في كل سنبلة ألف حبة.. هل يأكل المصريون أرز الصين الفضائي؟
يعد الأرز من أهم أنواع الغذاء عالميًا، وتواجه صناعة هذا الصنف الهام؛ مشاكل وعقبات مختلفة، أهمها استهلاكه لكميات كبيرة من المياه، وتسابقت الأبحاث عالميًا ومحليًا لاستنباط أصناف جديدة من الأرز؛ خالية من مشكلات الأصناف الطبيعية، وهو ما دفع الصين منذ سنوات إلى إرسال تقاوي الأرز والقمح والخضراوات، للقمر لمدة تبلغ 29 يومًا، لإحداث طفرات جينية؛ تغير خصائصها مثل إنتاجها لمحصول أكبر من الطبيعي، وأقل شراهة للمياه.
منازل القمر.. 29 يوما دورة التقاوي في القمر
وأكد مركز البحوث الصيني من خلال موقعه الرسمي، أن التجارب الخاصة بإرسال التقاوي للقمر لتهجينها في فترة تبلغ 29 يوما على سطح القمر، مؤكدا أنها جاءت بأكثر من ثمارها، فقد تم إنتاج أصناف جديدة كليا من الخضار والفاكهة أيضا، كما تم تطوير التقاوي لتزيد إنتاجيتها بنحو عشرة أضعاف لتحتوي سنبلة الأرز الواحدة على ألف حبة.
لم تكتفي الصين بذلك، بل أرسلت منذ أسابيع مسبارا للفضاء ليحضر جزء من التربة إلى الأرض للاستعانة بها في تجارب الزراعة آملة أن يتم استخدام أقل كمية ممكنة من المياه.
تطور في الأبحاث الزراعية
ومن خلال تبادل الثقافات العلمية والتعاون بين العلماء؛ استعان أحد العلماء المصريين، والذي حصل على الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2022 بخبراء صينين، ليستعير زوجا صينيا مُهجنا في تجربته، وهو ما أثار الحيرة حول حقيقة تناول المصريين لأرز مستنبط تمت زراعة تقاويه على سطح القمر أو مدى إمكانية استيراد مصر للأرز الفضائي.
وقال الدكتور حمدي الموافي، رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز الهجين والسوبر التابع لوزارة الزراعة، والحاصل على الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2022، إن الأصناف المستنبطة من الأرز تتميز بعدة خصائص، يعود أهمها إلى تحملها لدرجات الحرارة المختلفة، كما أنها لا تستهلك حجمًا كبيرًا من المياه مقارنة بالأرز العادي.
وأوضح موافي لـ القاهرة 24، أن الأرز بطبعه؛ نباتًا يستهلك كميات كبيرة من المياه، لذلك كان الحل في استنباط أصناف جديدة - حاجتها للمياه أقل وجودتها أيضًا مرتفعة، لافتا إلى أصناف الأرز المستنبطة، والتي تتوفر بها جميع تلك المميزات، بالإضافة إلى أن وقت حصادها قصير جدًا.
وأشار إلى أن سُنبلة الأرز المُستنبط تُنتج 300 حبة، مقارنة بالسنبلة العادية التي تُنتج 100 حبة، موضحًا أن استنباط هذه الأصناف؛ أخذ منه نحو 8 سنوات من التجارب.
ولفت رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز، إلى أن تقاوي الأرز التي استنبطها من التقاوي الخاصة، مُتضمنة أحد الأبوين بها من الصين، والآخر تقاوي أرز مصري.
هل يأكل المصريون أرز الصين الفضائي؟
وبسؤاله عن طبيعة الزوج الصيني الذي استخدمه، وهل هو أحد الأصناف التي تم إنتاجها على سطح القمر في الصين، أوضح موافي، أنه من الوارد جدًا أن يكون أحد الأصناف التي تم إنتاجها في الصين.
وتابع رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز: الصين تحاول منذ سنوات؛ استخدام الفضاء وخاصة سطح القمر، لإحداث طفرات في تقاوي بعض الأصناف الغذائية مثل الخضار والقمح والأرز، موضحًا أن الصين استنبطت مؤخرًا تقاوي أرز في القمر أنتجت لهم 1000 حبة في السنبلة الواحدة.
وأكد أن مثل هذه التجارب وإرسال مسبار للقمر به تقاوي زراعية لا يمكن تنفيذها في مصر بسبب ارتفاع تكلفتها.
ولفت الموافي، إلى أن الأرز السور هو أحد أهم الأصناف المهجنة والهامة والتي تصدره الصين للدول، لافتا إلى أنه يعد أرز عملاق وحجمه نحو 14 جرام مقارنة بالأرز التقليدي والذي يبلغ نحو 3 جرامات.