غائب عن الأذهان «1».. 10 أساطير تدريب منسية تسيطر على كتاب تاريخ المونديال
من يعطي نفسه فرصة للتفكير قليلا سيجد أن كأس العالم هذه عبارة عن صندوق، يحمل بداخله الكثير من الكنوز والمفاجآت والمقتنيات الثمينة، والأغراض الهامة.
ولكن نظرا لقدم هذا الصندوق المليء بالكنوز والمقتنيات وفتحه كل أربع سنوات، بدأ يظهر عليه الغبار الذي ننظف جزءا منه عند فتحه ولكن نضع كنوزًا أخرى تظل هي في الأعلى والتي سبقتها تهبط إلى الأسفل.
عودة مدرب غائب عن الأذهان
وفي سلسلة غائب عن الأذهان، سنعيد التنقيب عن المقتنيات الموجودة أسفل هذا الصندوق، أو بمعنى أصح في ماضي كأس العالم، ونزيح عنها الغبار لنتذكرها معا، قبل وقت قصير من الفرصة المقبلة لفتح هذا الصندوق من جديد في مونديال 2022 بقطر.
وأول الكنوز التي سنزيح عنها الغبار ونتحدث عنها هي المدربون، والتي تعتبر أهم الأشياء الموجودة داخل صندوق كأس العالم التاريخي، لذلك سنتذكر 10 مدربين برزت أسماؤهم في سجلات البطولة عبر التاريخ، وهم كالآتي:
-ألبيرتو سوبيتشي
على الرغم من أنه من زمن قديم وبطبيعة الحال غاب عن الأذهان، فإن الأوروجواياني سوبيتشي، يعتبر أشهر مدربي كرة القدم في العالم، وذلك لأنه أول من حصد لقب كأس العالم في التاريخ، وذلك في أول نسخة من البطولة عام 1930 رفقة منتخب أوروجواي، بخلاف تدريبه لعدة فرق في بلاده من بعد المنتخب الوطني مثل سنترال إسبانيول ومونتيفيديو وأندررز والمنتخب مرة أخرى من 1935 إلى 1941 ولكن لم يحقق إنجازات تذكر ثم فريق بنيارول.
تولى سوبيتشي مهمة تدريب أوروجواي من 1928 حتى 1930، وتمكن من احتلال المركز الثالث مع المنتخب في بطولة كأس أمريكا الجنوبية 1929، وفي العام التالي قاد المنتخب في أول نسخة كأس عالم في التاريخ وقدم مستوى مميزا جدا وصل به إلى الدور النهائي من البطولة ليواجه منتخب الأرجنتين الذي حوّل أمامه خسارته 2-1 في الشوط الأول إلى فوز بنتيجة 4-2، ليحصد كأس العالم الأولى في تاريخ بلاده وفي تاريخ البطولة بشكل عام.
اشتهر سوبيتشي في بلاده بلقب البروفيسور، وذلك لتميزه وصرامته في مهنة التدريب، فقد كان له واقعة شهيرة في مونديال 30، فبعد فرضه حالة صارمة شديدة على معسكر أوروجواي قبل انطلاق البطولة قرر استبعاد أندريس مازالي حارس مرمى المنتخب الأول المتألق والمساهم الأول في حصد ميدالية دورة الألعاب الأولمبية 1928، من البطولة بسبب كسره لحظر التجوال الذي فرضه وخرج من المعسكر، وبالرغم من ذلك حصد اللقب في النهاية.
- فيتوريو بوتسو
الإيطالي بوتسو أيضا من زمن قديم ويغيب عن أذهاننا، ولكنه صاحب رقم قياسي مميز في تاريخ كأس العالم، فهو أول مدرب والوحيد في التاريخ الذي يفوز بالبطولة مرتين متتاليتين، وذلك رفقة منتخب إيطاليا في نسختي 1934 و1938، ولم يحقق أحد هذا الإنجاز مرة أخرى حتى يومنا هذا، بل ووقف القدر بجانبه ليحقق رقما قياسيا آخر وهو أنه احتفظ بكأس العالم 16 عاما فبعد فوزه بآخر نسخة توقفت البطولة 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية وعادت في 1950 وظل اللقب طوال هذا الوقت باسمه واسم منتخب بلاده.
ولم يكن هذان الإنجازان فقط اللذين حققهما بوتسو مع منتخب إيطاليا طوال الـ19 عاما التي تولى فيها تدريب المنتخب منذ 1929 إلى 1948، فإنه فاز بالميدالية الذهبية مع منتخب بلاده في دورة الألعاب الأولمبية 1936.
