حسين فهمي: ميزانية الدورة 44 لـ مهرجان القاهرة 40 مليون جنيه.. ولا تشغلني المقارنة مع محمد حفظي | حوار
مازال محتفظًا بلياقته وشبابه، ويتعامل مع مهرجان القاهرة السينمائي على أنه نجله والذي يستوجب عليه تطويره ووضعه ضمن أكبر المهرجانات الدولية السينمائية في العالم، الواد التقيل حسين فهمي، عاد من جديد لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44، ولديه حماس وأفكار متعددة لتنفيذها.
وأجرى القاهرة 24 حوارًا مع الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي في مكتبه بمقر المهرجان، وإليكم نص الحوار:
أثارت مؤخرًا جدلًا واسعًا بقرار التزام الضيوف بـ dress code.. ألم تضايقك الانتقادات على ذلك القرار؟
واجهت العديد من الانتقادات، حينما توليت رئاسة المهرجان سابقًا في نهاية التسعينيات، منها عدم وجود مشاركة إسرائيلية بالمهرجان، هذا إلى جانب وجود أسباب وانتقادات سياسية وقومية وفنية، ولكن من ناحية قرار dress code، فهو موجود بكل المهرجانات الدولية، وهناك شكل للملابس معترف به دوليًا، ولا أعلم سبب غضب وسخرية البعض من ذلك القرار، فعلى سبيل المثال، حضرت فعاليات الدورة الماضية من مهرجان فينيسيا، ورأيت رفض الإدارة دخول أحد المصورين لارتدائه “كوتشي” بدلًا من الحذاء الكلاسيكي أسود اللون، كما أنهم رفضوا دخول أمير رمسيس لأحد الندوات عندما ارتدى نظارة سوداء اللون في النهار، وطالبوه بارتداء النظارة البيضاء، فأنا لا أطلب تلك المعايير، أنا أطالب بوجود الحد الأدنى، أريد استعادة الوقار من جديد وألا نرى على السجادة الحمراء فساتين قصيرة أو جيبة قصيرة.
وإذا خالف أحد الضيوف ذلك القرار.. ما الإجراء الذي ستتخذه إدارة المهرجان؟
كل إنسان مسئولًا عن نفسه، وجميعهم زملائي وزميلاتي وعملت مع معظمهم، ولا أعتقد أنهم سيخالفون، وفي نهاية المطاف أريدهم أن يرتدوا ما يشاؤوا.
ما تفاصيل المعرض الذي تريد إقامته للراحل عمر الشريف في مهرجان القاهرة؟
فكرتي كانت تجميع ملابس قام بارتدائها الفنان الراحل عمر الشريف بأعماله، ولكن للأسف نجله طارق رفض الفكرة تمامًا، هذا إلى جانب عدم قدراتي على تجميع الملابس من الاستوديوهات، وحاليًا قمت بالاحتفاظ بـ بدلتين من أعماله.
لمَ قررت أن يكون هناك معرضًا للراحل عمر الشريف بالتحديد؟
لأن عمر الشريف صديق عزيز عليّ، ويعتبر المصري أو العربي الوحيد الذي استطاع أن يصل لهذا النجاح والجماهيرية الكبيرة، كما يعد من أفضل 10 ممثلين بالعالم، وذلك وفقًا لتقرير تم نشره سابقًا من هوليود، وذلك الأمر يجعلنا نشعر بفخر كبير، ولدينا العديد من الذكريات سويًا، حيث أننا تقابلنا كثيرًا في أمريكا، حينما كنت أدرس وأعمل هناك، وهو كان يعمل حينها.
في رأيك.. ما هي العوامل الواجب توافرها بالفيلم المصري المشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان؟
للأسف، هناك أسباب متعددة لتدهور الأفلام المصرية المشاركة بالمهرجان، وذلك نتيجة التركيز على الشق التجاري، ولكن في الأساس الفيلم يكون مبني على 3 أضلاع، وهم: الضلع التجاري والضلع الفني والضلع الصناعي، فالسينما هي تجارة وفن وصناعة، بالنسبة للصناعة فهي موجودة ولدينا إمكانيات، ولكن الجانب التجاري زاد عن الجانب الفني، فعندما تشارك الأفلام في المهرجانات يغلب عليها الجانب التجاري، ولا نلمس جوانب فنية به، يجب الموازنة بين الثلاثة أضلاع.
ما رأيك في مصطلحي فيلم مهرجانات وفيلم تجاري؟
لا أعترف بتلك المصطلحات، فالفيلم يجب أن يكون قيّم وبه فن يسمح له بالمشاركة في المهرجانات، وفي نفس الوقت يشجع الجمهور لدفع تذكرة من أجل مشاهدته، يجب أن يجمع بين الشقين.
فيلم 19 ب يمثل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان وهو من إنتاج محمد حفظي رئيس المهرجان السابق.. ما رأيك في اعتبار البعض بأن اختياره مجاملةَ له؟
وقع الاختيار على فيلم 19 ب بعيدًا عن أي مجاملات لـ محمد حفظي، ونحن حريصين على اختيار الأفلام الجيدة والمميزة دون أية اعتبارات أخرى، فهو فيلم يستحق وقيّم.
