رئيس هيئة تعليم الكبار: محونا أمية 5 ملايين شخص في 8 سنوات.. ونسعى لإعلان مصر خالية من الأمية في 2030 | حوار
نأمل في إتاحة الفرصة للمحررين من الأمية للمشاركة في مؤتمر المناخ
نسبة الأميين بمصر الآن 24.8 %
80 %من المتحررين من الأمية شباب
أكثر من 350 ألف تم محو أميتهم ضمن مبادرة حياة كريمة
إنشاء وحدة لـ حياة كريمة بمقر الهيئة العامة لتعليم الكبار
طلاب الكليات من أهم الشركاء في القضاء على الأمية
ليس من الصعب إنشاء قانون لربط المصالح الحكومية بشهادة محو الأمية
تعتبر محو الأمية إحدى محاور رؤية مصر 2030، والتي اتخذت فيه الدولة المصرية خطوات حديثة، ساهمت في انخفاض مؤشر الأمية، وذلك بالتزامن مع التطوير الشامل لمنظومة التعليم، والذي طال هيئة محو الأمية، والتي بصدد تغير المناهج، وذلك كما كشف الدكتور محمد يحيى ناصف رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، في حواره مع القاهرة 24.
ولم تغفل المبادرة الرئاسية حياة كريمة، محور مصر خالية من الأمية، حيث اهتمت هي الأخرى بالقضاء على الأمية، ومحاربة التسرب من التعليم، وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، حيث كشف يحيى ناصف، أن هناك 5 ملايين متحرر من الأمية.
إليكم نص الحوار:
بالأرقام ما النتائج التي حققتها الهيئة العامة لتعليم الكبار في مجال محو الأمية؟
اعتبارًا من تاريخ وضع الخطة الاستراتيجية للهيئة من 2014 حتى الآن تم محو أمية حوالي
5 ملايين شخص، والنتيجة الأهم أن هذه الأرقام تكاد تقترب مناصفة بين الذكور والإناث.
من بين هؤلاء الذين تم محو أميتهم.. هل الشباب الأكثر سعيًا أم كبار السن؟
بالفعل الشباب هم الفئة المستهدفة، وخاصة في الشريحة العمرية من 15 إلى 45 عاما مع السماح لكبار السن بالتقدم لمحو أميتهم، ولكن تركز الهيئة على الفئة العمرية المستهدفة ولذلك أكثر من 80% من الذين يتم محو أميتهم داخل هذه الشريحة العمرية.
ما هي المحفزات التي تقدمها الهيئة لغير المتعلمين للإقبال على تلك الخطوة والتقديم لمحو أميتهم؟
ترصد الهيئة سنويًا أهم المعوقات التي تحول دون إقبال الأميين على الالتحاق بالفصول، وذلك من خلال البحوث الميدانية التي تتم مع المراكز البحثية، والجامعات المصرية، الأمر الذي يجعل الهيئة ترصد توصيات هذه البحوث والعمل على تفعيلها على أرض الواقع.
ويتم ذلك في إطار تحديث المناهج واعتماد على مناهج جديدة تثبت نجاحها، وتأهيل المعلمين سنويًا ببرامج تدريب تربوي تركز على أساليب التعامل مع الدارسين الكبار، وتوفير مقرات تناسب طبيعة الدارس الكبير وخاصة أن معظم يرفض الالتحاق بالفصول التي يتم فتحها في المدارس، ولذلك يتم التنسيق مع الشركاء بفتح فصول في أماكن تجمع الدارسين وفي أماكن يرغبون فيها، مثل الأندية الريفية، والوحدات الصحية وغيرها.
من ضمن محاور حياة كريمة محو الأمية.. أهم الأرقام التي حققتها المبادرة؟
سعت الهيئة جاهدة منذ إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مبادرة حياة كريمة بتفعيل العمل بهذه القرى والبالغ عددها 1409 في 52 مركزا إداريا في 20 محافظة، وخلال العام الأول 2020-2021 تم محو أمية 102.191 دارس ناجح، بينما العام الثاني 2021-2022، تم محو أمية 166.572 دارس ناجح، وخلال الربع الأول للعام الحالي 2022-2023، تم محو أمية 82872 دارس ناجح، ليصبح إجمالي ما تم محو أميتهم منذ بدء المبادرة حتى الآن 351.635 دارس ناجح، ومن تدرج الأرقام يتضح التزايد المستمر في أعداد من يتم محو أمتهم في القرى المستهدفة.
فمبادرة حياة كريمة مفهومها الأساسي هو الارتقاء بحياة الإنسان المصري، فالهيئة تقوم بعمل قوافل مع حياة كريمة ومن خلال تلك القوافل نقوم بعمل امتحانات فورية لمعرفة هل يحتاج الأفراد في قرية معينة على شهادة محو أمية، فحياة كريمة قصة نجاح تجتاح المجتمع المصري ويشهد لها الجميع.
