غائب عن الأذهان 6 | الحضري آخر المنضمين.. حراس المرمى أصحاب القفازات الذهبية في تاريخ كأس العالم
من يعطي نفسه فرصة للتفكير قليلا سيجد أن كأس العالم عبارة عن صندوق، يحمل بداخله الكثير من الكنوز والمفاجآت والمقتنيات الثمينة، والأغراض المهمة.
ولكن نظرا لقدم هذا الصندوق المليء بالكنوز والمقتنيات وفتحه كل أربع سنوات، بدأ يظهر عليه الغبار الذي ننظف جزءا منه عند فتحه، ونضع كنوزًا أخرى تظل هي في الأعلى والتي سبقتها تهبط إلى الأسفل.
عودة حارس غائب عن الأذهان
وفي سلسلة غائب عن الأذهان، سنعيد التنقيب عن المقتنيات الموجودة أسفل هذا الصندوق، أو بمعنى أصح في ماضي كأس العالم، ونزيح عنها الغبار لنتذكرها معا، قبل وقت قصير من الفرصة المقبلة لفتح هذا الصندوق من جديد في مونديال 2022 بقطر.
وسادس الكنوز التي سنزيح عنها الغبار ونتحدث عنها وهي الأخيرة، ستكون عن رقم 1 في أي فريق كرة قدم وأهم فرد في الـ11 المتواجدين على المستطيل الأخضر، وهو حارس المرمى والذي دائما ما يكون لحراس المرمى المميزين حكايات وأرقام قياسية عديدة في كأس العالم، ولكننا سنتحدث عن 5 حراس فقط من أصحاب التاريخ المميز في هذه البطولة، وهم كالآتي:
-باليستريو صاحب أول مونديال في التاريخ
لن يكون الأوروجواياني باليستريو، اسم حارس مرمى معروف بالنسبة لأي متابع من متابعي كرة القدم سوى القليلين، ولكنه يمكن أن نقول أنه الحظ قد ابتسم له دون أن يضع ذلك في حسبانه، ففي كأس العالم 1930 المقامة في أوروجواي، كان يتولى مهمة تدريب منتخب أوروجواي ألبيرتو سوبيتشي الذي كان يتسم بالانضباط الشديد لذلك فرض معسكر مغلق على لاعبي المنتخب، ولكن قبل أيام من انطلاق البطولة اتخذ قرار صارم باستبعاد أندريس مازالي الحارس الأول للمنتخب في واقعة تعجب لها الجميع.
وجاء استبعاد مازالي من قائمة المنتخب المشاركة في مونديال 30 بسبب خرقه لقواعد الحظر المفروضة على المنتخب وخروجه من فندق الإقامة، ليجد باليستريو نفسه الحارس الأول لمنتخب بلاده في أول كأس عالم في التاريخ بعدما كان احتياطيا وليس لديه أمل كبير في المشاركة في البطولة، ولكن جاءته الفرصة في لحظة، وبالفعل قدم مستوى مميز جدا فلم يدخل مرماه سوى 3 أهداف طوال البطولة، وفاز باللقب كأول حارس مرمى في التاريخ يفوز بالمونديال، ولكن من بعد ذلك لم نعرف عنه أي أمر آخر.
-جيلمار حارس القرن في البرازيل
هو أسطورة حراسة المرمى في البرازيل، على الرغم من أنه اسمه قد لا يكون معروف للجميع، ولكنه صاحب تاريخ حافل مع منتخب بلاده، فقد شارك في 4 نسخ لكأس العالم وهم 1954، و1958، و1962، و1966، وبدأ يلعب أساسيا منذ مونديال 58، وقدم مستوى مميز جدا في كل البطولات التي خاضها مع المنتخب، بل وحصد لقبين مونديال 58 و62 ليكون الحارس الوحيد في التاريخ الذي يحصد اللقب مرتين على التوالي حتى يومنا هذا.
