في ذكرى وفاته.. حفيد طه حسين يحكي يوميات جده: لم يكن لديه مكان ليدفن به وابنه لم يترك الإسلام | حوار
العميد كان يتابع حرب أكتوبر يوميا.. ويسأل: هل يشارك المتعلمون في المعركة؟
الحديث عن ترك مؤنس نجل طه حسين للإسلام كلام فارغ
طه حسين كان شديد الإيمان والحب للدين الإسلامي
تحل اليوم ذكرى وفاة عميد الأدب العربي طه حسين الـ 49، الذي سيظل خالدا بسيرته وأعماله وفكره المستنير، مهما تقادم الزمن أو تتابعت العصور.
وفي هذا الصدد أجرى القاهرة 24 حوارا مع حفيد طه حسين الذي عاصر من عمره 24 عاما، تحدث فيه عن جوانب مختلفة من حياة العميد، سواء حياته الخاصة أو حياته العامة.
حفيد العميد هو حسن محمد حسن الزيات، نجل وزير خارجية مصر إبان حرب أكتوبر 1973 وابن أمينة ابنة طه حسين، كشف لـ القاهرة 24 الوجه الآخر للعميد فهذا الرجل الذي نعرفه مبدعا ومفكرا جادا، يكشف حفيده كيف كان مع أحفاده ساعات من المرح والمحبة وكيف كان يحكي لهم الحكايات، لا يمل منهم ولا ينزعج من شقاوتهم.
كما كشف حفيد العميد كيف كان يقضي العميد يومه بين العمل والكتابة والأسرة.. وإلى نص الحوار
حدثنا عن ذكريات الحفيد حسن محمد حسن الزيات مع جده لوالدته طه حسين؟
كنت مرافقًا لوالدي خلال سفرياته باعتباره سفيرا لمصر، ولكني عاصرت جدي طه حسين لمدة 24 عاما، ولي ذكريات معه في الطفولة خصوصا خلال اللقاء الأسبوعي يوم الجمعة بمنزل جدي طه حسين.
كان جدي طه حسين يخصص وقتا يحكي لنا فيه القصص ونحن صغار، وكان يخصص لي قصة الشاطر حسن، وخلال الحكي كان يعطي كل كلام شخصية لونا معينا نعرفه به فيترجم الأصوات إلى ألوان بالقصص التي كان يرويها رغم أنه كفيف.
كيف كان يقضي عميد الأدب العربي يومه؟
كان جدي طه حسين يبدأ يومه بمكتبه، في الصباح مع سكرتيره يستمع إلى ما يقرأه له ويملي ما كان يكتبه، وبعد الغذاء كان يجلس بغرفته لاستماع القرآن الكريم لمدة ساعة، وكان لديه فقرة لسماع الموسيقى مع زوجته سوزان، لافتًا إلى أن ذلك اختلف مع المرض مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه لم تنقطع كتابته خلال سفرياته.
كتب والدك الدكتور محمد حسن الزيات ما بعد الأيام عن طه حسين.. فهل ذلك كان بطلب من العميد أم اجتهاد شخصي من والدك؟
لما يحيى العلمي عمل الأيام في التليفزيون كانت ناجحة جدًا، والناس طلبت جزءا ثانيا فطلب من والدي يعمل ما بعد الأيام، ولكن عندما قرأها يحيى العلمي، وجد أن هناك اختلافا بين شخص يكتب عن نفسه وشخص يكتب عن أحد أساتذته فقرر عدم تمثيل جزء ثاني للأيام.
حدثنا عن ذكرى يوم وفاة عميد الأدب العربي؟
كنت بمنطقة المعادي وقت وفاته هاتفتني جدتي سوزان وقتها وذهبت إلى جدي وقمت بتقبيله ودار حديث مع جدتي سوزان، ثم قام طبيبه بنقله إلى المستشفى لاستخراج تصاريح الدفن، ولم أر في عمري كمية كبيرة من المواطنين مجتمعين لتوديع جثمان شخص، إلا في جثمان عبد الناصر وأم كلثوم.
كيف كان يتابع العميد حرب أكتوبر؟
كان العميد يتابع أيام الحرب بشكل يومي وكان حريصا دائمًا أن يسأل والدي وكان وقتها وزير الخارجية حول عدد المتعلمين بالقوات المسلحة، عملًا بشعار التعليم كالماء والهواء، وفي قول آخر: التعليم كالماء النقي والهواء النقي.
بالحديث عن أمر إزالة مقبرة عميد الأدب العربي الذي أُثير مؤخرا.. ماذا دار بين الأسرة في هذا الصدد؟
طه حسين مات ولم يكن لديه مكان ليدفن به، ولكن اشترى وقتها ابنه الدكتور مؤنس طه حسين وزوج ابنته محمد حسن الزيات وشقيق العميد المهندس عبدالمجيد حسين 3 قطع وتم ضمها على بعض وهي المقبرة التي دٌفن بها عميد الأدب العربي.
وحول الأزمة الأخيرة الخاصة بهدم المقبرة لم نفكر بتاتًا في نقل رفات العميد إلى أي دولة، لافتًا إلى أن جميع أفراد الأسرة كانوا على اتفاق أن عميد الأدب العربي عاش بمصر ودٌفن في مصر ولا يجوز نقله خارج مصر بعد دفنه.
ولكن الأسرة كان تعيش حالة توهان وقتها ولم نتلق أي رد من المسئولين حول إزالة المقبرة من عدمه، وكل الجهات كانت لا ترد، لحين وضوح الأمر وأن علامة x وكلمة إزالة وضعوا عن طريق الخطأ.
هناك من قال إن مؤنس طه حسين ابن طه حسين خرج من الإسلام.. كيف تعلق على ذلك الأمر؟
كلام فارغ ليس له أساس من الصحة، طه حسين كان له تعامل مع اليونسكو وقتها ومؤنس عمل بها وكان مقر عمله بباريس، ولم يتزوج مؤنس من مسيحية ولم يهجر والده ولكن طبيعة عمله كانت بالغرب، ولم يخرج عن الإسلام كما اتهمه البعض وكان آخر تواجد له بمصر وقت دفن والده وسمى ابنته أمنية على اسم شقيقته.
هناك من اتهم عميد الأدب العربي نفسه بالخروج من الإسلام.. كيف تعلق على ذلك؟
ليس هناك رد غير أنه كان حافظًا للقرأن وكان خريج الأزهر وعندما تم اختراع الراديو كان حريصا على تشغيل إذاعة القرآن الكريم، ووصفته زوجته سوزان بعد وفاته بأنه كان شديد الإيمان ومحبا لدينه.