مكروهات ومبطلات الصلاة.. ترك الوضوء واحذر اختلاس النظرات
تعد مبطلات الصلاة من الأمور المهمة لكل مسلم وعليه الحرص على معرفتها، خاصة وأن هناك أمور كثيرة إذا فعلها المسلم تكون صلاته باطلة وعليها إعادتها ولا تصلح في مبطلات الصلاة منها القهقهة، والحركة الكثيرة في الصلاة، وترك ركن من اركان الصلاة أيضا من مبطلات الصلاة، وترك الوضوء أو الخطأ في اتجاه القبلة، ونسرد مبطلات الصلاة بالتفصيل في السطور التالية.
مبطلات الصلاة
من مبطلات الصلاة القهقهة ومعناها الضحكة بصوت عال، وهذا أمر متفق عليه عند جمهور الفقهاء الأحناف والمالكية والحنابلة، لكن الابتسامة لا شيء فيها، وأيضا من مبطلات الصلاة الحركة الكثيرة، خاصة وأن أغلب الفقهاء اتفقوا على أن الحركة الكثيرة في الصلاة تبطلها مثل الحركة الكثيرة أو المشي خطوات كثيرة في الصلاة لكن لو كانت الحركة بسيطة مثلا التنقل من صف لاستكمال فجوة في الصف الأمامي لا شيء فيها.
ومن الأمور التي تبطل الصلاة أيضا ترك ركن أو شرط مثال ترك الوضوء فهو شيء يبطل الصلاة أو الصلاة في اتجاه قبلة خاطيء عامدًا متعمدا ذلك، وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى، ورَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَقَالَ له: ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: وعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ.. وورد عن الإمام النووي: "إنّ الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيرا أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلًا لم يبطلها بلا خلاف.
مبطلات الصلاة عند الفقهاء
مبطلات الصلاة عند الفقهاء حيث اتفق الفقهاء الأربعة على أن الأكل والشرب من مبطلات الصلاة، أي إذا أكل المصلي أو شرب وهو يصلي فهي صلاة باطلة وعليها إعادة الصلاة، والحديث أي إذا أخرج المسلم شيء من القبل أو الدبر فهي باطلة لأن الحدث يبطل الوضوء وبناء عليها يبطل الصلاة فما دام الوضوء غير صحيح فالصلاة غير صحيحة.
وورد عن ابن المنذر أنه قال: أجمع كلّ من نحفظ عنه من أهل العلم أنَّ على من أَكل أو شرب في الصلاة عامدًا الإِعادة.
واستند الفقهاء في مبطلات الصلاة لحديث أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-: أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلُ الذي يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: لا يَنْفَتِلْ -أوْ لا يَنْصَرِفْ- حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا.. التأفف أثناء الصلاة يبطلها أيضًا، عدم ستر العورة فهي من المبطلات لأن ظهور أي جزء من عورة الإنسان.
مكروهات الصلاة
ومن مكروهات الصلاة أي التي تجعل صلاة المسلم مكروهة قد تكون مقبولة، كما نشير إلى أن مكروهات الصلاة لم ينه عنه الشرع نهيا أكيدا ولكن لها حكم بين المباح والحرام، ولا يوجد اثم أو ذنب فيها، منها على سبيل المثال الصلاة بدافع الأخبثين، بمعنى أن المسلم يدخل الصلاة وهو يدافع خروج الريح أو البول، والأفضل له أن يريح جسده ونفسه ويدخل الخلاء ثم يتوضأ ويهيأ نفسه للصلاة.
ومن مكروهات الصلاة اختلاس النظرات أثناء الصلاة، أخرج الإمام البخاري -رحمه الله- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الِالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: هو اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِن صَلَاةِ العَبْدِ.
كما يكره للمسلم أن يعبث بين حين وآخر بملابسه أو يشير بيده أوبعينه في الصلاة وتحرك الرأس أو أن يتمايل أو ينظر إلى السماء كما أنه من المكروهات إغماض العينين في الصلاة بدون وجود سبب أخرجه ابن حبان -رحمه الله- في صحيحه: (أُمِرْتُ أنْ أسجُدَ على سبعةٍ ولا أكُفَّ شعَرًا ولا ثوبًا)، وما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما بالُ أقوامٍ يرفعونَ أبصارَهم إلى السَّماءِ حتَّى اشتدَّ قولُهُ في ذلِكَ، لَينتَهنَّ عن ذلِكَ أو ليخطفَنَّ اللَّهُ أبصارَهم، رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللهِ نهى عن السَّدْلِ في الصَّلاةِ) كل هذه الأمور هي من مكروهات الصلاة.