تركت رئاسة المهرجان في بداية الألفية لضعف الميزانية.. هل الوضع في 2022 أصبح أفضل؟
نعم، فالميزانية تحسنت بشكل كبير جدًا، كما أن هناك اهتمام كبير من وزارة الثقافة بالمهرجان، وخصصت له ميزانية كبيرة، بالإضافة إلى مشاركة عدد من رجال الأعمال، ولكن بالرغم من ذلك الدعم، فهناك ظروف اقتصادية صعبة يمر بها العالم أجمع، وبالتالي تأثرت بها مصر، ونحن نجاول جاهدين التعامل مع الإمكانيات المتاحة بأفضل طريقة ممكنة.
كانت ميزانية الدورات السابقة للمهرجان في متوسط 40 مليون جنيه.. هل ستكون تلك الميزانية كافية للمهرجان في 2022؟
بالطبع ليست كافية، ولكن ميزانية الدورة المقبلة 44 ستكون في نفس ميزانية العام السابق، ونحن نحاول مواكبة المهرجانات العالمية رغم وجود ظروف اقتصادية صعبة، مع العلام أن ميزانية مهرجان كان السينمائي في دروته الماضية بلغت 50 مليون يورو.
ما الفرق الذي لمسته بين الدورة المقبلة 44 والدورات السابقة التي توليت رئاستها في نهاية فترة التسعينيات؟
هناك فرق تكنولوجي، فهي أفادتنا بشكل كبير، كما أن الفريق الذي يعكف على تحضيرات وتجهيزات وترتيبات المهرجان اكتسبوا خبرات كبيرة أفادتنا بطريقة إيجابية.
رفضت قبل 4 سنوات ترأس مهرجان القاهرة السينمائي.. لم اتخذت قرار العودة في 2022؟
رأيت أن ذلك هو الوقت المناسب لعودتي، فهناك اشتياق للمهرجان مثل اشتياق الممثل للمسرح، وشعرت أن المهرجان يستحق وقتي وعودتي وهناك أفكار تجول بذهني جديدة أريد تقديمها للمهرجان.
هل يتدخل الرعاة في القرار الفني؟
لا أبدًا، ولا أعتقد أن الرعاة يفكرون بتلك الطريقة.
ماذا عن تدخلهم في دعوة الضيوف وتواجد Bloggers & Infuluncers؟
لن يتم دعوتهم، كما أن الدعوات ستحمل Barcode يدخل به المدعوين فقط.
حرص محمد حفظي الرئيس السابق على حضور المؤتمر وسوف تُعقد مقارنات بين فترة رئاستك ورئاسته.. هل ستشغلك تلك المقارنات؟
قمت بدعوة حفظي لحضور المؤتمر وقام بتلبية الدعوة مشكورًا، وأهلًا وسهلًا بالمقارنات ولا تشغلني، طوال حياتي يقوم الناس بعقد مقارنات بيني وبين الفنانين في السينما منذ 50 سنة، فذلك ليس جديدا.
رحل عن عالمنا العديد من الفنانين في 2022 منهم سمير صبري وهشام سليم.. أتحضرون للافتة إنسانية أو تقديرية لهم؟
بالطبع يجب أن يكون هناك لافتات تقديرية لهم في الدورة المقبلة، ولكن لن أكشف عنها.
كيف ترى غياب مهرجان الجونة في هذا العام؟
حزين جدًا لغياب مهرجان الجونة، وأتمنى وجود العديد من المهرجانات المختلفة والمتخصصة، ماذا لو قمت بإنشاء مهرجان شرم الشيخ ويشارك به كل الأفلام التي لها علاقة بالبحر فقط، مثلما يحدث بمهرجان الأقصر يشارك به أفلام السينما الإفريقية، وطالبت بوجود مهرجان كوميدي وأن يكون التمثيل منحوت عليه الفنان تشارلي تشابلن ممسكًا بالعصا المشهور بها، ومشاركة فيم البداية وليلة سقوط بغداد وطباخ الريس بهم، فتلك أفلام كوميدية تستحق الحصول على جوائز.
بمناسبة الكوميديا.. هل ستدعو أحمد مكي في الدورة المقبلة أم ستتجاهله كما فعل في مهرجان المزاريطة؟
بالعكس، أريد حضور أحمد مكي ونكرمه، ونكون رؤساء مهرجانات بجانب بعضنا البعض.
هل يؤثر إلغاء الشراكة بين مهرجان القاهرة ومركز السينما العربية على ميزانية المهرجان؟
لا، ولكن الوضع تغير من شراكة لتعاون، ولم ينقطع التعاون بيننا.
كيف ترى قرار اللجنة المسئولة بنقابة المهن السينمائية بعدم مشاركة فيلم مصري بجوائز الأوسكار لهذا العام؟
يمكننا أن نسأل المختصين باللجنة عن أسباب عدم اختيارها لأفلام مصرية، فأنا لا أعلم، ومن حقهم عدم اختيار فيلم، فبالتأكيد لديهم معايير محددة.
أنت خريج قسم إخراج.. هل مازال حلم الإخراج يراودك حتى الآن؟
بالطبع، وحتى وقتنا هذا أرى نفسي مخرجًا عندما أقف أمام الكاميرا، وعندما أتعاون مع أي مخرج، أعتبر نفسي مخرجًا وأعتبره مساعد مخرج.