سفراء في الميدان.. متطوعو قمة المناخ قبل انعقادها: حدث عالمي نستعد له بقوة
أيام قليلة تفصلنا عن انعقاد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، والمعروف باسم قمة المناخ COP 27، والذي سينعقد في مدينة السلام شرم الشيخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، والذي يشهد مشاركة نحو 1000 متطوع، العدد الأكبر من نوعه على الإطلاق للمتطوعين بقمة المناخ والفعاليات العالمية، وهم المختارون من بين ما يزيد عن 9900 طلب للتطوع بالقمة من مختلف بلدان العالم، من جانب وزارة التضامن الاجتماعي، وذلك بعد اجتيازهم مستويات مختلفة من الاختبارات وقياس القدرات على مدار الأشهر الماضية.
والتقى القاهرة 24، عددًا من متطوعي قمة المناخ COP، ومن بينهم زينب مجدي طالبة بكلية إعلام جامعة القاهرة، والتي سلكت طريق التطوع بعد بلوغها 16 عامًا، في عام 2019، حيث شاركت كمتطوعة في كأس الأمم الإفريقية عام 2019 في مصر، وتطوعت أيضًا بالبطولة الإفريقية للعبة كرة اليد، وتعد القمة المناخية أول مشاركة لها في مؤتمر عالمي غير رياضي.
وقالت الفتاة العشرينية، إنها على الرغم من اعتيادها على المشاركة كمتطوعة في فعاليات عدة، إلا أن قمة المناخ مختلفة عن غيرها، لوجود رؤساء الدول وكبارها فيه، بجانب الخبرة الجديدة التي ستكتسبها وتمثيلها لبلادها في محفل دولي، معلقة: نحن سفراء للبلد في أرض الميدان.. ونمثل رمزًا لدائرتنا من طلاب الجامعات المصرية.
وتجيد بنت الإسكندرية التحدث باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتحظى الفعاليات البيئية بمتابعتها منذ صغرها، وفور فتح باب التقدم للتطوع بالقمة، أسرعت بالتقدم، موضحة: قمة المناخ فعالية عالمية، يهتم لشأنها الجميع، وكان لازم مضيعش الفرصة وأتطوع فيها، وتطوعت من جانب وزارة الشباب والرياضة، وملأت استمارة التطوع فور فتح الباب، وبعدها تلقيت امتحانًا عبر الإيميل الخاص بي، باللغة الإنجليزية وتدور أسئلته حول القضايا المناخية، ثم تلقينا 8 دورات تدريبية، بعد كل دورة كان هناك امتحان علينا اجتيازه، وأخيرًا نلتحق بالمعسكر التدريبي.
وعن سر حبها للتطوع أضافت: أنا سفيرة لدائرتي، أمثل بلدي، واكتسب علاقات إنسانية عدة بجانب المهارات التي اكتسبها، فجأة أخرج من قوقعتي وأدخل للعالم الخارجي، نتعود على الدنيا بالاحتكاك بمختلف الفئات.
كريم ماهر، أحد متطوعي وزارة التضامن الاجتماعي بالقمة، يقترب إلى نحو الـ 25 ربيعًا من عمره، والذي بدأ التطوع منذ عام 2019، وحصل على 8 دورات تدريبية أون لاين قبل الانضمام للمعسكر التدريبي الأخير على أن يعقبه سفره لمدينة شرم الشيخ.
أختار طالب الهندسة المعمارية، التطوع في قمة المناخ، حيث أنه يرى أهمية التوجه في مصر خلال الفترة الأخيرة تجاه ما يحدث من حولنا في تغيير بالمناخ، كما أن تنظيم مصر لحدث عالمي مهم كقمة المناخ يستلزم تواجده، فهو حدث لا يتكرر، حسب قوله، كما أن مجال دراسته في المعمار وأهمية المباني الخضراء، جعلته حريصًا على المشاركة، موضحًا أن تغيير الحالة الجوية في مصر، جعله يهتم بالقضايا المناخية.
وتابع: كنا ندرس عن جو مصر واعتداله، فجأة الجو أصبح أكثر برودة في الشتاء وأكثر سخونة في الصيف، بجانب التغيرات التي تحدث بالعالم من جفاف بالأنهار وغيره.
التطوع في قمة المناخ، لم تقتصر على الشباب فقط، حيث يشهد تنوعًا كبيرًا في أعمار المتطوعين، والتي تبدأ من 18 عامًا.
لا يلزم مشاركة الشباب فقط، نحن نقود على الأرض.. بتلك الكلمات تحدث مع القاهرة 24 أحمد رجب، الرجل الأربعيني أحد متطوعي قمة المناخ، متابعًا: بخبراتي يمكن أن أساعد في نجاح قمة المناخ، لا يلزم مشاركة الشباب فقط، الشباب يتحرك على الأرض، وتكون في حاجة لوجود قائد على الأرض ذو خلفية بقضايا عمل الفعالية وأيضًا صاحب خبرة في التطوع، وأنا اخترت التطوع في قمة المناخ، للمشاركة في حدث بقدره لما له من أهمية، كما أنني أعمل في قطاع البترول وهو ذو صلة بالقضايا المناخية، حيث نجهز بخطة قوية جدا، للتحول الأخضر، وذلك بخطوات جدية على الأرض للمشاريع بطريقة تحافظ على البيئة، كلنا كمتطوعين نستعد لقمة المناخ بقوة.
وائل حسين، صاحب الـ 45 عامًا، هو الآخر أحد متطوعي القمة عن وزارة التعاون الدولي ومسؤول إدارة التعاون مع دول الجنوب ووسط غرب آسيا بالوزارة، صاحب خبرة في تنظيم المؤتمرات ولقاء الشخصيات المهمة، كما أنه المبعوث الرسمي للوزارة لاستقبال الشخصيات المهمة في مصر، بجانب طبيعة عمله مما جعله دائم الوجود بالمؤتمرات الدولية، حسب قوله.
ويقول حسين: إن مؤتمر المناخ حدث عالمي، واجهة لمصر بالكامل أمام العالم بأجمعه، سيشهد حضور كافة رؤساء العالم والمبعوثين عنهم، وأيضًا المنظمات الدولية، المؤتمر سيخرج من مرحلة التعاقدات إلى مرحلة التنفيذ، وهي مرحلة مختلفة تمامًا، وبناءً عليه كل مواطن يحب أن يكون متواجدا في تلك المرحلة التي تمر بها مصر من مرحلة إنجاز كبير، بمجرد أن يقع علينا الاختيار ونأخذ الموافقة لاستقبال القمة.
ويضيف: كلها أسباب جعلتني أحرص على المشاركة كما أنني سأكتسب خبرات جديدة بكل تأكيد، أي مكان أو فعالية يضيف للشخص، أتمنى أن أقدر أضيف كل ما أملكه من خدمات سابقة، وسعيد لترسيخ ثقافة التطوع في مصر، شباب من مختلف الفئات والأعمار لديهم رغبة في الوجود وتقديم عمل تطوعي دون مقابل لبلادهم، وأستعد للمؤتمر بمتابعة الأخبار والأحداث المناخية التي تحدث حول العالم، ورؤية الخارج لمصر واستقابلها للقمة وكيف نستعد لها.