وتولى بوتسو مهمة تدريب العديد من الفرق الأخرى غير منتخب إيطاليا أبرزها فريقي ميلان وتورينو الإيطاليان.
-جوستاف شبش
المدرب المجري شبش، ليس من الأسماء البارزة في كرة القدم بشكل عام، ولكن صاحب تاريخ مميز في كأس العالم مع منتخب المجر، فقد تولى تدريب منتخب بلاده منذ 1948 لـ1956، وكان من المساهمين في تاريخ المجر الذي كان في هذه الفترة من المنتخبات الكبرى في تاريخ اللعبة بشكل عام.
وقد تمكن شبش من تقديم مستوى مميز في كأس العالم 1954، فقد وصل إلى الدور النهائي من البطولة ولكنه خسر في صدمة غير متوقعة للجميع على يد ألمانيا بنتيجة 3-2، بعدما توقع الجميع أن المجر هي من ستحصد هذا اللقب، والصدمة كانت أيضا من هزيمته على يد ألمانيا التي فاز عليها في الدور الأول 8-3، وتمكن من الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1952 رفقة منتخب بلاده، وهو الوحيد من مدربي حلقة اليوم الذي لم يحصد البطولة ولكنه يملك تاريخا مميزا بها.
-خوان لوبيز فونتانا
فونتانا الذي درب منتخب بلاده أوروجواي في أكثر من مرة، تمكن في إحدى ولاياته مع المنتخب أن يحصد كأس العالم 1950، وهي النسخة التي كان ينتظرها الجميع بعدما توقفت البطولة 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية.
فبعدما غاب منتخب أوروجواي عن حصد كأس العالم في النسختين اللتين تَلِيَتَا بطولة 1930 جاء فونتانا ليعيد اللقب إلى بلاده في نسخة 1950 للمرة الثانية والأخيرة حتى يومنا هذا، فلم يحصدها المنتخب بعد هذه المرة، وقد فاز بها بعد أداء مميز طوال البطولة وعلى حساب البرازيل صاحب الأرض بنتيجة 2-1.
وتولى تدريب العديد من الفرق الأخرى بخلاف منتخب أوروجواي وهي بنيارول ومنتخب الأكوادور.
- سيب هيربرجر
من أكثر المدربين تميزا ومكرا الذين مروا على بطولة كأس العالم، فهو الذي تمكن من حصد لقب منتخب ألمانيا الأول في البطولة، وذلك في مونديال 1954، وحصده بحيله من حيله الذكية، وقد تولى تدريب منتخب بلاده من 1936 إلى 1964.
اشتهر هيربرجر بالمكر، فقد قال الجميع إنه خدع منتخب المجر في كأس العالم 1954، فقد واجهه بالفريق الاحتياطي في الدور الأول وخسر بنتيجة 8-3، ولكن كانت المفاجأة أنه واجههم من جديد في الدور النهائي ولكن هذه المرة بالتشكيل الأساسي وقدم أداء مميزا ليفوز عليهم 3-2، وحصد أول لقب في تاريخ منتخب بلاده.
- فيسنتي فيولا
بالرغم من أنه قد لا يكون أحد الأسماء الشهيرة للجميع في عالم كرة القدم، فإنه قدم إنجازا كبيرا لمنتخب بلاده البرازيل في حصد كأس العالم 1958، بل ولكرة القدم بشكل عام في تقديم موهبة من أشهر ومواهب اللعبة.
وقد تولى فيولا مهمة تدريب منتخب البرازيل في نسخة كأس العالم 1958، وحصد اللقب الأول للمنتخب في تاريخه وذلك على حساب السويد صاحبة الأرض وبنتيجة عريضة 5-2، ولكن لم يكتفِ بذلك بل قدم الموهبة البرازيلية الكبيرة بيليه فقد أظهره للعالم في هذه النسخة من المونديال، ليقدم واحدة من أبرز المواهب والأساطير في تاريخ كرة القدم.
كما تولى فيولا مهمة تدريب العديد من الفرق الأخرى بخلاف منتخب البرازيل، مثل ساو باولو وبوكا جونيورز.
- ألف رامسي
تمكن من حصد اللقب الأول لمنتخب إنجلترا العملاق من بطولة كأس العالم وذلك في نسخة 1966، فقد كان من الغريب أن ينتظر منتخب بهذا المستوى لكل هذه السنوات من أجل أن يحقق هذه البطولة، ولكنه جاء ليحصدها لبلده لأول مرة وكانت المرة الأخيرة أيضا.
