بمناسبة انعقاد مؤتمر المناخ COP 27.. خبير أثري يكشف اهتمام المصريين القدماء بالمحافظة على البيئة
كشف الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والباحث في علم المصريات، اهتمام المصريين القدماء بالمحافظة على البيئة، وذلك في إطار استضافة مصر لـ مؤتمر المناخ COP 27، بدءًا من اليوم الأحد الموافق 6 نوفمبر وحتى 18 نوفمبر.
وقال الخبير الأثري والباحث في علم المصريات في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن المصريين القدماء لم يتركوا مصطلحًا يشير إلى البيئة التي نعرفها الآن، ولكن مع ذلك فقد عرفوا التعامل مع بيئة نظيفة وصحية، بل ومارسوا ذلك في حياتهم اليومية، فقد خلفوا لنا وثائق تؤكد بوضوح أنهم أدركوا معني المحافظة على البيئة، وأهميتها بالنسبة لهم، بل وعرفوا كيف يتعاملون ويحافظون عليها نظيفة وصحية أيضًا.
المصري القديم إستطاع تحويل المخلفات إلى مصدر للطاقة والتدفئة
وأضاف الخبير الأثري والباحث في علم المصريات، أن المصريين القدماء اهتموا بأسس حماية بيئتهم بكافة العناصر من الماء والهواء والتربة، بالإضافة إلى حماية طعامهم وشرابهم وثرواتهم الطبيعية، حيث نجد الكثير من الأساطير تتحدث عن أهمية نهر النيل من التلوث وقدسيته، وكان من عقائد المصريين القدماء أنه من يقوم بتلويث نهر النيل يحرم من دخول الجنة وفق عقيدتهم، وذلك بمثابة الأسس التي وضعها المصري القديم في المحافظة علي بيئته، بل استطاع أيضًا تحويل المخلفات مصدرا للطاقة والتدفئة.
وعرف المصري القديم؛ مفهوم البيئة وماذا تعني الموارد الطبيعية بكل عناصرها من مياه وشمس وتربة وبحر، وكان مفهوم التنوع البيولوجي يحمل كثيرًا من التفاصيل عن العديد من الطيور والحيوانات وغيرها، التي وصل احترامها وتقديرها، لتصبح العديد منها آلهة.
الحضارة المصرية القديمة أول الحضارات التي حققت مفهوم الإستدامة
وتابع عامر: الحضارة المصرية القديمة تعتبر أول الحضارات التي حققت مفهوم الاستدامة، من حيث إدراكها للموارد الطبيعية بكافة عناصرها من مياه وتربة وشمس وتنوع بيولوجي من نباتات وحيوانات وطيور، ونجد في الفصل رقم 125 من كتاب الموتي، الذي يشير إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحفاظ على البيئة، كأحد وسائل التقرب إلى الإله وليس فقط لتسهيل الحياة على الأرض، وبعد الوفاة يُعرض المتوفي على محكمة الآلهة، لتحدد مصيره الجنة أو النار.
ونوه الخبير الأثري، بأنه عقب ذلك؛ يعلن المصري القديم براءته من الذنوب، قائلا: احترم الكائنات الأخرى وحقوقها، فيقول: لم أقتل.. لم آمُر بالفحش.. لم أحرم الماشية من عشبها.. لم أقتنص طيورا من براري الآلهة، ولا سمكا من بحيرتها، ولم أمنع ماه الفيضان في موسمة.
مؤتمر المناخ COP 27 يساهم في تنشيط السياحة
يذكر أن مؤتمر المناخ COP 27؛ يُساهم في تنشيط السياحة بشكل عام في مصر، وبشكل خاص في مدينة شرم الشيخ خلال أيام المؤتمر وبعدها، حيث تم حجز أكثر من 18 ألف غرفة فندقية بمدينة شرم الشيخ، وذلك وفقًا لتصريحات الدكتورة غادة شلبي نائبة وزير السياحة والآثار.