المرصد: جولات شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان حرّرت صورة الأديان من المفاهيم الخاطئة
قالت الدكتورة رهام سلامة المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تعقيبًا على مشاركتها ضمن وفد الأزهر بملتقى البحرين للحوار، إن التسع جولات من الحوار التي حرص خلالها اثنين من أعلى السلطات الدينية في العالم على العمل معًا من أجل ترسيخ قيم إنسانية بات العالم في أمس الحاجة إليها كالتعايش السلمي والتسامح والحوار البناء، تمكن خلالها القامتين الدينيتين عبر هذا الالتزام العميق والعمل الدؤوب على تحرير صورة الأديان من المفاهيم الخاطئة التي ألصقت بها جراء سوء الفهم والممارسات السيئة والتدين الزائف من قبل بعض المنتسبين إليها، والتي أدت إلى إثارة النزاعات ونشر الكراهية والتحريض على العنف.
مرصد الأزهر يعلق على المحادثات بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان
وأضافت سلامة أن تلك الجولات التي جمعت بين قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب، كان نتاجها تعزيز التفاهم والحوار بين أهم مؤسستين دينيتين - إسلامية ومسيحية - في العالم أجمع. لافتًا إلى أنه منذ انطلاقها عام 2016 بزيارة تاريخية للإمام الأكبر إلى قلب الكنيسة الكاثوليكية – الفاتيكان – والطريق مهد لعقد مؤتمر سلام عالمي والذي شهد إطلاق العديد من المبادرات المشتركة من أجل ترسيخ روح الحوار والتسامح والتعايش وغيرها من قيم إنسانية تمثل درعًا قويًّا أمام التطرف والإرهاب بما يدعم ويحقق السلام العالمي.
وأكدت المدير التنفيذي للمرصد أن تلك الجهود تكللت بمشاركة البابا فرنسيس في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الذي عقد في القاهرة عام 2017، ليكون امتدادًا للجهود الذي انطلقت في 2016 ورسالة قوية تفيد بأهمية دور المؤسسات الدينية في مواجهة الأزمات أيًّا كان نوعها فالفقر والأمية وتداعيات الحروب كلها تحتم تضافر جهود جميع المؤسسات على مستوى العالم لوضع حد لها والتغلب على تبعاتها.
كما أشارت الدكتورة رهام سلامة إلى أهمية تلك الجهود عامًا بعد آخر حيث تمخض عنها فكرة "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي تبادرت إلى ذهن كل من الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان على هامش زيارة فضيلته لإيطاليا في أكتوبر 2018 للحصول على جائزة مرموقة من جامعة بولونيا الإيطالية. لتتحول تلك الفكرة إلى واقع يعاش ويُنفذ عندما شهدت العاصمة الإماراتية –أبو ظبي- توقيع الزعيمين الدينيين على الوثيقة في الرابع من فبراير 2019ـ باعتبارها دعوة خالصة لجميع الأشخاص ممن يؤمنون بالله وبالأخوة الإنسانية للعمل معًا لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل.
واستكملت قائلة أن تجدد دعوة القامتين الدينيتين للعمل المشترك لتعزيز السلام والأخوة والتعايش ونبذ الفرقة والصراع والحروب خلال الاجتماع السادس من حوار الشرق والغرب في البحرين، والذي جاء بعد جولات على مدار السنوات الماضية أثمرت عن نتائج إيجابية على الصعيد الإنساني عالميًّا، خير شاهد على صدق تلك الجهود ومتابعتهما لكل ما يثار من أحداث عالميًّا تتطلب تحرك سريع ومؤثر للتعامل معها بحكمة.