صاحب اللحية البيضاء.. من هو بيير لاكو الفرنسي الذي حافظ على آثار توت عنخ آمون؟
شغل بيير لاكو منصب مدير عام مصلحة الآثار المصرية في نوفمبر عام 1922، في وقت اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وظل يناضل طوال 13 عاما من أجل المحافظة على مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون المكتشفة من اللصوص وتجار الآثار والمتطفلين، ونقلها من وادي الملوك بالأقصر إلي القاهرة وتسجيلها وتصويرها قطعة قطعة.
يقول عبد الجواد عبد الفتاح الحجاجي مدير الآثار الإسلامية والقبطية في كتابة الأقصر من 100 عام، أن إصرار بيير لاكو على المحافظة على مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون، أزعج كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، كما أزعج شريكة اللورد كارنفون ممول المقبرة، وحاولوا الضغط على مدير عام مصلحة الآثار بكل وسائل التهديد والوعيد فهما يطالبان بجزء من الكنز ولا تريد مصلحة الآثار إلا حق النشر والإعلان فقط.
وواجه بيير لاكو العديد من الاتهامات بعدم الكفاءة وبالرغبة في الاستئثار بالمغانم من كارتر وشريكة كارنفون، ولكن مدير عام مصلحة الآثار أعلن الحرب الثقافية على الإنجليز بتحديه لكارتر وكارنافون في الحفاظ على الآثار المصرية من الضياع، فقد كانت نظرته أنة يجب الإحتفاظ بآثار مصر داخل مصر.
وقف مدير عام مصلحة الآثار بجانب المصريين للمحافظة على آثار مقبرة توت عنخ آمون المكتشفة من طمع كارتر وكارنفون، كما دخل في معارك ثقافية أخرى مع الألمان في محاولة لاسترداد رأس نفرتيتي التي سرقت في نفس عام اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وأصدر بعدها مدير مصلحة الآثار قرارا بمنع الحفريات التي يجريها علماء المصريات الألمان بمصر.
وعشق مدير عام مصلحة الآثار، الآثار المصرية إلي حد الولع وأجاد اللغة المصرية القديمة وأصدر كتابا عنها عام 1894 قبل أن يعمل بالآثار في الأقصر في فترة امتدت 20عاما، من 1916 حتى 1936، واستقبله النحاس باشا في الأقصر عام 1935، ثم عاد إلى فرنسا بعدها بعام ليشغل منصب كرسي شامبليون في كلية فرنسا بباريس ويوالي نشر أبحاثة ودراساته عن آثار مصر حتى عام 1958، وتوفي عام 1962 عن عمر ناهز الـ 90 عاما.
