غرام وانتقام.. رحلة عبد الله السعيد مع الأهلي من منصات التتويج إلى ساحات المحاكم
ألقى عبد الله السعيد لاعب بيراميدز حجرا في المياه الراكدة لقضيته مع النادي الأهلي، والتي ظلت لفترة ليست بالقصيرة تشغل أذهان عشاق كرة القدم في مصر، وبالأخص جماهير الأهلي والزمالك.
وتخلى عبد الله السعيد عن دبلوماسيته المعهودة التي عُرف بها خلال اللقاءات الإعلامية التي ظهر فيها من قبل، حيث أطلق اللاعب تصريحات نارية نشرتها اليوم صحيفة ذا أثلتيك الإنجليزية، حيث كانت كفيلة بإعادة إشعال نيران قضية ظن كثيرون أنها خمدت منذ مدة إلى غير رجعة.
هجوم غير مسبوق
حملت تصريحات عبد الله السعيد في صحيفة ذا أثليتك هجومًا قويًا على مسئولي النادي الأهلي الذين عاصروا رحيله عن صفوف فريق الكرة، والذين ما يزال أغلبهم مستمر في منصبه داخل جدران القلعة الحمراء حتى الآن.
اللاعب قال إنهم فعلوا كل شيء لتدمير مستقبله، ردًا على توقيعه عقود انتقال إلى صفوف الغريم الأزلي نادي الزمالك، وفق قوله.
وواصل عبد الله السعيد انتقاده إلى مسئولي الأهلي وطريقتهم في التعامل مع اللاعبين، مشيرًا إلى أن مسئولي القلعة الحمراء يرغبون في أن يكونوا متحكمين في خيارات اللاعب وتوجيه قراراته وفقًا لرغباتهم بحسب تصريحاته.
كما ذكر أنه طلب من مسئولي الزمالك التكتم على أنباء توقيعه لناديهم خشية تجميده داخل النادي الأهلي والتأثير على فرصته في التواجد مع المنتخب في مونديال 2018.
تجربة ناجحة ونهاية درامية
استمر عبد الله السعيد في صفوف فريق النادي الأهلي لنحو 7 سنوات حقق اللاعب القادم من النادي الإسماعيلي خلالها إنجازات بالجملة مع الفريق الأحمر، ونجح في أن يفرض نفسه على حسابات الأجهزة الفنية التي تعاقبت على قيادة الفريق الأحمر، لدرجة أن حسام البدري المدير الفني السابق للأهلي وصف السعيد في أحد تصريحاته بأنه لاعب ملوش بديل، وذلك تعبيرًا منه عن مدى القيمة الفنية التي يمثلها اللاعب بالنسبة لفريق النادي الأهلي.
وخلال مشواره مع الأهلي حصد عبد الله السعيد 12 لقبًا متنوعًا في بطولات الدوري وكأس مصر وكأس السوبر المصري ودوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية والسوبر الإفريقي.
وفي أبريل 2018 أصبح عبد الله السعيد محط اهتمام جماهير الكرة المصرية بعدما ظهرت للعلن مفاجأة توقيعه لنادي الزمالك، وهي المفاجأة التي قابلها مسئولو الأهلي بإقناع اللاعب بالتوقيع على عقد جديد وتوثيق ذلك العقد، قبل أن تفاجئ الإدارة الحمراء اللاعب بعرضه للبيع بعدها والإعلان عن عدم قبول استمراره في الفريق الأحمر، وهي الخطوة التي جاءت لإحباط إتمام انتقاله إلى الزمالك.
معركة قضائية
بعد رحيل عبد الله السعيد إلى فريق أهلي جدة وعودته بعد ذلك إلى مصر من بوابة نادي بيراميدز، دخل النادي الأهلي في معركة قانونية طويلة مع اللاعب طالب خلالها بالحصول على تعويض قدره 2 مليون دولار، بداعي مخالفته بندًا في عقد بيعه لفريق أهلي جدة السعودي يمنعه من الانتقال إلى أي ناد في مصر.
خسر الأهلي معركته مع عبد الله السعيد داخل اتحاد الكرة ولاقت شكوى الأهلي المصير ذاته داخل الفيفا والذي أقر بعدم أحقية الأهلي في الحصول على تعويض من اللاعب، لكن ذلك لم يوقف الأهلي عن مواصلة ملاحقته لـ عبد الله السعيد، حيث نجح في الحصول على حكم ضده من مركز التسوية والتحكيم الرياضي، وبناء على هذا الحكم حرك الأهلي قضية أمام إحدى المحاكم المدنية التي قضت بالحجز على أحد حسابات اللاعب البنكية لإلزامه بسداد مبلغ الـ 2 مليون دولار.
وحتى اللحظة ما تزال المحكمة الرياضية الدولية بسويسرا، تنظر قضية الأهلي وعبد الله السعيد.
وبحسب تصريحات سابقة لمحامي اللاعب، يُنتظر أن تصدر المحكمة الرياضية الدولية حكمها في القضية بحدود نهاية العام الجاري.
ووفق اللاعب لم يكن مرور نحو 4 سنوات على انتقاله إلى بيراميدز كافيا لإسدال الستار على أزمته مع النادي الأهلي.
هذا ما علق عليه في حواره مع ذا أثلتيك، بأنه لا يعلم سبب إصرار مسئولي الأهلي على ملاحقته حتى الآن رغم مرور تلك السنوات، وفق قوله.
ولا توحي أي مؤشرات، بنهاية قريبة للمعركة المستمرة بين النادي الأهلي ولاعبه السابق.
