الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الثورات والتظاهرات ليست بضاعتنا (2‐-2)

السبت 05/نوفمبر/2022 - 06:35 م

الثورة والتظاهرات إثمهما كبير ونتائجهما على المجتمع شر مستطير، وخاصة الثورات والتظاهرات التي يدعو إليهما الغوغائية وأصحاب الأجندات الخارجية والمصالح الذاتية، الذين جعلوا من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بدول العالم أجمع سببا رئيسيا لثوراتهم المشبوهة، فلا هي لها ركيزة من دوافع وطنية أو أدلة شرعية، ويطيب لي في هذا المقال أن أستدل على ما ذهبت إليه من أن الثورات والتظاهرات ما هي إلا دعوات تخريبية من أجل تحقيق مكاسب ذاتية، بما قاله الشيخ بن عثيمين رحمه الله في هذا الصدد ما نصه: «التظاهرات شر، لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء، إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان، لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن، وهذا ليس من طريقة السلف» وأضاف رحمه الله في موضع آخر عندما سُئل هل تعتبر التظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟
فأجاب: التظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم، ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرًا ممنوعًا، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها، ويحصل فيه أيضًا اختلاط الرجال بالنساء، والمفاسد والمنكرات. انتهى كلامه.

وقد يزعم الداعون إلى هذه الثورات وتلك التظاهرات أنها سلمية! فربما تكون بالفعل في بدايتها سلمية ثم ما تلبث أن تكون تخريبية، وهذا ما هو مجرب ومعهود على مثل هذه التظاهرات، وأنصح الشباب وأنا كنت أحد المنتمين إلى إحدى الجماعات الإسلامية وعايشت مثل هذه الدعوات وكان بالفعل يعتريني الحماس إلى المشاركة في مثل هذه الأفعال، ولكن من التجربة والواقع علمت علم اليقين أن هذه الثورات وتلك التظاهرات  ليست بضاعتنا كعرب ومسلمين، وإنما هي بضاعة مستوردة جلبها إلينا أتباع وعملاء أعداء الأمة من أجل إحداث الفرقة ونشر الفوضى في المجتمع المصري تحت زعم إقامة الديمقراطية، لماذا لا نسأل أنفسنا لا نرى ثورات في أمريكا وبريطانيا لتغيير الأنظمة كما يدًعون! ولا بد أن نعترف أن لكل مجتمع تقاليده وخصوصياته التي على الغرب أن يحترمها وأن يلتزم بعدم التدخل في شئوننا الداخلية من أجلها، كما لا نتدخل نحن في شئونهم الداخلية، وإذا كان هؤلاء الداعون للثورة على حد زعمهم جعلوا من إقامة مؤتمر المناخ مناسبة لهم للدعوة للثورة، هنا أذكر تصريح وزير خارجية مصر سامح شكري عندما قال: على المشاركين في مؤتمر المناخ أن يضعوا اختلافاتهم السياسية والاقتصادية خارج حدود المؤتمر، وهذا التصريح من قمة الدبلوماسية في مصر رسالة واضحة لمن يساندون المنادين للثورة، بأن مصر قادرة تماما على الحفاظ على مقدراتها الاقتصادية وأمنها القومي وإرادتها المستقلة، ضد من يريدون العبث بأمن الوطن والمواطن من أجل مكاسب سياسية خاصة.  

وأختتم فكرتي تلك التي جاءت في مقالين أن الثورات والتظاهرات ليستا وسيلة شرعية ولا منهجا وطنيا لإصلاح الحكم أو لإصلاح المجتمع، وهنا يخطئ أدعياء الوطنية والإصلاح في تغيير المجتمع، لأن تغيير المجتمع أو الأنظمة لا يكون بالهتافات والصيحات والتظاهرات، ونصيحتي للشباب هي الابتعاد عن المشاركة في التظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالًا ولا نفسًا ولا عرضًا، ولا تمُتّ إلى الإسلام بصلة ولا للوطنية بحال.

حفظ الله مصر شعبا ووطنا وحكومة من كل مكروه وسوء وفوضى وتشرذم.

تابع مواقعنا