وفاز رامسي بلقب كأس العالم 66، على حساب ألمانيا بعد الفوز عليهم بنتيجة 4-2 في الوقت الإضافي وأشعل الاحتفالات في إنجلترا بأكملها، وتولى بعد ذلك تدريب فرق أخرى مثل إيبسويتش تاون، وبرمنجهام سيتي.
- ماريو زاجالو
يملك زاجالو تاريخا مميزا جدا في كرة القدم، وعلى الرغم من أنه قد يكون من الأسماء التي ذهبت عن الأذهان قليلا، فإنه يعتبر أحد أساطير اللعبة الذين تمكنوا من حصد كأس العالم كلاعب وكمدرب، فقد فاز بها مع منتخب البرازيل كلاعب، وهو ما ساهم في وجوده ضمن أسماء كبار اللاعبين والمدربين في تشكيلة العالم في الاستفاء الذي تم من شركة خطوط الطيران الأمريكية وذلك قبل كأس العالم 1994، وتم وضع اسمه كمدرب.
وحصد زاجالو كأس العالم 1970 رفقة منتخب البرازيل، كمدرب وذلك عقب الفوز على إيطاليا بنتيجة 4-1، وكان المنتخب البرازيلي طوال فترة تدريبه للمنتخب بل الأغلبية أكدت أنها كانت الأفضل في تاريخ المنتخب على الإطلاق.
- سيزار لويس مينوتي
بعد لعب 10 نسخ كاملة من بطولة كأس العالم غاب عن حصدها منتخب عملاق مثل الأرجنتين، جاء مينوتي ليحصد مع منتخب بلاده اللقب الأول له في تاريخ البطولة وذلك في نسخة 1978، وذلك على حساب نظيره هولندا بنتيجة 3-1.
وتولى ميوتي بعد ذلك تدريب منتخب الأرجنتين للناشئين وكان موجودا بالفريق الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، وتمكن معهم من حصد كأس العالم للناشئين نسخة 1979، ورحل بعد ذلك عن الأرجنتين بعد الأداء السيئ الذي ظهر به المنتخب ليتولى تدريب فريق برشلونة الإسباني، وحصد معهم الدوري الإسباني وكأس إسبانيا والسوبر الإسباني.
-إيمي جاكيه
لا يعتبر جاكيه من الأسماء العالقة في أذهان كثيرين من مشجعي كرة القدم، ولكنه يملك قصة نجاح مؤثرة، زينها بحصده لقب كأس العالم 1998 مع منتخب فرنسا لأول مرة في تاريخ المنتخب والتي كانت مقامة في أرضهم، وذلك عقب فوزه على البرازيل بنتيجة 3-0.
وواجه جاكيه العديد من الانتقادات عند توليه مهمة تدريب منتخب فرنسا كمدرب احتياطي، ثم منحه الثقة ليظل المدرب الدائم، ولكن بعد ذلك فقد واحدا من أساطير المنتخب إريك كانتونا بعد واقعته الشهيرة بركل أحد المشجعين وإيقافه لمدة طويلة، ليضطر إلى الاعتماد على وجوه جديدة في المنتخب وعلى رأسها زين الدين زيدان، ولكنه حوّل كل تلك الشكوك إلى دافع إيجابي له، وظل معتمدا على طريقة لعبه التي واجهت هجوما شديدا وكان رده بحصد كأس العالم الأولى في تاريخ دولته.
ودرّب جاكيه العديد من الفرق الأخرى بخلاف منتخب فرنسا وحقق معهم إنجازات عديدة مثل بوردو وليون ومونبلييه وإي أس نانسي.
باقي الفائزين بكأس العالم
وفي حلقة اليوم من سلسلة غائب الأذهان ذكرنا 9 مدربين فقط من أصل 20 فازوا بكأس العالم على مر التاريخ، ولكن زيادة للتأكيد سنذكر أسماء باقي المدربين وهم كالآتي: أيموري موريرا وكارلوس البرتو بيريرا وسكولاري «البرازيل»، هيلموت شون وفرانتس بكنباور ويواخيم لوف «ألمانيا»، إنزو برزوت ومارتشيلـّو ليبـّي «إيطاليا»، كارلوس بيلاردو «الأرجنتين»، ديل بوسكي «إسبانيا»، ديديه ديشامب «فرنسا».