الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جرعة كيماوي ممزوجة بالألوان.. رحلة ثلاثية لـ فتيات جمعهن السرطان في المعارض الفنية

الفتيات الثلاث
كايرو لايت
الفتيات الثلاث
الأحد 13/نوفمبر/2022 - 03:29 م

لم تعلم منار منذ أن وطأت قدميها؛ أرض المستشفى للعلاج من مرض خبيث، أنها ستواجه مصير قاسي يغلق ستاره بالنهاية السعيدة، فمثلما يُقال من رحِم الألم يُولد الأمل، وهو ما حدث لها بعدما قابلت أشقاء روحها اللاتي؛ خضن حربًا ضارية في مُواجهة مرض السرطان بمستشفى 57357.

3 فتيات هن منار، منة، ورحمة، لم يعلمن أن الفن سجمعهن في مختلف المعارض، مثلما تقاسمن الألم، ويكون الرسم وسيلة لهن لمساعدتهن على تخطي مرحلة العلاج الكيميائي، حيث روين قصتهن لـ القاهرة 24، وحكين كيف بدأن مشوارهن في علاج السرطان، وانتهى بهن في معارض الرسم والألوان التي زُينت بلوحاتهن.

لوحات مرسومة
لوحات مرسومة

رحلة 3 فتيات مع اللوكيميا

البداية مع منار؛ حيث لم تكن كبيرة بالدرجة الكافية حينها، لتفهم الخبر الصادم الذي قاله الأطباء لوالديها، إن ابنتهم الصغيرة تعاني من اللوكيميا أو ما يُعرف بسرطان الدم، وهنا اضطرت الفتاة البالغة من العمر الآن 21 عامًا؛ مواجهة رحلتها المجهولة نتائجها، والتي بدأت مع العلاج الإشعاعي عام 2013، لمدة 4 سنوات كاملة، وهي تلك الفترة التي لم تتكلم فيها منار مع أي شخص، رافضة الاستيعاب.

في الفترة ذاتها، وبالغرفة المجاورة.. كانت منة، البالغة من العمر الآن 19 عاما؛ تمكث مُنتظرة تحليل عينة من رقبتها المُنتفخة بشكل واضح ومؤلم لها، ليكتشف الأطباء من العينة المأخوذة، أن الصغيرة تعاني من ورم بالرقبة، وبعد عام من العلاج وظنًا من الأطباء بانتهاء المرض الخبيث؛ عادت رقبتها في التورم مرة أخرى، آملة أن يكون مجرد التهاب الغدة الذي يُصيب البعض، إلا أن الورم عاد ليسكن رقبتها مُجددًا عام 2018.

لوحات مرسومة
لوحات مرسومة

بينما في طابق آخر، كانت رحمة ذات الـ 10 سنوات تعاني من رحلة علاج سرطان المثانة، حيث وصفتها بأنها فترة مُؤلمة ومُتعبة.. لم يتحملها جسدها النحيل، فالعلاج الكيميائي لم يؤثر على الصحة الجسدية فحسب بل والنفسية أيضًا.. ذلك المرض اللعين الذي أثّر أيضًا على حاسة سمعها.

الفتيات الثلاث؛ قررن أن يتقابلن فيما يُسمى بـ ورشة الفن، وهي التي تتضمن كافة الفنون التي يمكن أن تُساعد مريض السرطان في تخطي أوجاعه النفسية، فمثلما تقاسمن المرض.. تقاسمن أيضًا الموهبة ذاتها وهي الرسم.

لوحات مرسومة
لوحات مرسومة

كانت ورش الرسم بالمستشفى، بمثابة قُبلة الحياة للفتيات اللاتي لم يرغبن في الحديث يومًا عن مرضهن، وتخلل اليأس إلى أجسادهن، الذي كان يأكله المرض بالبطيء، فكنّ يتسامرن ويبحثن عن طُرق لتطوير أدائهن في الرسم، حيث كّن ينبشن ليجدن بضع ساعات أو حتى دقائق لقضائها معًا في الورشة، فضلًا عن تشجيعهن للآخرين الذين لا يزالون في فترة العلاج.

لوحة مرسومة

منذ أن كنّ أطفالًا؛ يأخذن جرعة من الكيماوي وأخرى من فُرش الألوان؛ قررن أن يكبرن معًا.. يدًا واحدة، وعقل واحد، حتى أن النجاح يُوزع عليهن بالتساوي، حيث دخلن كلية الفنون الجميلة باختلاف الفرق الدراسية، لأن منار بالفرقة الرابعة أما رحمة ومنة فهن بالفرقة الثانية، فانتشرت لوحاتهن في مختلف المعارض الفنية التي تبرز أعمالهن، ومحاربتهن لمرض السرطان كذلك.

وما زالت الفتيات الثلاث؛ يترددن على المستشفى من أجل مُتابعة المرض الذي يُصيب ويختفي.. مخادعًا أجسادهن للعودة مرة أخرى، آملين بعد سنوات من اختفائه ألا يعود ثانيًا.

وبعد أن كُنّ ينفرن من مستشفى السرطان وأعوام مُطولة من العلاج الكيميائي؛ انتصرن أخيرًا على المرض ولمع إبداعهن، كما أصبحن يرتبطن بالمستشفى ارتباطًا وثيقًا، مُمتنين للمكان الذي طرد منهن المرض، وزرع موهبتهن التي كانت سببًا في صداقتهن كل تلك السنوات، وكذلك نجاحهن حتى عُلقت لوحاتهن في أكثر من معرض فني.

تابع مواقعنا