مصر تقود العالم عبر بوابة قمة المناخ cop27
تحتضن مصر حدثا هو الأبرز في العالم منذ أن احتبست أنفاس البشرية بسبب جائحة كورونا، لا بل هو الحدث الأبرز منذ العشرية الماضية التي شهد فيها العالم متغيرات متعددة، ليس أقلها ما مرت به منطقتنا العربية، ليس آخرها الحرب الروسية الأوكرانية.
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، قيادة مصر قبل أكثر من ثماني سنوات، أولى اهتماما كبيرا بقضايا المناخ وقضايا حماية الأرض من مخاطر استخدامات الإنسان لمواد خطرة أثرت على حياتنا جميعا.
ومصر بدروها وثقلها الإقليمي نجحت في تنظيم حدث عالمي خاص بالأمم المتحدة، وهو مؤتمر المناخ، الذي تستضيفه في المدينة الخضراء مدينة شرم الشيخ، وسط حضور عدد كبير من القادة والزعماء من جميع أنحاء العالم.
ومما لا شك فيه أن التغيرات المناخية خطر يداهم جميع دول العالم، ويهدد حياة الإنسان من شتى بقاع الأرض، خاصة الدول النامية التي تشهد صعوبات من الناحية الاقتصادية والتي تحتاج لدعم من قبل الدول الأكثر ثراء خاصة أن التأثيرات السلبية لتغير المناخ ستعود على جميع الدول دون استثناء.
فنجد منظمة الصحة العالمية تعلن عن وفاة 15 ألف شخص على الأقل بسبب الطقس الحار في أوروبا عام 2022، وهذا العدد ناتج عن حدوث تغييرات كبيرة في المناخ بعدد من الدول الأوروبية.
ومن هذا المنطلق تنبعث أهمية مؤتمر المناخ المنعقد في مصر والذي يحث على ضرورة خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45 % بحلول عام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 طموحًا ويقضي بحصر الاحترار بـ1،5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية.
- نجاح مصر في استضافة قمة المناخ
وظهرت مصر منذ افتتاح القمة بصورة مشرفة أمام العالم أجمع بدءا من استقبالهم في مطار مدينة شرم الشيخ حتى تسكينهم بأماكانهم الخاصة في الفنادق، وظهرت المدينة متزينة كعروسة أمام القادة والمشاركين في هذه القمة.
وتعمل مصر بجميع مؤسساتها وشبابها الواعد على استثمار هذا الحدث العالمي من أجل تقديم حزمة من المشروعات الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية وتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل تلك المشروعات ذات الصلة بالتصدي لتغير المناخ في مصر ومختلف الدول النامية، التى تعانى كثيرًا من التداعيات السلبية والخطيرة لظاهرة تغير المناخ.
وكذلك الترويج السياحي لمصر وللصناعة والمنتجات المصرية والحرف والصناعة التقليدية وجذب الاستثمارات من خلال شراكات دولية وإقليمية، ودعم وتعزيز العمق والبعد الإفريقي لمصر، والعمل على تحويل تحديات تغير المناخ إلى فرص لتحقيق تنمية منخفضة الانبعاثات وزيادة المرونة والتكيف في إطار استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050 من خلال خطط وطنية تنفيذية شاملة.
إن أبرز التحديات التي طرحتها قمة المناخ هو "إقرار الدول خطة عمل تنفيذية والتحول من السياسات إلى الأفعال" لمواجهة التداعيات الكارثية للمناخ التي تجلت العام الحالي من خلال فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فسادًا في المحاصيل، إضافة إلى إيجاد توافق في شأن "الخسائر والأضرار" والعمل على الوصول إلى قرار حاسم "في موعد لا يتجاوز 2024"، حسب ما أعلن رئيس الدورة الحالية وزير الخارجية المصري سامح شكري.
ويبقى هناك تحد آخر يكمن في إيجاد اتفاق فعّال على المضي قدمًا نحو الهدف المتفق عليه دوليًا في اتفاق باريس للمناخ 2015 بحصر ارتفاع درجات الحرارة بـ 1.5 درجة مئوية.
لقد حققت مصر عبر قمة شرم الشيخ cop27 نجاحات متعددة أهمها إعادة دور مصر في ريادة مبادرات إنسانية على وجه الأرض، وحتى العام المقبل حيث تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة القمة المقبلة، والتي نثق أن دولة الإمارات ستنجح هي الأخرى في إقامتها بما يليق بأهمية الحدث، وأرى أن على جميع الدول العربية دعم مبادرة الرئيس السيسي، في العمل الحثيث للحافظ على كوكب الأرض.