قائد القوات البحرية لـ القاهرة 24: مصر تقف على الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية.. وتحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية | حوار
تحتفل القوات البحرية بعيدها الخامس والخمسين، الذي يوافق يوم الحادي والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967 ذكرى إغراق المدمرة إيلات، والذي يعد أحد أعظم الانتصارات للبحرية المصرية.
وأكد الفريق أشرف إبراهيم عطوة قائد القوات البحرية أن المجد الذي تحقق في هذا اليوم، كان أكبر برهان على قوة وعزيمة رجال قواتنا البحرية، ومقدمة للانتصار العظيم الذي تحقق في السادس من أكتوبر 1973.
وبالتزامن مع احتفال القوات البحرية بعيدها الـ 55 كان لـ القاهرة 24 هذا الحوار مع الفريق أشرف إبراهيم عطوة، قائد القوات البحرية..
يتضمن تاريخ القوات البحرية سجلًا حافلًا من التضحيات والبطولات على مدار التاريخ في سبيل مصر وشعبها.. فما أسباب اختيار يوم 21 أكتوبر عيدًا للقوات البحرية المصرية؟
منذ إنشاء البحرية المصرية في العصر الحديث في عهد محمد علي باشا عام 1809م، والبحرية المصرية تسطر سجلًا وافرًا من كل معاني التضحيات والبطولات.
وليس آدل على ذلك من يوم 21 أكتوبر 1967 الذي يعتبر يوم العزة والكرامة وإستعادة الثقة للقوات البحرية بأول عمل عسكري مصري بعد نكسة 1967، فهو معجزة عسكرية بكافة المقاييس فى ذلك الوقت، إذ تم فيه تنفيذ هجمة بعدد (2) لنش صواريخ من قوة قاعدة بور سعيد البحرية بإستخدام الصواريخ البحرية (سطح/سطح) ضد أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت وهى المدمرة (إيلات) التى إخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحرى والتى نجحت البحرية المصرية فى إغراقها.
وكان هذا الحدث علامة بارزة فى تاريخ بحريات العالم، وهو أن تنجح قطعة بحرية صغيرة الحجم فى تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم، مما أدى إلى تغير في الفكر الاستراتيجى العالمي، وبناء على هذا الحدث التاريخي فقد تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية.
نفذت القوات البحرية المصرية العديد من التدريبات المشتركة والعابرة مع الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة.. فما أوجه الاستفادة من هذه التدريبات؟
أوجه الاستفادة عديدة، ونتيجة للجهود التى تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيـد أواصـر التعاون مع كافة الدول الشقيقة والصديقة ودول الجوار أدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كافة بحريات العالم - وفي مقدمتها
بحريات الدول العظمى - إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية وهو الأمر الذي يعود بالنفع على كلا الجانبين لمواكبـة التـطـور فـي التكتيكـات البحريـة الحديثة بمختلـف إتجاهاتهـا (شـرقية / غربيـة) وتكنولوجيا التسليح البحرى، ودراسة مسارح عمليات بحرية لها تأثير علـى الأمـن الـقـومـى المصـرى، وتعزيز ثقة الفرد المصرى المقاتل بنفسـه وبـقـواتـه البحرية لما تتميـز بـه أمام بحريات العالم. وكذا تبادل الخبرات فى التدريب على موضوعات الأمـن البحرى، وكيفيـة الحـد مـن الأنشطة غير المشروعة بالبحر ترتيبًا على الإنجازات الغير مسبوقة فى القضـاء عـلـى الهجــرة غـير الشرعية إلى أوروبا والإشادة الدولية بذات الشأن مع الإحتفاظ بعلاقات متميزة مع كافة الأطراف الدولية.
كما أن تعايش أطقم بحريات مختلف الدول مع أطقم قواتنا البحرية خلال تلـك التدريبات يمثل تقويةً لعلاقات الصداقة والتعاون المشترك مستقبلًا ويـدعم مكانة الدولة المصرية وثقلها السياسى والعسكرى على الساحة الدولية.
