مات أثناء الوضوء.. القصة الكاملة لوفاة مدرس أثناء عمله بمدرسة في بني سويف | فيديو
كعادته ينام مُبكرًا ويضع رأسه على وسادته وأخذ يردد إنا لله وإنا إليه راجعون، وغفلت عيناه ونام نومًا عميقًا، ثم استيقظ وهو يردد قوله تعالى إنا لله وانا إليه راجعون، بعدها توضأ وذهب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، وعقب الانتهاء من الصلاة؛ عاد وتناول الفطار مع أسرته ثم ذهب إلى عمله في المدرسة الابتدائية بقريته، وتوفي بشكل مفاجئ خلال الوضوء لصلاة الظهر داخل المدرسة.
أحب العلم واتقن عمله، وتتلمذ وتربى على يديه أجيال.. لم يبخل يومًا بعلمه على أحد من تلامذته، وكانت جنازته خير شاهد على محبة الجميع له، حيث شارك فيها المئات من أهالي قريته وزملائه، والعديد من الشباب الخريجين الذين كان هو مُعلمهم في مرحلة التأسيس الابتدائية.
قصة مدرس توفي في محراب العلم خلال وضوئه استعدادا لصلاة الظهر بالمدرسة
هنا في مدرسة بني قاسم الإبتدائية المشتركة التابعة لإدارة ببا التعليمية جنوب محافظة بني سويف، حضر محمود يوسف أبو الحسن، مدرس اللغة العربية، وبعد قضاء فترة واقتراب انتهاء اليوم الدراسي؛ كان جالسًا بداخل كانتين المدرسة، يتناول مشروبا ساخنا، وعند سماعه آذان الظهر؛ استأذن زملائه للصلاة، ثم ذهب واستعد للوضوء ولم ينتهي منه.. إذ فوجئ من حوله بسقوطه مغشيًا عليه، وحاولوا إسعافه وقاموا بنقله إلى الطبيب، وهناك أخبرهم بأنه توفي قبل وصوله.
قال يوسف، نجل المدرس المتوفي، إن والده ظلّ طوال الليل في اليوم السابق لوفاته يردد: إنا لله وإنا إليه راجعون، لافتًا إلى أنه استيقظ لصلاة الفجر كعادته وأيقظ جميع أفراد الأسرة وجلس معهم ثم ذهب إلى المدرسة، رغم أنه كان يقضي إجازته المرضية لمعاناته من التهابات بالمعدة والتي شُفي منها مؤخرا.
وأضاف نجل المدرس المتوفي: أبويا ظل طوال الليل قبل وفاته؛ يردد: إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبويا صحانا نصلي الفجر، وبعدين أنا روحت الأرض وهو راح المدرسة.. كان مواظب دايمًا على صلاته، وبيحب الجِدية.
وأكد نجل المدرس المتوفي، أنه بعدما ترك والده؛ ذهب إلى الحقل لكنه فوجئ باتصال هاتفي من والده للاطمئنان عليه، ووجه له عددا من النصائح وكأنها وصيته الأخيرة قبل وفاته ورحيله، وقال لي: شد حيلك والله يقويك.. الأرض بقت أرضك والزرع بقى زرعك.. وبعدين كلمني تاني، وقال لي: عاوزك تنبسط واشرب شاي، وعاوزك تفرح وتكون أحسن حاجة.
وأشار يوسف، إلى أنه بعدما علم بوفاة والده وتشييع جنازته ودفنه؛ تواصل مع بعض أصدقائه لمعرفة ما حدث، ليجيبوه بأنه كان طبيعيًا، وظل جالسًا معهم حتى قُرب صلاة الظهر، ليذهب للوضوء لكنه سقط ميتا.
واختتم يوسف: والدي عليه رحمة الله؛ كان دائمًا يختم القرآن الكريم كل شهر، وكان مُواظبًا على الصلاة في جماعة، وكانت نصائحه لي.. اجعل ربك دائمًا نُصب أعينك تجده تجاهك، ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، نحتسبه شهيدًا
