البابا فرنسيس ينتقد استخدام القوة والعنف وتجارة الأسلحة من أجل حصد الأموال الطائلة
قال البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، إن الشرور الاجتماعيّة والدولية والاقتصادية والشخصية، وكذلك الأزمة البيئية والمأساوية، تأتي من ابتعاد البشر عن الله، لذلك فإن مهمة رموز وقادة الأديان الأساسية هي المساعدة في إعادة اكتشاف مصادر الحياة المنسية، وإعادة البشرية إلى الاستقاء من الحكمة القديمة وتقريب المؤمنين من الله والناس الذين من أجلهم خلق الله الأرض.
بابا الفاتيكان: الصحراء البشرية بدون الأخوة الإنسانية ستبقى قاحلة
وأوضح بابا الفاتيكان خلال كلمته في الاجتماع الدوري السادس عشر لمجلس حكماء المسلمين، اليوم الجمعة، بقصر الصخير الملكي بالعاصمة البحرينية المنامة، أنَّ الطريق لتحقيق السلام يكون من خلال وسائل أساسية هي الصّلاة والأخوّة، وأن هذه هي الأسلحة المتواضعة والفعالة، كما يجب ألّا نسمح بأن تجربنا وسائل أخرى، وطرق مختصرة لا تليق بالله العلي، لأن الله هو السلام، فيجب أن نسلك طريق السلام من خلاله.
البابا فرنسيس ينتقد استخدام القوة والعنف وتجارة الأسلحة من أجل حصد الأموال الطائلة
وأضاف بابا الفاتيكان، أن الذين يؤمنون بأساليب القوّة ويدعمون العنف والحرب وتجارة السّلاح التي حولت بيتنا المشترك إلى ترسانة كبيرة، يحصدون من ورائها مبالغ ماليّة طائلة تدعونا إلى التفكير في الأشخاص الذين أجبروا على الهجرة من أراضيهم بسبب النزاعات، وأمام هذه السيناريوهات المأساوية، ما زال العالم يلاحق أوهام القوّة والسّلطة والمال، ونحن مدعوون بأن نبادر بالأعمال أكثر من الأقوال، وأن نذكر بأن الأخوة وحدها فقط التي يمكن أن تنقذنا من ذلك، وإلا فإن صحراء البشرية ستبقى قاحلة.
وأشار بابا الفاتيكان إلى أنه على الرغم من أن الجميع يسألون نفس الأسئلة الوجودية، حول الموت والألم والشر والظلم وماذا يوجد بعد الحياة؛ لكن هناك كثيرين خدرتهم المادية العملية والنزعة الاستهلاكية، بينما يتألم آخرون، بسبب الجراح اللاإنسانية المتمثلة في الجوع والفقر، نتيجة نسياننا لقيم التضامن الإنساني والسلام الذي يؤمن حياة البشر.
ويعقد مجلس حكماء المسلمين اجتماعه هذه المرة بالعاصمة البحرينية المنامة بمسجد قصر الصخير بعنوان «الحوار بين الأديان وتحدِّيات القرن الواحد والعشرين»، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عقب ختام فعاليات ملتقى البحرين للحوار بعنوان: الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني، الذي عقد على مدار يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، بحضور الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، ومشاركة رموز الأديان والمفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم.