مساعد مدير الصحة العالمية: نقدر دور مصر في مكافحة التغيرات المناخية.. ونتوقع زيادة انتشار الأمراض المعدية خلال السنوات المقبلة | حوار
اختيار دار الإفتاء لمضوع مؤتمرها العالمي السابع جاء موفقًا
المشاركة الدينية في التوعية بالتنمية المستدامة أمر بالغ الأهمية
الأمراض المعدية أكثر انتشارًا في المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية
نخشى زيادة انتشار الأمراض المعدية خلال السنوات المقبلة
عقدت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مؤتمرها العالمي السابع، تحت عنوان: الفتوى وأهداف التنمية المستدامة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لمدة يومين في القاهرة، بحضور وفود وعلماء من 91 دولة حول العالم.
وعلى هامش المؤتمر، التقى القاهرة 24، بالدكتورة حنان بلخي، مساعد مدير منظمة الصحة العالمية، لإجراء حوار حول التغيرات المناخية وعلاقتها بانتشار الأمراض المعدية، ودور الفتوى في التصدي لهذا الأمر، فضلًا عن دور دار الإفتاء المصرية في تحريك الناس نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، والتي تلقي بظلالها على العالم، علاوة على مناقشة الجهود المصرية في مجال الحد من التغيرات المناخية.
وجاء نص الحوار كما يلي:
س: كيف رأيت اختيار دار الإفتاء المصرية لعنوان مؤتمرها العالمي السابع هذا العام حول الفتوى وأهداف التنمية المستدامة، خصوصا أن هذا الاختيار يأتي في ظل أزمة اقتصادية عالمية؟
ج: أعتقد أن الجميع منبهرون وسعداء بعنوان مؤتمر دار الإفتاء لهذا العام، كما أرى أن ذلك يتماشى مع ما جاءت به شريعة الله الإسلامية، التي تأمر بحفظ النفس البشرية والكوكب والكرة الأرضية وجميع المخلوقات، لذلك فإن عنوان ومواضيع المؤتمر هذا العام موفق ومؤثر جدًا، إذ إنه يساهم في تطوير أدوات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل والأمل، كما أن المؤتمر يناقش جانبًا آخر مهمًا يتمثل في المشاركة، فنحن لن نكون قادرين على تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون التعاون والمشاركة على جميع الأصعدة، وعلماء الدين بالطبع لهم دور أساسي ورئيسي في هذه المشاركة، خصوصا في هذه الرقعة من العالم.
س: ما هي العلاقة بين التغيرات المناخية وانتشار الأمراض المعدية؟
ج: حين نتحدث عن الأمراض المعدية فنحن نتحدث عن نواقل محددة، منها البكتيريا والفيروسات والفطريات، وهذه النواقل تعيش لفترات محددة، تنتشر خلالها بشكل أسرع بمساعدة التغيرات المناخية، فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى الفيضانات التي تحدث في مناطق مختلفة من العالم؛ نجد أن هذه الفيضانات تتسبب في زيادة المياه غير الصحية أو المياه غير النظيفة، وباستخدام هذه المياه.. والتي يحتاجها الناس أحيانًا للشرب، ستصبح هذه المياه مركبة جيدة لنواقل الأمراض، والتي من بينها مرض الكوليرا بالطبع، لذا؛ فإن التغيرات المناخية تعد مُسرّعًا لعملية انتشار الأمراض المعدية.
والأمراض المعدية يصعب جدًا السيطرة عليها والتحكم بها، لأنها تحتاج إلى أدوات محددة ودقيقة جدًا لتشخيص وتحديد العلاج ووسائل الحماية، خصوصا في الأماكن التي تشهد تأثرًا كبيرًا بالتغيرات المناخية؛ إذ إن وسائل إعادة البناء بها تكون أصعب، لذا؛ فإن توفير أنظمة الرعاية الصحية، ونظام التداوي واللقاح، يصبح هو التحدي الأكبر في هذه المناطق، وإذا كنا نتحدث عن دول الوسط.. فإن التغيرات المناخية يكون لها تأثير مضاعف على صحتهم، وهو ما يجب التصدي له، خصوصا ونحن نحقق اليوم تقدمًا في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.
س: هل هذا يعني أن الأعوام المقبلة ستشهد انتشارًا أوسع للأمراض المعدية؟
أخشى أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، واستمرت الأحوال المناخية في التدهور، فإن السنوات المقبلة ستشهد بالفعل انتشار المزيد من الأمراض المعدية، ولكن هناك دائمًا أملا وفرصة، تكمن في خلق كوكب أفضل، كوكب نظيف وآمن، فضلًا عن الحصول على أنظمة رعاية صحية، وتحسين التعليم، وتحقيق مساواة أفضل بين الجنسين، علاوة على تحقيق جميع الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة، فهناك أمل أفضل في التعامل مع الأمراض المعدية بشكل أكثر فعالية.
س: تستضيف مصر مؤتمر المناخ Cop 27 خلال الأيام المقبلة، فكيف ترين الجهود المصرية في مجال مكافحة التغيرات المناخية؟
ج: أعتقد أن مصر والمنطقة بأكملها لا بد أن تكون فخورة، والعالم بأكمله سعيدا باستضافة مصر لهذا الحدث المهم، وأنا أتطلع لـمعرفة مُخرَجات المؤتمر وأتمنى لهم النجاح والأفضلية، وأعلم أنه سيكون مؤتمرًا عظيمًا إن شاء الله.