وحاليًا يتم إنشاء وحدة لحياة كريمة بمقر الهيئة العامة لتعليم الكبار، لمتابعة فتح فصول لقرى حياة كريمة على مستوى الجمهورية.
هل هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة لتعليم الكبار؟
علاج محو الأمية في مصري يبدأ بعلاج التسرب من التعليم، فوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تقوم بعمل مجهودات ضخمة بالتعاون مع الهيئة أبرزها إنشاء فصول الفرصة الثانية والمدارس البديلة المتواجدة في بعض قرى على مستوى المحافظات لسد منابع التسرب من التعليم والأمية، فالهيئة والوزارة يسيران معًا لتصبح مصر خالية من الأمية بأقرب وقت ممكن.
ما آخر المستخدات في مشروع إنشاء منصة رقمية تعليمية لمحو الأمية؟
الهيئة قامت بالفعل بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالقاهرة، إلى إطلاق منصة رقمية لبث المواد التدريبية عليها لمعلمي تعليم الكبار، للتدريب يمكنهم من التعرف على الطريقة المثلى لتوصيل الرسالة التعليمية لهم، ويتواجد عليها المناهج الخاصة بتعليم الكبار والمناهج تختلف تماما عن مناهج وزارة التربية والتعليم، وبالفعل تلك المنصة توفر الوقت والجهد والتكاليف.
ما دور الجامعات المصرية في مجال محو الأمية؟
الجامعات المصرية تعتبر شريكا رئيسيا للهيئة، وخاصة أنها تتمتع بوجود قوى بشرية كبيرة متمثلة في أعداد الطلاب الملتحقين سنويًا، وكذلك أساتذة الجامعات المتخصصين الذين يقومون بتدريب الطلاب على كيفية المشاركة في المشروع، وحيث إن تكليف الطلاب بمحو أمية عدد معين كشرط للتخرج الأمر الذي معه جعل مشاركة الجامعات أصبحت من أهم الشركاء.
هناك منظمات مجتمع مدني تساعد على محو الأمية.. هل تعطي هذه المنظمات شهادات؟
بالفعل الكثير من المنظمات تشارك في مشروع محو الأمية، ولكن مازلنا نطمح في مشاركة جميع منظمات المجتمع المدني وأن تؤخذ تجارب الجمعيات الفعالة، وخاصة أن الهيئة تدعو سنويا هذه الجمعيات الفعالة لعرض تجربتها سواء في الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية في 8 سبتمبر، وفي اليوم العربي لمحو الأمية في الثامن من يناير من كل عام.
ووفقا للقانون 8 لسنة 1991 فإن مسؤولية استخراج شهادة محو الأمية هي اختصاص أصيل الهيئة، ولا يحق لأي جهة استصدار شهادة محو الأمية، ويوجد آلية لاستخراج الشهادة بداية من شراء المادة الخام حتى تحريرها وتسليمها للدارس مما يضمن عدم تزويرها.
أيهما أكثر نشاطًا في محو الأمية.. الجامعات أم منظمات المجتمع المدني؟
الجامعات أحدثت نقلة نوعية في ملف تعليم الكبار، من خلال إنشاء مركز في كل جامعة خاص بتعليم الكبار، بالإضافة إلى إنشاء تخصصات جديدة في كلية التربية تسمى تخصصات تعليم الكبار، وضعت قانون ألزمت به الطلاب بمحو أمية عدد معين من الأميين، ألزمت الجامعات من لم يتمكن من محو الأمية يقوم الطالب بدفع غرامة مثل ما فعلت جامعة عين شمس.
الجامعات والمنظمات المجتمع المدني شركاء للهيئة وفقا لصحيح القانون، ولا يمكن أن نقول إن أيا منهم أكثر نشاطًا من الآخر، حيث إن الجامعات بحكم القوة البشرية الهائلة من الطلاب والمنتشرة في جميع أنحاء قرى الجمهورية تستطيع إحداث أرقام أكبر من محو أمية.
ولكن لا يمكن إخفاء دور المنظمات المجتمع المدني، حيث إن كثيرا من هذه الجمعيات ترتكز مع محو الأمية الأبجدية من خلال التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي للأميين، الأمر الذي لا نستطيع معه أن نقول أن شريكا معينا أكثر نشاطًا من الآخر ولكن نحتاج كل هذه الجهود.
في ظل تطوير منظومة التعليم.. هل هناك خطة لتغير المناهج أو آليات العمل في نظام محو الأمية؟
بالفعل تنتهج الهيئة خطة طموحة لتحديث المناهج الأمر الذي أصبح لدى الهيئة أكثر من 14 منهجا وأسلوبا معتمدا من خلال مناهج أعدتها الهيئة أو مناهج تم إعدادها من الجهات الشريكة، وتم اعتمدها من الهيئة، حيث إن القانون 8 لعام 1991 أناط الهيئة مسؤولية إعداد واعتماد المناهج وكان آخر ذلك اعتماد منهجية لتعلم بين الأجيال، ومحو الأمية الأسرية، وما بعد التعلم والتي تقدمت به هيئة إنقاذ الطفولة بمشروع قرية متعلمة، بعد أن تم تجربة المنهجية في أكثر من محافظة.
