مظهر شاهين: اللي ياكل حق اخواته البنات من الميراث يبقى خسيس وعقابه عند الله أليم
قال الشيخ مظهر شاهين، الداعية الإسلامي، إن بعض الناس يستهينون بحدود الله تعالي، وخاصة في مسألة الميراث، فيأكلون حقوق إخواتهم البنات طمعًا وظلمًا بغير حق تحت ذريعة أن: مال أبيهم مايروحش لحد غريب.
مظهر شاهين: اللي ياكل حق اخواته البنات يبقى خسيس
وأضاف مظهر شاهين، في بيان له، أن هذا أمر في غاية الخسة والرعونة لسببين:
- الأول: أن الله تعالي من أعطاها ولست أنت، وهو سبحانه وتعالي أعلم بمصالح عباده، فأقَر لهم حقوقا وجعلها أنصبة مفروضة، حيث يقول سبحانه وتعالي: لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا، سورة النساء: ١٢.
- الثاني: أنها أخته وحقها في الميراث لا يقل حصانةً من حقه، وصلتها بمن ورثت منه نفس صلته هو بِه، فلا يحق له أن يقدم حقه على حق أخته.
وتابع مظهر شاهين، أن من يمنع إخوته من الميراث يتعدى بذلك حدود الله وخالف وصيته، إذ يقول الله سبحانه في آية المواريث: وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ، سورة النساء، ويقول جل شأنه: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ، سورة النساء.
يأتي ذلك بالإضافة إلى قطيعة الرحم وضياع الحقوق، وما قد يترتب علي ذلك من تشريد وتجويع وإذلال وإشعال لنار الحقد والعداوة والبغضاء بين ذوي الأرحام، وهذا فساد كبير، يقول سبحانه: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، سورة محمد.
واستطرد مظهر شاهين قائلًا: يا أيها الخسيس العاصي عُد إلي ربك ورشدك ولا تمنع وارثة من إرثها ولا وارثا من إرثة كي لا يمنعك الله يوم القيامة نصيبك من الجنة، فقد روي أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ قَطَعَ مِيرَاثا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ.
واختتم مظهر شاهين: وأعلم أن حقوق الناس لا تسقط بالتوبة بل هي معلقة في رقبة الباغي الظالم حتى يلق الله تعالى فيقتص من الظالم للمظلوم، إلا إذا عفا عنه عن طيب نفس فيعفو الله تعالى عنه.