واحة سيوة.. كنز مصر المفقود
الواحة هي منطقة منخفضة في وسط الصحراء ويوجد بها مياه، وتشتهر مصر بوجود عدة واحات وأشهرها واحة سيوة، فمساحتها 7800 كم2 ومكانها في غرب مصر على حدود ليبيا بـ 50 كيلو، وتتبع إداريا محافظة مطروح، وعدد سكانها حوالي 35 ألف نسمة، وقد صنفتها بعض المواقع العالمية "موقع"mentalfloss. على أنها واحده من 9 مناطق أكثر عزلة في العالم، وتبعد 300 كيلو عن ساحل البحر المتوسط، وتبعد عن القاهرة 750 كيلو متر، وتشتهر في بعض الاعمال الفنية مثل مسلسل ألف ليلية وكفر دلهب وواحة الغروب،والزراعة هي المهنة الأولى لأهل سيوة وتاليها السياحة.
تاريخ واحة سيوة
يرجع تسمية الواحة بـــ"سيوة" إلى كلمة “سيخت آم” أي أرض النخيل ولي عهد البطالمة “بواحة آمون”، وسماها العرب عند فتح مصر باسم “الواحة الأقصى”، وأشار إليها بن خلدون باسم “تنيسوة”، وهو اسم لفرع من قبائل الزنتانة في شمال إفريقيا، وعلى الرغم من بعدها وعزلتها لكنها شاهدة علي عدة عصور بداية العصور القديمة منذ عام 2900 ق.م كان الليبين يأخذونها مركزا للزحف على مصر، وبمرور بجيش قمبيز الفارسى الذى أحتل مصر وارد أن يحتل الواحة الا أن جيشة تاه في الصحراء ولم يصل اليها، وزارها الاسكندر الأكبر بعد أن دخل مصر وانشاء الإسكندرية.
وفي العصر الحديث أرسل محمد علي قوات لفتحها، وفي فترة الحرب العالمية الثانية دخلتها قوات هتلر بقيادة أرفين روميل عام 1942، وخرج منها بعد هزيمة العلمين، وفي فترة توتر العلاقات بين مصر وليبيا في السبعينات هدد الرئيس الليبي الاسبق معمر القذافي بضمها الي ليبيا.
العادات والتقاليد
تختلف العادات والتقاليد من مكان لآخر حول العالم، أما في واحة سيوة العادات والتقاليد تتمتيز غيرها، فالزواج تخطب الفتيات منذ صغرهم في سن التاسعة، وحتى تتم العروس سن الزواج ليس من حق الشاب أن يرى خطيبته إلا في الأعياد فقط، وتمتد مراسم الزواج إلى 3 أيام.
والاكل السيوى متأثر جدًا بالمطبخ الأمازيغي وأشهر محصولين فيها البلح والزيتون، يدخلان في كثير من الأكلات مثل أكلة “التجلان التيني”، من أشهر الأكلات “السيوية” والتي تقدم في مختلف المناسبات الـ” اشنجوط” وهو البطة أو الدجاجة” المشوية المغطاة بالكريب أو” الرقاق“، ويسمى شاي الزرد، ومن عادات أهالى تلك الواحة عدم اختلاط النساء والرجال في مكان واحد، لكنها تشارك الرجل في العمل في مصانع التمور والاعمال اليدوية وصناعة المنسوجات.
