62 يومًا شلل وغيبوبة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة طالبة آداب الزقازيق
شيع المئات من أهالي كفر الزقازيق البحري في مدينة الزقازيق وسط محافظة الشرقية، قبل ساعات، جنازة دنيا أحمد السيد عبدالوهاب، الطالبة في الفرقة الثانية بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة الزقازيق، التي فارقت الحياة جراء تدهور حالتها الصحية لأكثر من شهرين؛ بعدما أجرت عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، وبعدها شعرت بتشنجات وآلام نُقلت على إثرها من جديد إلى المستشفى، وتبدل الحال حتى وصل بها إلى فقدان القدرة على تحريك أطرافها، قبل وضعها على جهاز تنفس اصطناعي انتهاءً بوفاتها وتشييع جنازتها وسط حالة كبيرة من الحزن عمت أنحاء محافظة الشرقية.
رحلة الألم والتعب في حياة دنيا طالبة آداب الزقازيق
نحو الخامسة من مساء الأحد الأول في نوفمبر الجاري كانت اللحظات الأخيرة لها قد حانت، وحين دنى أجلها ارتجف قلب والدها الذي ظل لأكثر من شهرين متتابعين يتنفس بالدعاء لها عسى أن يمن الله عليها بالشفاء، ويُبدل حالها الذي ساء كثيرًا منذ أن أجرت عملية استئصال الزائدة الدودية في مستشفى الزقازيق الجامعي عشية يوم التاسع والعشرين من شهر أغسطس الماضي، لكن قدرها حان وصعدت روحها إلى بارئها بعد معاناة عاشتها الفتاة بنت التسعة عشر عامًا طيلة اثنين وستين يومًا.
النهاية بدأت قبل أيام وربما أسابيع؛ إذ قال والد دنيا لـ القاهرة 24، إن ابنته منذ أجرت عملية استئصال الزائدة الدودية داخل مستشفى الزقازيق الجامعي، منذ مرور ساعات من العملية ومغادرتها المستشفى إلى المنزل، تبدل حالها ودخلت في نوبة مفاجئة من التشنجات تطورت إلى الحد الذي جعل من نقلها إلى المستشفى أمرًا إجباريًا، وهناك أخبره الأطباء بأن حالة ابنته صعبة، وتم وضعها في العناية المركزة، قبل تحويلها من جديد إلى المستشفى الذي شهد إجراء الجراحة لها.
قضت الفتاة نحو شهرين في المستشفى، تدهورت خلالها حالتها الصحية، إذ بدأت نوبة التشنجات تزيد حتى فقد الفتاة قدرتها على تحريك أطرافها الأربعة، وباتت أكثر أوقاتها تمر وهي في حالة تُشبه الغيبوبة، حتى حرر والدها بلاغًا رسميًا بشأن تدهور حالة ابنته، في محضر حمل رقم 6734 إداي قسم شرطة ثانٍ الزقازيق لسنة 2022، وشكوى عبر بوابة شكاوى مجلس الوزراء حملت رقم 5691829، واستغاث عبر القاهرة 24 بكل من هو مسؤول، عسى أن يتبدل مصير ابنته وتعود للوقوف على قدميها، لكن أيامًا قليلة فصلت ما بين الاستغاثة وما بين خروج الفتاة محمولة إلى مأواها الأخير في كفنها، وسط دموع ومشاهد موجعة، ويحمل كل من كان مسؤولًا عن الفتاة، المسؤولية فيما آلت إليه حالتها.
رحلت الفتاة عن دنيانا لكن لا تزل الواقعة قيد التحقيق، وما بين هذا وذاك لا يزل الكثيرون ممن يعرفون الفتاة وأيضًا من لا يعرفونها لكنهم يتعاطفون مع مأساتها، يدعون لها بالرحمات.
