الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الثورات والتظاهرات ليست بضاعتنا (1-- 2)

الأحد 30/أكتوبر/2022 - 10:29 ص

الثورة والتظاهرة ليست مجرد مواقف سياسية ولا احتجاجات عامة.. الثورة في حقيقتها هي كل ما يحدث في حياتنا اليومية، وأما ما يفعله الغوغائية في الشارع من خروج وتخريب ليست بثورة، وإنما هي فوضى تدمر الأوطان وتضيع الشعوب وتخرب المؤسسات.. الثورة الحقيقية هي رفض كثير من الممارسات الشخصية السلبية، لكي تنعكس على ترتيب أولويات الأشخاص في يومهم وحياتهم الخاصة، والذي أخذ مسافة وأطلّ من بعيد متحدثا عن تاريخ لا ينتمي إليه، فهذا لا يصحح واقع سئ، وإنما هي مكلمة ليست لها نتائج إيجابية على أرض الواقع، فالجميع يزعم من هؤلاء الذين ينادون بالثورة وهم لا يعيشون الواقع، ويتطلعون إلى خيال أفكارهم في عقولهم المريضة من حب السلطة أو الشهرة أو المكاسب الذاتية دون تقيم أو دراية من حقيقة نعيشها في حياتنا اليومية، وبعيدا عن المصالح العليا للبلد، فهم ليسوا برجال دولة وإنما يتمتعون بمراهقة سياسية  

وإذا تناولنا ما يدعوا إليه إعلام الفتنة والريبة من دعوة الناس إلى الخروج فيما يسمى عندهم ثورة أو تظاهرات، فهي دعوات مقيتة ليس لها أساس من مصلحة وطنية أو منفعة عامة، بل هي فوضى يدعو إليها غوغائية لا يعلمون كيف تبنى الدولة أو كيف تدار مؤسساتها؟، لا ينظرون إلا للسلبيات ويعملون على تعظيمها، من خلال آلة إعلامية مأجورة، تنعق ابواقها دوما بالتشكيك والحض على الكراهية، والنظر إلى نصف الكوب الفارغ متجاهلين تماما نصف الكوب المملوء، فماذا نفعل مع أناس باعو عقولهم وأنفسهم لأعداء أوطانهم، وهم يزعمون في ذلك أنهم يحسنون صنعا! فالتاريخ القريب والبعيد، يؤكد أن الثورات والتظاهرات الغوغائية التي ليس لها قيادة حكيمة ولا قيادة وطنية رشيدة تنطلق من مصلحة قومية عليا لم تنجح، بل خربت الديار العامرة! فإذا نظرنا من حولنا في البلاد المحيطة والقريبة منا.. نرى الدليل الواضح والبيّن على صحة ما نقوله، وبالمثال يتضح المقال، ففي العراق كانت هناك ثورة دموية تدعمها دولة أجنبية فماذا كانت النتيجة، بعد حوالي 20 عاما.. الدولة لم تقم لها قائمة، وإنما هي حكومات مخاصصة بين فئات سياسية ونعرات طائفية، حتى وصل بهم الحال لم تدم لهم حكومة، ولم يدم لهم رئيس أو زعيم يأخذ بزمام أمورهم! ولا يختلف الواقع البته في دول ما يسمى زورا وبهتانا بثورات الربيع العربي، فإذا نظرنا إلى دول كانت بالأمس  دول لها مؤسسات ورئيس واقتصاد؛ أصبحت بعد الثورة دول هشة منهارة تتقاذفها الأزمات السياسية منها والاقتصادية.. نرى ذلك واضحًا في اليمن وسوريا وليبيا وتونس حتى لبنان أصابها ما أصاب غيرها من الدول، وكل ذلك يرجع إلى عدم وجود قاعدة من أناس يعرفون كيف تُدار الدول، والضحية هنا البسطاء والمغيبين.. للأسف أما النخب أو ما يسمى بالقادة المعارضين تجدهم مع أول طائرة مغادرة خارج البلاد يجمعون من لديهم من أموال ومقتنيات يغادرون الديار يتركون البسطاء يدفعون فاتورة الحساب ثوراتهم!.

وإذا عدنا إلى الدعوة التي يدعو إليها إعلام الفتنة والريبة في هذه الأيام تحت زعم غلاء الأسعار وضيق المعيشة؛ يثيرون بذلك الرأى العام ويألبون الدهماء والبسطاء من أجل الثورة على الأوضاع.. هكذا زعموا وفي الحقيقة هم يريدون مصلحتهم وعودتهم إلى الحكم أو على أقل الأحوال العودة إلى الحياة السياسية من أجل مكاسبهم الخاصة.

وتناسى هؤلاء عن قصد أن الأزمة الاقتصادية الحالية، هي أزمة عالمية لا دخل للنظام والحكومة بها، فكثير من دول العالم المتقدمة يعاني منها، لدرجة أن دولة في حجم بريطانيا؛ أصبح مواطنيها لا يستطيعون توفير متطلبات حياتهم اليومية، حتى سمعنا عن أفواج من البريطانيين سيأتون لمصر لقضاء الشناء فيها، فأصبحت العيش في مصر لهم أرخص من الحياة في بلادهم بعد زيادة أسعار الطاقة الرهيبة.

وللحديث بقية في مقال قادم بإذن الله..

تابع مواقعنا