في كل عام يقام الكثير من المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية التي يتم من خلالها استضافة العديد من قادة البحريات العظمى ومن ضمنها البحرية المصرية.. فما وجه الاستفادة من خلال مشاركتها في مثل هذه المؤتمرات؟
نظرًا لثقـل مـصـر السياسي والعسكري وتصدرها المشهد السياسي بالمنطقة الناتج عـن التوجهات السياسية المعتدلة للقيادة المصرية الحالية وقدرتها على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف الدولية، مما ترتب عليه اهتمام الدول
الكبرى بدعوة مصر للمشاركة فى كل الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية البحرية الكبرى التى تعنى بصناع القرار وقـادة القوات البحرية للدول العظمى، رؤساء المنظمات البحرية الدولية، رؤساء ومديري الإتحادات والشركات الدولية
العاملة فى مجال النقل البحرى والدول الفاعلة بالساحة الدولية بصفتها إحدى القـوى المؤثرة في المنطقة. كما تعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول في المجال البحرى وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون كما تعتبر أيضًا فرصة للإطلاع على ما تقوم به باقى بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها، وأحدث ما توصلت إليـه تلـك الـدول من تقنيات حديثة في مجال التسليح والتدريب. حيث تعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية بشان الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا، مما يفسح المجال للقـرار المصرى بأن يمثل ضمن أي ترتيبات تجرى بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية.
في ظل توجيهات السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأهمية مواكبة التقدم الفكري والعلمي للفرد المقاتل وتحديد الدرجات العلمية التي تمنح لخريجي كليات الأكاديمية العسكرية المصرية، فما هي الإضافة التعليمية التي كانت من نصيب القوات البحرية من خلال هذه التوجيهات.. وكيف يتم تنفيذها داخل الكلية البحرية؟
إن القيادة العامة للقوات المسلحة تحرص على تحقيق طفرة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة فى مجال البحث العلمى والعلوم البحرية لتظل القوات البحرية دائمًا قادرة على تنفيذ المهام الموكلة إليها بكفاءة وإقتدار. حيث وقعت القوات البحرية بروتوكول تعاون مع جامعة الإسكندرية، يتحصل فيه طالب الكلية البحرية على بكالوريوس العلوم السياسية من قبل جامعة الإسكندرية، ويهدف البروتوكول إلى رفع كفاءة الطلاب علميًا وعمليًا من خلال التعاون العلمى والبحثى فيما بينهما مما يسهم فى تبادل الخبرات والإمكانيات العلمية بمختلف التخصصات لتحقيق أقصى إستفادة بالمنظومة التعليمية.
وبذلك يتخرج الضابط البحرى حاصلًا على الأتي:
1- درجة البكالوريوس فى العلوم البحرية.
2- درجة البكالوريوس فى العلوم العسكرية.
3- درجة البكالوريوس فى العلوم السياسية.
مما يمد خريجي الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات التي تُحتِّمها طبيعة العمل.
بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين الكلية البحرية ومكتبة الإسكندرية حمل عنوان "سفارة المعرفة" حيث يتيح البروتوكول لأول مرة وجود المادة العلمية (الرقمية) الخاصة بمكتبة الإسكندرية داخل كلية عسكرية، حيث تضيف للطالب أن يتحصل على أكبر كم من المعرفة التى تبنى شخصية ضابط بحرى مكتمل الأركان.
الكل يُتابع عن كثب آخر التطورات التي تطرأ على الساحة العالمية الناجمة عن الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا.. فما هي التحديات والتهديدات التي من الممكن أن تواجه القوات البحرية المصرية في حال المساس بالأمن البحري الإقليمي الخاص بجمهورية مصر العربية؟
منذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية، دعت مصر إلى تغليب الحلول الدبلوماسية والتسوية السياسية للأزمة، محذرةً من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على الصعيد العالمى، وتشير كل الخطوات التي انتهجتها مصر
تجاه الأزمة إلى أن الدبلوماسية المصرية لا تقف أمام أى من طرفى الصراع فهى على الحياد، والدليل على ذلك نفى هيئة قناة السويس إمكانية أن يُغلق ممر القناة أمام أى سفن موضحةً أن القوانين الملاحية البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية والحروب. وتقوم القوات البحرية المصرية بمهامها على أكمل وجه وتتمثل تلك المهام فى حفظ مُقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية، مثل تأمين حقل ظهر، وتأمين عبور السفن بقناة السويس.
والعالم فى الوقت الحالى يواجه تداعيات الحرب الروسية الأوكرانيه، التى تتمثل فى مشكلة إقتصادية على مستوى العالم أجمع، فالعالم يعانى من مشكلة نقص الوقود والحبوب الإستراتيجية، وطبقًا لتوجيهات القيادة السياسية فقد تم تفعيل عملية الترشيد فى إستخدام السلع الإستراتيجية والترشيد فى إستهلاك الطاقة، كرد فعل طبيعى تجاه تلك الأزمة.
