق على رأي واحد وهو رفض تام لمثل هذه القضايا، كما حدثنا أيضًا عن حركة السياحة وأعداد السائحين الزائرين لمجمع الأديان، بصفته مسؤول كنائس مصر القديمة.
إلى نص الحوار:
في البداية.. ماذا تقدم أسقفية الكنيسة من خدمات للمواطنين؟
أسقفية الخدمات الذراع التنموي للكنيسة القبطية، تأسست عام 1962 في عهد الراحل البابا كيرلس السادس، وقام البابا كيرلس السادس برسامة أول أسقف لها وهو الراحل الأنبا صموئيل، بدأ الأنبا صموئيل العمل التنموي في المجتمعات المصرية وكان له فكر هائل في تنميتها وتنمية الأسر، وبعد رحيله تولى الأنبا أثناسيوس أسقفية الخدمات لمدة 10 سنوات، ثم تولى الأنبا يؤانس أسقف إيباريشية أسيوط الحالي لمدة 20 عاما.
مبدأ أسقفية الخدمات هو خدمة الدولة، فالعمل التنموي داخل الأسقفية يكون بحسب احتياج الدولة والمجتمعات وكل هدفنا هو تمكين الأسرة وتنميتها، والانتقال من الاعتمادية إلى اللا اعتمادية والعيش بكرامة.
في الفترة الأخيرة نحاول أن نكون مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهو يجري في التنمية ونحن نحاول أن نلحقه ونطور معه، ففي كل مبادرة رئاسية نتواجد بها ونعمل عليها، كما نعمل في 40 مجتمعا في وقت واحد وكل مجتمع نعمل به لمدة تتراوح ما بين الـ3 إلى 5 سنوات وشرط ترك هذا المجتمع أن يصبح في استدامه كاملة.
ما الملفات التي تحظى بالأولوية لدى الأسقفية.. وماذا عن الخطة المستقبلية لها؟
يتم وضع خطة كل 4 أعوام، فلا نستطيع أن نسير على نفس النهج لأكثر من 4 سنوات، وذلك لأنه بين الوقت والآخر تحدث تغيرات من حولنا، فعلى سبيل المثال وضع الرئيس السيسي لمشروع حياة كريمة وتنمية الأسرة فكان يجب أن نسير على نفس النهج، وأن نعدل ونطور خطتنا بناءً على تطورات المجتمع واستراتيجيات البلد.
ما الدور الذي تلعبه أسقفية الخدمات في المشروع القومي لتنمية الأسرة؟
لدينا برنامج مهم للمقبلين على الزواج وهي دورات تدريبية ما قبل الزواج، فالوطن عبارة عن مجموعة أسر، والأسرة هي البنية الأساسية والرئيسية لأجل مجتمع صالح لذلك نهتم كيف يتم اختيار الأسرة، كما أننا نهتم بالصحة الإنجابية للمرأة وتنظيم الأسرة ونهتم بالمشروع القومي لتنمية الأسرة وبمقاومة العنف الأسري بجميع أشكاله، ومقاومة ختان الإناث ومقاومة العنف ضد الطفل بكل صوره مع منظمة الأمم المتحدة فالأسرة بالنسبة لنا كيان هام بجميع أفرادها.
وماذا عن ملف محو الأمية وكيف تساعد الأسقفية في تقليل نسبتها؟
برنامج محو الأمية في غاية الأهمية، وفي جميع أماكن خدمات الأسقفية نهتم بهذا البرنامج وذلك لأن تقليل نسبة الأمية يعطي صلاحية كبيرة إيجابية للمجتمع، فعندما يتغير الفرد ويتغير فكره يبدأ في الاهتمام بصحته ويقبل التعلم والعمل، ولدينا بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار لمن يجتاز دورة محو الأمية ويحصل على شهادة إتمام الدورة، والمتفوقون منهم نساعدهم على افتتاح مشروع اقتصادي للكسب منه، بكل تأكيد محو الأمية رقم واحد بالنسبة لنا.
هل تقتصر خدمات الأسقفية على الأقباط فقط ؟
بكل تأكيد لا، فلدينا في فصول محو الأمية نصف المسجلين من أشقائنا في المجتمع، ونحن في أسقفية الخدمات نخدم الجميع بدون تفرقة في جميع برامجنا.
كيف تقدم أسقفية الخدمات التوعية ضد الزواج المبكر والعنف الأسري وتشغيل الأطفال في سن مبكر والعنف ضدهم وختان الإناث؟
لدينا برنامج كامل يحتوى على جميع ما تم ذكره ويسمى برنامج بناء السلام، ويستهدف مقاومة العنف ضد المرأة والأطفال والعنف الأسري والمجتمعي، ونبني في هذا البرنامج قدرات رجال الدين في مواجهة جميع أنواع العنف، فنرى أن إمام المسجد والقس في الكنيسة لهم دور كبير في هذا الأمر، فنحن ننمي القادة ثم يقوموا بدورهم بتنمية المجتمع ومن المميزات أن كلًا من الكنيسة والأزهر والأوقاف والإفتاء نتفق على رأي واحد في هذا البرنامج، فلا يوجد دين يوافق على العنف.
كيف تشارك الأسقفية في المبادرة الرئاسية حياة كريمة؟
قمنا بتوقيع بروتوكول تعاون مع حياة كريمة، واتفقنا أن جميع المجتمعات التي تعمل بها المبادرة الرئاسية نكون معها في جميع الأركان، حيث إننا نقسم المناطق العشوائية لأربعة أجزاء، حتى تكون الخدمة مقسمة ومركزة، ونخدم من جميع الأركان مثل محو الأمية والصحة والمشاريع اقتصادية بقروض صغيرة واهتمام بالبيئة، وتحسين السكن، فنحن جانبًا إلى جانب مع المبادرة الرئاسية لتطوير قرى الريف المصري حياة كريمة.
من وجهة نظرك.. كيف يخدم مشروع بنت الملك الذي أطلقته الكنيسة مع بنك ناصر الاجتماعي فتيات الكنيسة؟
نقوم بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي بمساعدة الفتيات غير القادرات، فنضع مبلغ قدرة 4 آلاف جنيه للفتاة عند بلوغها 17 عامًا، ثم تقوم المنطقة الخاصة بها والتي ترعاها بإضافة المال على هذا المبلغ، لتجد عند وصولها لسن الزواج مبلغا ليس بالقليل للمساعدة في الزواج.
نحن على مشارف قمة المناخ.. كيف تشارك الكنيسة في عام البيئة والتوعية بقضاياها؟
لدينا في الأسقفية برنامج خاص بالبيئة وآخر خاص بالزراعة وقمنا بضم الاثنين معًا لدراسة تغيير المناخ، وكيف نساعد على النظافة واستخدام الطاقة الشمسية وتوفير المياه.. إلخ، ففي النهاية جميعنا يد واحدة في قضايا البيئة وتغيير المناخ.
بصفتك أسقف مصر القديمة ومجمع الأديان.. كيف تقيّم حركة السياحة في مصر الآن وخاصة حجم الإقبال على مجمع الأديان؟
مصر القديمة ميزتها مجمع الأديان، فيوجد بها مسجد عمرو بن العاص ومعبد عزرا اليهودي والكنيسة المعلقة، بالإضافة إلى مسار العائلة المقدسة في كنيسة أبو سرجه، ومن جهتي أرى مجهودا هائلا في السياحة، وأرى أعداد السياح تتضاعف وفخور بهذا.