الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غائب عن الأذهان 3 | حكم ومدرب في آن واحد بكأس العالم.. وأول مصري بالمونديال

سلسلة غائب عن الأذهان
رياضة
سلسلة غائب عن الأذهان
الجمعة 04/نوفمبر/2022 - 04:30 م

من يعطي نفسه فرصة للتفكير قليلا سيجد أن كأس العالم هذه عبارة عن صندوق، يحمل بداخله الكثير من الكنوز والمفاجآت والمقتنيات الثمينة، والأغراض المهمة.

ولكن نظرا لقدم هذا الصندوق المليء بالكنوز والمقتنيات وفتحه كل 4 سنوات، بدأ يظهر عليه الغبار الذي ننظف جزءا منه عند فتحه، ونضع كنوزًا أخرى تظل هي في الأعلى والتي سبقتها تهبط إلى الأسفل.

عودة حكم غائب عن الأذهان

وفي سلسلة غائب عن الأذهان، سنعيد التنقيب عن المقتنيات الموجودة أسفل هذا الصندوق، أو بمعنى أصح في ماضي كأس العالم، ونزيح عنها الغبار لنتذكرها معا، قبل وقت قصير من الفرصة المقبلة لفتح هذا الصندوق من جديد في مونديال 2022 بقطر.

سلسلة غائب عن الأذهان

وثالث الكنوز التي سنزيح عنها الغبار ونتحدث عنها هي الحكام، والذين لا يوجد خلاف على أنهم أهم ما في كرة القدم وأساس النظام في أي لقاء فدونهم لن تكتمل مباراة واحدة حتى النهاية، وهم أيضا أحيانا يكونون سببًا في تخريب مباريات بأكملها وإفساد النظام في بطولات، ودائما يكون الحكام وراءهم قصص سواء بسبب وظائفهم، غير التحكيم، أو أحد لقطاتهم في اللقاءات، وسنتحدث عن 5 حكام برزت أسمائهم في سجلات كأس العالم عبر التاريخ، وهم كالتالي:

-حكم ومدرب في آن واحد

من ضمن الأمور الغريبة في كأس العالم، أن يتواجد مدرب وحكم في نفس البطولة، وذلك كان بالتحديد في مونديال 1930 بأوروجواي أول كأس عالم في التاريخ، وتولى فيه البوليفي أوليسيس ساوسيدو، مهمة تدريب منتخب بلاده بالإضافة إلى تحكيم بعض المباريات في البطولة، وكان من الأمور الغريبة في هذه النسخة.

كان ساوسيدو الذي قد يكون اسمه غير معروف للجميع، أول مدرب لمنتخب بوليفيا في كأس العالم، وفي الوقت نفسه أدار عدة مباريات في مونديال 30، وكانت أبرز مباراة أداراها وأثار الجدل الكبير فيها بين الأرجنتين والمكسيك في الدور الأول والتي احتسب فيها 3 ركلات جزاء لحساب الأرجنتين.

وكانت أول ركلة منهم هي الأولى في تاريخ المونديال، وانتهت المباراة بفوز المنتخب السماوي بنتيجة 6-3، أما على مستوى التدريب فلم يكن مميزا فيه أيضًا، وتعرض للهزيمة مرتين بنتيجة 4-0 على يد البرازيل ويوغسلافيا، وودع البطولة من الدور الأول.

ولم يكن أوليسيس هو الحكم الوحيد الذي عمل مدربا وحكما في نفس الوقت بكأس العالم 1930، بل فعل الروماني كونستانتين رادوليسكو الأمر نفسه بتدريبه منتخب رومانيا وتوليه تحكيم عدة مباريات في المونديال.

شعار كأس العالم 1930

- جون لانجينوس حكم أول نهائي في المونديال

بالحديث عن مونديال 1930، يجب ألا ننسى الحديث عن الحكم البلجيكي لانجينوس، الذي يملك قصة مثيرة فبعدما رسب في أول اختبار ليكون حكما وبسبب خطأ في الإجابة على سؤال سهل، دخل الاختبار مرة أخرى ونجح فيه، بل وبدأ مسيرته بالتحكيم في أولمبياد 1928، ولم يقف عند هذا الحدث الكبير بل تولى تحكيم مباريات في 3 نسخ من بطولة كأس العالم وهي 1930، و1934، و1934، وأهمها هي إدارته لمباراة النهائي في مونديال 30.

وتولى لانجينوس إدارة أول نهائي كأس عالم في تاريخ كرة القدم، وكان بين الأرجنتين وأوروجواي ومن أبرز الأحداث في وقتها، كان لعب المباراة بكرتين في كل شوط، ليكون الأمر محايد للمنتخبين.