كما يعتبر جيلمار أكثر الحراس مشاركة في كأس العالم على مر التاريخ، وقد تمكن من الحفاظ على نظافة شباكه في 7 مباريات من أصل 14 مباراة خاضها في مختلف النسخ من كأس العالم، واختير جيلمار كحارس القرن في البرازيل وأحد أفضل حراس المرمى في العالم حسب الاتحاد الدولي للإحصاء، وقضى معظم مسيرته الكروية رفقة نادي سانتوس الذي حصد معه 9 بطولات مختلفة، ليعتزل كرة القدم بشكل نهائي في 1970، وتوفى عام 2013 آثر سكتة دماغية عن عمر يناهز 83 عاما.
-بارتيز صاحب الفضل في أول مونديال لفرنسا
يعتبر حارس المرمى الفرنسي فابيان بارتيز، هو صاحب الفضل في حصد منتخب بلاده أول لقب كأس عالم في تاريخه وذلك في نسخة 1998، فقد هذه النسخة من البطولة كحارس أساسي في كل المباريات ولم يدخل شباكه سوى هدفين فقط من 7 لقاءات، بل وفاز أيضا ببطولة أمم أوروبا 2000 مع الديوك، وشارك في كأس العالم 2002 ولكن منتخبه ودع البطولة من الدور الأول، وفاز بلقب كأس القارات عام 2003، وخاض أمم أوروبا 2004 وأيضا ودعها ولكن من ربع النهائي.
وبسبب مستواه المميز وتاريخه الحافل، شارك بارتيز في مونديال 2006 بقرار من مدرب المنتخب دومينيك وسط انتقادات وتعجب شديد من القرار بسبب كبر سنه، ولكنه قدم أداء مميز جدا وقدم تصديات مميزة أمام كل من البرازيل والبرتغال لينقذ مرماه من كرات خطيرة ولكن لم يحصد اللقب، ويملك أيضا تاريخ حافل مع الأندية التي لعب لها مثل مارسيال الذي حصد معه دوري الأبطال مرة والدوري الفرنسي مرة، ومانشستر يونايتد الذي فاز معه بالدوري الإنجليزي مرتين، وموناكو أيضا فاز معه بالدوري الفرنسي مرتين، وغيرها من البطولات والإنجازات حتى أعلن اعتزاله في 2007، وعمل في عدة مناصب تدريبية أخرها العمل حاليا في الجهاز الفني لمنتخب فرنسا كمنسق لحراس المرمى.
-ياشين أسطورة العالم في حراسة المرمى
لا يملك أي نسخة من كأس العالم، ولكن يعتبر ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفيتي، واحد من أساطير المونديال وأصحاب التاريخ المميز فيه وذلك بسبب تصدياته المميزة التي أبهرت الجميع، فقد بدأ مع منتخب بلاده في 1954 وحصد لهم الميدالية الذهبية في أولمبياد 56، ثم شارك في مونديال 58 وتألق بشكل لافت ولكنه لم يحالفه الحظ في حصد البطولة، وحصد أيضا بطولة أمم أوروبا 1960، وكل هذه البطولة كان صاحب الفضل الأول فيها.
أما على المستوى الفردي فقد حقق ياشين العديد من الإنجازات ولكن الأبرز في تاريخ كرة القدم وليس تاريخه فقط، هو فوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في أوروبا وهي سابقه لم تحدث في التاريخ بسبب اقتصار الجائزة على المهاجمين فلم يفز بها أي حارس مرمى من قبله ولا بعده، بخلاف تصنيفه كأفضل حارس مر على التاريخ من جانب الاتحاد الدولي للإحصاء، واختيار الفيفا له في أفضل تشكيل في كأس العالم حتى عام 2002.
-جيجي بوفون
بالطبع بوفون هو اسم لن يغيب عن أذهان أي أحد من متابعي كرة القدم، ولكن لا يمكن أن نتحدث عن مجموعة من أفضل حراس المرمى في التاريخ ولا نذكر اسمه، بدأ جيجي المشاركة مع منتخب إيطاليا في كأس العالم 2002 ورغم تقديمه أداء مميز جدا ولكن لم يحالف الحظ في حصد اللقب وودع البطولة من دور الـ16، وشارك أيضا في كأس الأمم الأوروبية 2004 وقدم أداء مميز جدا ولكن ودع البطولة من الدور الأول بسبب التساوي في النقاط، ولكن بسبب مستواه المميز جاءت لحظة حصده لقب كأس العالم الأولى في تاريخه أخيرا.