وبالتأكيد تراعي الهيئة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الأبعاد، في تحديث المناهج وخاصة والتغيرات التكنولوجيا المتلاحقة، كما تراعي منظومة التطوير والثقافات المختلفة وفقًا لطبيعة البيئات، ويتم حاليًا دراسة التحديث جميع المناهج التي مر عليها أكثر من 10 سنوات للطباعة.
حدثنا عن تفاصيل مشروع (التعليم مدخلا للتمكين.. منهج المرأة والحياة)؟
إيمانًا من الهيئة بأهمية التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأميين، وخاصه المتحررون، تقوم الهيئة بتوقيع بروتوكولات تعاون مع جميع منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية التي يمكن أن تقدم تمكينا اقتصاديا في هذا المجال.
يوجد بروتوكولات تعاون مع جمعيات عديدة، حيث تقدم هذه الجمعيات تمكينا اقتصاديا بعد التحرر من الأمية بإعطاء منح لفتح المشاريع الصغيرة، على أن تقدم السيدة المتحررة اسم المشروع الذي ترغب فيه.
وفي إطار ذلك بلغ عدد المشروعات الصغيرة التي قدمتها إحدى الجمعيات للمتحررات من الأمية 143 مشروعا لعدد 143 سيدة بإجمالي 671 ألفا وذلك في عدد 23 محافظة، خلال مده المبادرة منذ عام 2016 حتى عام 2022، ويتم متابعة هذه السيدات من خلال الجمعية لتقديم العون لهم.
هل يمكن أن نرى قانون ربط المصالح الحكومية بمحو الأمية أم أن الأمر صعبا؟
ليس الأمر صعبًا، وخاصة أنه منفذ في بعض الخدمات مثل استخراج رخصة القيادة يوجد بروتوكول تعاون مع وزارة الداخلية من خلال الإدارة العامة للمرور، حيث يتعين عدم استخراج رخصة قياده للأميين إلا بعد التحرر من الأمية، والحصول على الشهادة، ليس الأمر كذلك فقط، بل يتم الاستفسار عن صحة الشهادة مرة ثانية من الهيئة والرد عليها مركزيًا.
كما أن هناك كثيرا من المصالح لا يتم التقدم للوظيفة من الأميين إلا بعد الحصول على شهادة محو الأمية، الأمر الذي يجعل الأمر سهلا لوجود قانون من خلال ربط الخدمات التي تقدم للأميين في الحصول على شهادة محو الأمية، وحاليًا يتم ربط مشروع تكافل وكرامة بحصول المستفيدين على شهادة محو الأمية.
هل من الممكن أن نرى مصر بلا أمية؟.. وكم نحتاج من الوقت لتحقيق هذا الأمر؟
ليس صعبا على الدولة المصرية في ظل توجه القيادة السياسية والدعم الكامل لتنمية المواطن وتمكينه أن نقضي على الأمية.
وفي ظل الاستراتيجية التي تنتهجها الهيئة نسعى لإعلان مصر خالية من الأمية بانتهاء عام 2030، كما أنه يوجد خطط أخرى تم إعدادها للقضاء على الأمية، وفي وقت أقل من ذلك ولكن تبقى العقبة، وفي ظل محدودية الموارد والظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم، نؤكد أننا قادرون على إحداث نقلة نوعية في ملف محو الأمية خلال أعوام بسيطة لإعلان مصر خالية من الأمية وصولًا للصفر الافتراضي.
أبرز المحافظات المصرية التي تقترب من انتهاء الأمية وتصبح خالية تمامًا؟
نسبة الأمية في مصر الآن 24.8 %، 20.2 ذكور، و29.6% إناث، وفقًا لإحصائية الهيئة العامة لتعليم الكبار، ويوجد 5 محافظات نسب الأمية منخفضة، وهي جنوب سيناء أقل من 8%، الوادي الجديد أقل من 9%، والبحر الأحمر أقل من 9%، بورسعيد أقل من 13%، السويس أقل من 14%، وسوف يتم تفعيل العمل أكثر بهذه المحافظات الخمس للوصول بهم إلى الصفر الافتراضي خلال عام.
دور الهيئة العامة لتعليم الكبار في مؤتمر المناخ القادم؟
في إطار توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة لعمل ورش تدريبية للعاملين بالهيئة لرفع الوعي البيئي وعمل برنامج للمحافظة على البيئة كمدخل لتعليم الكبار، ونأمل بتواجد النماذج المشرفة الحاصلين على شهادة محو الأمية والحاصلين على الدكتوراه بتواجدهم بمؤتمر المناخ ليراهم العالم.