السياحة والمقومات الطبيعة
تمتلك واحة سيوة العديد من المقومات الطبيعية والسياحية ما يجعلها مركز اجتذاب للعديد من الزوار، منها المسجد العتيق معبد الوحى، في قلعة شالي الأثرية، قلعة الاسكندر، عيون المياه الطبيعية، بحيرات الملح الزرقاء الشفافة، رحلات سفاري والمخيمات، البيت السيوى الذى يحمل زواره إلى سيوة القديمة، جزيرة فطناس، والمنتجات السيوية من الحرف اليدوية والتراثية، والمنتجات الغذائية، بالإضافة على مهرجات التمور وعيد السياحة أو الصلح الذى يعقد كل عام فى شهر أكتوبر وتمتلك 200 بئر وعين 190 ينتجون ألف متر مكعب من المياه منها الساخن والبارد وأكثر ها شهره عين جوبا أو عين كيلو مترا، وقيل سبب الاسم أنها سبحت فيها الملكة كليو باترا عند زيارتها للواحة، وتستخدم هذه الآبار في الشرب والزراعة والعلاج، وتصل درجة الحرار في بعض العيون إلى 67 درجة، وتمتلك مقومات السياحة العلاجية وسياحة السفاري
والبيوت سيوة في سيوة لها طابعا معماريا خاصا ومميزا، حيث يتم بناء المنازل بحجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتتم صناعة الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل. ونظرا لما تشتهر به واحة سيوة من مقومات جذب سياحي فيزورها سنويا 30 ألف سائح، ويوجد بها العديد من الفنادق المصممة علي الطراز السيوي.
مشكلات واحة سيوة
سيوة بالرغم مما تمتلكه من مقومات فهي تعاني من صعوبة الوصول إليها، فالمسافة بين مرسى مطروح والواحة 300 كيلو متر، وهي مسافة تستهلك طاقة وجهد من يسافر إليها، وتعاني الواحة من مشكلة التدفق الذاتي لمياه الخزان الجوفي وهي أكبر المشاكل التي تواجه التنمية في الواحة حيث تتدفق كميات كبيرة جدا من الآبار التي حفرتها وزارة الري خلال ثمانينيات القرن الماضي حيث تم تركيب محابس لها تستخدم لأغراض الري ولكن عدم متابعة الصيانة الدائمة لتلك الآبار يتسبب في تدفق المياه بصفة مستمرة ويسبب غرق التربة وانحسار مساحة الرقعة الزراعية، وتنتقل تلك المياه عبر المصارف الزراعية الى البحيرات المالحة المنتشرة بالواحة مما يتسبب في تحول تلك المياه الى مياه مالحة، ويوجد مشكلة التصحر، وتواجه الواحة مشكلة مركبة في مواردها المائية تتمثل من جهة في زيادة استهلاك المياه الجوفية بسبب صناعة تعليب المياه والزراعة، وبسبب زيادة استهلاك المياه، تعاني الواحة من تدهور نظام تصريف المياه الزراعية فيها مما يؤدي إلى تملّح الأراضي وهدر للمياه في شكل نمو مساحة بحيرة كبيرة من المياه العادمة التي لا تصلح للزراعة ولا الشرب، ومن المشكلات سعي المزارعين إلى زراعة الأصناف المطلوبة تجاريا أدخل إلى الواحة أمراضا زراعية جديدة لم تكن موجودة في نظامهم الزراعي شبه المعزول، ومن مشكلات واحة سيوة حرق المخلفات الصلبة والزراعية.
مقترحات
تحتاج واحة سيوة المزيد من الاهتمام والتسويق فالبرغم من من امتلاكها كل المقومات السياحية إلا انها غير مستغلة بشكل أمثل، فتحتاج واحة سيوة إلى تنظيم شبكة صرف زراعي يقلل هدر المياه، تحتاج الواحة أنشاء مطار الذى سيجعل من سيوة مقصد سياحي نشط وسيزيد من عدد السائحين القادمين اليها، وأنشاء طريق مباشر بين القاهرة وواحة سيوة، وانشاء شبكة صرف صحي وشبكة مياه للشرب، واستغلال الطاقة المتجدده الرياح والشمس عدم حرق المخلفات الصلبة والزراعية ووجود بدائل لهم، فلو تم استغلالها بشكل أمثل يجعل منها مدينة عالمية مثل شرم الشيخ تزيد من الدخل القومي لمصر وتحسن من أداء الاقتصاد المصري الذي يحتاج استغلال كل مورد وشبرا في ارض مصر بشكل أقتصادي.