شارك بوفون كأساسي في مونديال 2006 مع منتخب إيطاليا وقدم مستوى مميز جدا حقق به رقما قياسيا بإستقباله هدفين فقط في المباريات الـ7 التي خاضها في البطولة وخرج في 5 مباريات بشباك نظيفة، وكلل مجهوده هذا بحصد اللقب مع بلاده لأول وأخر مرة في تاريخه، وظل يشارك بعد ذلك مع المنتخب في نسخة 2010 و2014، وظل يكثر الأرقام القياسية كأكثر لاعب مشاركة مع إيطاليا في كل البطولات الدولية مثل كأس العالم وكأس القارات وأمم أوروبا ويورو وغيرها من الأرقام التي تحتاج إلى تاريخ منفصل للحديث عنها، أما على مستوى الأندية فقد لعب لصالح يوفنتوس وباريس سان جيرمان وبارما، وحصد 27 بطولة معهم، ولازال حاليا متواجد ضمن صفوف بارما.
الحضري ودخول تاريخ المونديال
بما إننا تحدثنا عن أبرز الحراس في تاريخ كأس العالم، فيجب أن نتحدث عن حارس مثل عصام الحضري صارع كثيرا طوال تاريخه ونحت اسمه في تاريخ مصر وقارة إفريقيا بالكامل، ليصبح أسطورة حراسة المرمى في القارة، ولكنه ظل يبحث عن تدوين اسمه في تاريخ كأس العالم أكثر من مرة ولم يحالفه الحظ، لتبتسم له الساحرة المستديرة أخيرا وفي نفس العام الذي يعلن فيه اعتزاله يشاء القدر أن يشارك مع منتخب مصر في مباراة السعودية بكأس العالم 2018 المقامة في روسيا والتي شارك فيها الفراعنة بعد غياب دام لسنوات طويلة جدا عن البطولة، وكأن القدر يريد أن يضع الحضري اسمه في تاريخ الحدث الأكبر في العالم.
وبمشاركة الحضري صاحب الـ45 عاما في ذلك الوقت، في مونديال روسيا، حطم ثلاثة أرقام قياسية فقد أصبح أكبر لاعب مشاركة متخطيا الحارس الكولومبى موندراجون 43 عاما و3 أيام، وأكبر قائد في تاريخ البطولة متخطيا الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون 40 عاما و292 يوما، وأكبر لاعب يشارك لأول مرة في المونديال متخطيا الإنجليزي ديفيد جيمس 39 عاما و321 يوما، بل وتمكن الحضري من التصدي لركة جزاء في مباراة السعودية، ولكن ودع المنتخب المصري البطولة من دور المجموعات، وأعلن الأسطورة المصرية اعتزاله دوليا بعد ذلك في 6 أغسطس 2018.
- كأس العالم
- غائب عن الأذهان
- سلسلة غائب عن الأذهان
- حارس المرمى
- باليستريو
- مونديال
- منتخب أوروجواي
- مونديال 30
- جيلمار
- البرازيل
- حارس القرن في البرازيل
- بارتيز
- مونديال 2006
- ياشين
- أسطورة العالم في حراسة المرمى
- الاتحاد السوفيتي
- الاتحاد الدولي للإحصاء
- الفيفا
- الكرة الذهبية
- بوفون
- منتخب إيطاليا
- كأس الأمم الأوروبية 2004
- كأس العالم 2002
- الحضري
- تاريخ المونديال
- جيجي بوفون
- عصام الحضري
- كأس العالم 2018
- روسيا
- مصر
- أفريقيا
- منتخب مصر
- السعودية
- موندراجون
- بيتر شيلتون
- ديفيد جيمس