ويكره أثناء الصلاة فرقعة الأصابع أو تشبيك الأصابع، وأيضا مسح الجبهة قبل الخروج من الصلاة فهي علامة من علامات الرحمة، أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله- عن أبي ذر الغفّاري -رضي الله عنه- قال: (إذا قامَ أحدُكم إلى الصلاةِ فلا يَمسحِ الحَصَى فإنَّ الرحمةَ تُواجهُه، كما ان هناك حديث آخر أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: يا كعبُ بنَ عُجْرةَ إذا توضَّأْتَ فأحسَنْتَ الوضوءَ ثمَّ خرَجْتَ إلى المسجدِ فلا تُشَبِّكْ بينَ أصابعِك فإنَّك في صلاةٍ.
ومن مكروهات الصلاة التكاسل والتثاؤب الكثير، لأن كثرة التثاؤب هو أمر من أمور الشيطان، والدليل على ذلك الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إنَّ التَّثاؤبُ في الصَّلاةِ منَ الشَّيطانِ، فإذا تثاءبَ أحدُكم فليَكظِم ما استطاعَ، وفي روايةٍ فليضَعْ يدَه على فيهِ، وأيضا وضع اليدين في الخصر دون سبب لذلك.
مكروهات في الصلاة
ويكره الصلاة في الأماكن التي تمر فيها الناس أو الأسواق أو في وديان يمر فيها السيل فيكون المسلم أو الأماكن التي تبرك فيها الأبل أو فوق سطح الكعبة أي أماكن ليست نظيفة سواء المزبلة أو مجزر أو الصلاة في اتجاه النار أو أماكن مليئة متسخة، كما يكره أن يساوي الإمام بالمأموم في الركوع أو السجود أو القيام لأن الأفضل في المأموم أن يتابع الإمام في الصلاة أن يتبعه ولا يتساوى معه وأيضا ترك قراءة سورة بعد الفاتحة مكروه والإطالة في الجلسة بين السجدتين وإطالة التشهد الأول واختصار التشهد الأخير، والصلاة في حضرة الطعام عندما يكون المسلم جائعا، وأيضا لا يستحب وجود لثام على وجه الرجل أو نقاب على الوجه المرأة عند الصلاة، ولا يستحب الصلاة التي فيها اعتماد واتكال على اليدين عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما-: (نَهى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أن يجلِسَ الرَّجلُ في الصَّلاةِ وَهوَ معتمِدٌ على يديهِ.
ومن المكروهات في الصلاة والتي يفضل الانتباه لها وهي الإقعاء في الصلاة وهي التي تعني الجلوس كجلسة الكلب الصاق اليدين والاليتين بالأرض ونهى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها أيضا بعض المسلمين يرفعون أيديهم عند السلام والتنكيس في قراءة القرآن أثناء الصلاة وهذه معناها أن يرتب قراءة السور حسب ترتيبها في الركعات فلا يبدأ مثلا في الركعة الأولى بسورة الإخلاص ثم في الركعة الثانية بآيات من سورة البقرة والحديثين الشريفين فيهما دلالة على ما نقوله روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أمرَني رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بثلاثٍ، ونَهاني عن ثلاثٍ: أمرَني برَكْعتيِ الضُّحَى كلَّ يومٍ، والوترِ قبلَ النَّومِ، وصيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ، ونَهاني عن نَقرةٍ كنقرةِ الدِّيكِ، وإقعاءٍ كإقعاءِ الكلبِ، والتفاتٍ كالتفاتِ الثَّعلبِ.. والحديث الآخر روى جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: ما لي أرَاكُمْ رَافِعِي أيْدِيكُمْ كَأنَّهَا أذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ؟ اسْكُنُوا في الصَّلَاةِ.
ومن المكروهات التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم التخصيص في الدعاء وهنا معناها أن يدعوا المسلم لنفسه نهى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فعن ذلك عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (قَامَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في صَلَاةٍ وقُمْنَا معهُ، فَقَالَ أعْرَابِيٌّ وهو في الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي ومُحَمَّدًا، ولَا تَرْحَمْ معنَا أحَدًا، فَلَمَّا سَلَّمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: لقَدْ حَجَّرْتَ واسِعًا يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ، والصلة بثوب واحد ولا شيء تحته، وفي الحديث الشريف نَهى النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يُصلِّي الرجلُ في لحافٍ لا يتوشحُ بهِ، ونَهى أنْ يصلِّي الرجلُ في سراويلَ وليسَ عليهِ رداءٌ.