مع استمرار عمليات القوات المسلحة في إقتلاع جذور الإرهاب والعناصر التكفيرية لشمال سيناء فهل للقوات البحرية دور مؤثر فى ظل هذه العمليات؟
بكل تأكيد، القوات البحرية جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة المصرية فهى فرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية ونحن على تعاون دائم مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية للقيام بتأمين الأهداف (الإستراتيجية /التعبوية/ التكتيكية) على جميع الإتجاهات والمحاور المختلفة. كما نقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء. وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
دائمًا ما يقاس تقدم الشعوب بمدى تطويرها للمنظومات المتكاملة التي تتكون من العنصر البشري المدرب والتقنيات التكنولوجية المتطورة مع إضافة أحدث أساليب البحث العلمي وانشاء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفني والصيانة والإصلاح.. فكيف يتم ترجمة هذا داخل القوات البحرية؟
بالفعل تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية تتمثل في الآتي:
أ - ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية.
ب - الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن.
جـ - شركة ترسانة الأسكندرية.
تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت لديها القدرة على التصنيع بعد تطويرها وفقًا لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقد قطعنا شوطًا طويلًا بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين المواني ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجري العمل في مشروع الفرقاطات طراز (Meko-A200) بالتعاون مع الجانب الألمانى، وتتم الصناعة في هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.
في الأيام الماضية تم إعلان رفع العلم المصري على قطعة بحرية ألمانية من طراز (MEKO-A200) فهل لنا بمعرفة كواليس تلك الصفقة؟
تم الدعم من القيادة السياسية المتمثلة فى القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وتم بحمد الله الإتفاق على أربع فرقاطات من طراز (MEKO–A200)،حيث يتم تصنيع ثلاث فرقاطات في ألمانيا، والأخيرة سيتم تصنيعُها في شركة ترسانة الإسكندرية وبالفعل تم رفع العلم المصري على الفرقاطة طراز (MEKO-A200) منذ أيام، ونسعى جاهدين لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية الحالية.
ما الدور الذي تقوم به القوات البحرية في حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية والقبض على المهربين؟
قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية. ونجحت المجهودات في إلقاء القبض على العديد من البلنصات، وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد إلى أوروبا. ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها تم القبض على العديد من العائمات التي تقوم بأعمال تهريب (مخدرات/ سلاح / بضائع
غير خالصة الجمارك).
ويتم تسليم المقبوض عليهم إلى جهات الإختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وهي إشارة إلى عزم القوات البحرية والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب حيث برزت جهود الدولة في تعظيم الدور المصري في الحفاظ على الأمن البحري في المنطقة ومجهودات الحد من مكافحة الهجرة غير الشرعية والذي أدى بدوره إلى عدم وجود أي محاولة هجرة غير شرعية ناجحة من سواحلنا إعتبارا من سبتمبر ٢٠١٦ وهو ما أشادت به دول الإتحاد الأوربي والذى إنعكس بدوره على حجم التعاون الدولى معهم.
من وجهة نظر سيادتكم بعد الخدمة لسنوات طويلة في القوات البحرية وإكتسابكم العديد من الخبرات العلمية والعملية.. فما هى الرؤية المستقبلية التي ترونها الأنسب لتقدم القوات البحرية على المستوى الإقليمي والعالمي؟
نظرًا لسرعة وتيرة التقدم والتطور العلمى المحيط بنا من العالم ككل، فكان السعي الدائم لتحقيق الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل فى شتى الجوانب (فنيًا / تخصصيًا / لغويًا / تدريبيًا) لمواجهة السرعة الفائقة لإيقاع التطور الحالي
باعتبار الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الإستعداد القتالي حتى يكون قادرًا على إستيعاب التطوير العالمى في مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة وإمتلاك المزيد من الوحدات البحرية الجديدة مع الإهتمام بالتأهيل العملي والعملي لطلبة الكلية البحرية.
ما هي الكلمة التي يود السيد / قائد القوات البحرية أن يوجهها لأبنائه من رجال القوات البحرية والشعب المصري بهذه المناسبة؟
أوصيهم بالإستمرار في المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العـالـى لمستجدات المرحلـة التـي تمـر بـهـا بلدنا الحبيبة مصــر للحفاظ علـى مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الإستعداد القتالى العـالـي لقـواتنا البحرية ليكونوا جـاهـزيـن فـي أي وقـت لتنفيذ المهام الموكله إليهـم مـن الـقـيـادة الـعـامـة للقـوات المسلحة بحرفيــة وقـــوة وإصـرار جديرين بثقـة الـوطـن فـيكم ومستحقين للقب خير أجناد الأرض.