كما كان هناك اعتراض عليه من جانب لاعبي الأرجنتين بسبب شكوكهم في احتسابه لهدف رغم وقوع صاحبه في مصيدة التسلل، وانتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض بنتيجة 4-2، وأدار بعدها مباريات في نسختين من المونديال، وكانت أخر مباراة أدارها في هذه البطولة في 19 يونيو 1938، بين البرازيل والسويد وانتهت 4-2، لتكون المفارقة أن أول مباراة يديرها في البطولة وأخر مباراة بنفس النتيجة، وبعد اعتزاله التحكيم اتجه لتأليف الكتب وألف كتابين أحدهما عن مسيرته في كرة القدم بعنوان صفير العالم، والأخر لم يكن له علاقة بكرة القدم.

 جون لانجينوس أول حكم في نهائي كأس العالم وكرة النهائي

- دوجان باباكان صاحب أول بطاقة حمراء

قد لا يملك الحكم التركي باباكان تاريخا حافلا في نهائيات كأس العالم، ولكنه حفر اسمه في تاريخ البطولة بأنه أول من أشهر أول بطاقة حمراء في تاريخ البطولة بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم في مونديال 1970 بالسماح إلى الحكام برفع البطاقة الصفراء والحمراء في وجه اللاعبين، بعدما كان الأمر شفهيا فقط.

ورفع باباكان البطاقة الحمراء في وجه التشيلي كارلوس كازالي في كأس العالم 1974 ليدخل التاريخ أيضا كأول لاعب يحصل على طرد، في تاريخ المونديال، وكان ذلك خلال مباراة فريقه ضد ألمانيا.

 دوجان باباكان

-أول مصري في كأس العالم

حفر الحكم المصري يوسف محمد، اسمه في تاريخ كأس العالم، كأول حكم عربي وإفريقي يدير مباريات في المونديال وكان ذلك في نسخة 1934 المقامة في إيطاليا، وكان يشتهر بأناقته وعدالته، وكان من أهم حكام العشرينيات والثلاثينات، كما شهدت هذه النسخة من كأس العالم مشاركة منتخب مصر لأول مرة كأول منتخب إفريقي وعربي يشارك في البطولة.

أدار يوسف محمد مباراتين في مونديال 34، الأولى بين أمريكا والمكسيك وانتهت بفوز الأول بنتيجة 4-2، كما كان الحكم المساعد الأول في نفس النسخة في مباراة تشيكوسلوفاكيا وسويسرا وانتهت بفوز الأول بنتيجة 3-2، بخلاف إدارته مباريات في بطولة كأس الخليج 1996، بالإضافه إلى سفره إلى أنتويرب وأمستردام في المسابقات الأولمبية.

يوسف محمد في مباراة بمونديال 1934

-أول حكم عربي في نهائي كأس العالم

يعتبر المغربي سعيد بلقولة الذي ولد في 30 أغسطس 1956 في مدينة تيفلت المغربية، أحد أشهر حكام القارة الإفريقية، فعلى الرغم من عمله كمفتش جمركي عقب تخرجه من الجامعة، إلا أنه قرر الدخول في عالم التحكيم وذلك عقب التحاقه بمدرسة تأهيل الحكام، وأدار أول مباراة رسمية له في دوري الدرجة الأولى المغربي عام 1990، واشتهر بأنه من أكفأ الحكام في القارة السمراء.

وبسبب كفاءاته تولى بلقولة إدارة العديد من المباريات الهامة في بطولات بارزة مثل الأولمبياد وإفريقيا للكؤس للأندية الأبطال، ولكن جاء الحدث الأهم في تاريخه بأكمله، بإدارته لمباراة نهائي كأس العالم 1998 كأول حكم عربي وإفريقي يدير مباراة نهائي كأس عالم بين فرنسا والبرازيل، والتي انتهت بفوز الأول بثلاثية نظيفة، وفي العام ذاته أدار نهائي كأس أمم إفريقيا بين مصر وجنوب إفريقيا وانتهت بفوز الفراعنة بهدفين نظيفين، وظل يتولى إدارة العديد من الأحداث الهامة، حتى توفي في 15 يونيو 2002 آثر إصابته بمرض السرطان.

سعيد بلقولة من مباراة فرنسا والبرازيل في نهائي مونديال 98

أما الآن فتفصلنا مجرد أيام قليلة على انطلاق نسخة جديدة من كأس العالم، وهي مونديال 2022 بقطر، فهل سيتمكن حكام جدد من حفر اسمهم في التاريخ سواء بالسلب أو بالإيجاب، أم ستمر البطولة دون أحداث للحكام؟.

تابع مواقعنا