لبئس ما يصنعون..!
في قصة قوم بني النضير وخيانتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتخريبهم بيوتهم بأيديهم عظة وعبرة فما أشبه الليلة بالبارحة.. أمس كاد بنو النضير للرسول وخططوا له ولما رد الله كيدهم ونصره عليهم وهدموا منازلهم بأيديهم لئلا يسكنها المسلمون بعدهم، واليوم تباعدت الأزمان وتعاقبت السنوات ويكرر إخوان الشيطان نفس الفعل بعد أن انكشف مخططهم ونصرنا عليهم، يحاولون ولا يدخرون جهدا في تخريب بلدهم بأيديهم وتنفيذ مخططات دولية ضد الدولة المصرية لنشر الفوضى وحرق البلاد وزعزعة استقرارها ويخربون بلدهم بأيديهم ولكن الله لا يُحب الخائنين.
لبئس ما يصنعون..!
على أعتاب الأمن والاستقرار تتحطم دائما دعوات الشر والخراب، فالمصريون فهموا الدرس ووعوه.. سنوات طوال من الحرب على الإرهاب تبعتها سنوات أخرى من الكفاح المرير لتغيير حاضر صعب وبناء مستقبل مأمول.
في كل شبر على الأرض وبكل مكان علامة ودلالة تركها التنظيم الإرهابي، شاهدة على وقاحة وبجاحة وخسة، بصمة دامغة دامية توثق النية والهدف، هدم الدولة والنيل من وحدة شعبها مسعى لطالما سعت إليه الجماعة، حشدت العناصر والأتباع، مولت الخطط وأعطت التعليمات، لجان إلكترونية ومنابر إثارية، شائعات وأكاذيب، مزاعم وتشكيك، خطة متكاملة لإسقاط الدولة وفت عزيمة المصريين ونشر الإحباط وفقدان الثقة والأمل.
تمتلك الجماعة الإرهابية وقنواتها ومنابرها كتالوجًا للوصم والتشويه والتشميع لطالما كان جاهزا ضد أي معارض لها ومخالف لرأيها أو من يهاجمها.. تبدأ فورًا في الانتقام لصالح تحالفات خاصة وأجهزة دولية، تنفذ نفس النهج، تفند الأخطاء وتوظف المشكلات والأزمات في سياق التأليب والإسقاط،
ديكتاتور وفاسد وفاشل وفاشي، علماني وعميل ولا يصلي وفاسد، تهمٌ جاهزة ضد أي رئيس يعارضونه أو سياسي ليس منهم.
وصولي وشيخ سلطان ومفتي السلطة.. تلفيقات مرتبة لمن ينتقد نهجهم ويطعن قصورهم وقشور دينهم،
إعلامي مضلل وصحفي مُدلس ووزير مختلس.. هكذا يوصمونك ما دمت تعارضهم.. يصنفونك مالم تؤيدهم.. يعادونك ويستحلون دمك وينهشون عرضك ويطعنون دينك وشرفك طالما تعاديهم..
يمارسون الخنوع والخضوع والمذلة لقياديهم ومرشدهم وينكرون على الشعب استقراره واستنكاره لهم.. يقسمون على السمع والطاعة والولاء والبراء.. ويهاجمون كل من يدعم مؤسسات الدولة الوطنية الرسمية ومسؤوليها.
هؤلاء هم وها نحن.. تلك نيتهم وأهدافهم وهذه إرادتنا ومسعانا
إرادة نجحت في تحويل الواقع الغامض إلى مستقبل أفضل، تغيير الصحراء إلى مشروعات استصلاح خضراء، العجز والوهن والركود إلى حراك وعمل ومدن، الفوضى إلى استقرار والخوف إلى أمن وأمان.
"الذين أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف".. قاعدة إلهية تتجسد فيها مفهوم الأمن القومي لأي بلد أو دولة أو أمة.
تعلم المصريون الدرس.. صاروا حائط صد تتحطم عليه محاولات التشكيك والتشويه، خط دفاع ضد الأكاذيب ومحاولات التضليل والتدليس، يصطفون لتخطي للتحديات، أعينهم على الاستقرار، وقلوبهم سواء، فرحين بما آتاهم، سعداء بسفينة الوطن الشامخة الصامدة التي عبرت بهم إلى بر الأمان وسط كل هذه الأمواج والظروف المجاورة المحيطة التي ماجت بها المنطقة.. عصفت ببعضها وحفظ الله أخرى ومنها بلدنا الحبيب.
