طرائف مونديالية 4 | كرويف يمارس عشقه للتميز.. ويصرّ على ارتداء قميص مخالف لزملائه في هولندا
لم تكتف بطولة كأس العالم بكونها البطولة الأهم في العالم، والتي ينتظرها الجميع كل أربعة أعوام، بأحداثها المثيرة والمتعة الكروية التي تحملها للجماهير، وسطوع نجوم وانهيار نجوم آخرين، بل عوّدت الجماهير على ألّا تخلو من الأحداث الطريفة التي تتحول إلى قصص وروايات تتناقلها الأجيال بمجرد سماع اسم كأس العالم، أو عند اقتراب انطلاق البطولة التي تحمل كثيرًا من الذكريات واللحظات التي لا تنسى لعشاق المستديرة.
وبشكل عام، فإن اللحظة الغريبة أو الطريفة التي قد تثير الضحك لدى البعض، هي مجرد ثوانٍ ارتجالية تتوقف عندها عقارب الساعة، لتشكيل ذكرى محفورة في الأذهان، ويتفاوت الأمر حول طبيعتها أو مدى تأثيرها، ولكن عندما يتعلق الأمر بكأس العالم، فإن اللحظات المونديالية الطريفة هي كتاب مفتوح لا تنتهي أحداثه مرورًا بـ 21 نسخة ماضية منذ انطلاق البطولة في عام 1930.
طرائف مونديالية.. هي سلسلة يقدمها القاهرة 24 لمتابعيه، قبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022، والتي سوف نستعرض خلال حلقاتها أبرز القصص واللحظات الطريفة على مر تاريخ بطولات كأس العالم؛ مما يعيد أذهان الجماهير لذكريات بارزة ومميزة ترّد إلى ذاكرتهم مباشرةً بمجرد سماع المونديال أو عند سماع أو تذكر أسماء الشخصيات المُشكلة لهذه الأحداث واللحظات التاريخية.
الحلقة الرابعة من سلسلة طرائف مونديالية
وعندما يتعلق الأمر بالتميز في عالم كرة القدم، فتذهب أذهان الجماهير فورًا إلى الأسطورة الهولندي يوهان كرويف الذي لا طالما عشق تطبيق قوانينه الخاصة في الساحرة المستديرة، إن كان بأدائه كلاعب أو بعبقريته التي أدهشت الجميع في تكتيكه الكروي بعد أن أصبح مدربًا، وجعل نفسه صاحب النهضة الحديثة في عالم الكرة، حتى أكمل مسيرته الإسباني بيب جوارديولا الذي لا يزال يسير على الأسس ويضيف ابتكاراته الخاصة حتى وقتنا الحالي في الفلسفة الكروية ذاتها المختلفة.
أما على صعيد المونديال، فإن يوهان كرويف كان مُجبرًا أن يكون مختلفًا في قميصه عن باقي زملائه في المنتخب الهولندي خلال نسخة كأس العالم 1974، حيث أصر على ارتداء قميص غير مشابه لقمصان بقية زملائه في منتخب الطواحين؛ بسبب عدم رغبته في الترويج لشركة أديداس التي كانت راعيًا رسميًا لمنتخب هولندا وقتذاك، وصممت قمصان هذه النسخة من المونديال بطريقة الثلاثة خطوط التي تشتهر بها، في ظل توقيع كرويف عقد رعاية مع شركة بوما.
كرويف يهدد بالانسحاب من المشاركة في المونديال.. وحل طريف لأزمته
وباعتباره النجم الأول للمنتخب الهولندي في مونديال 1974، كان الجميع ينتظر مشاركة يوهان كرويف مع منتخب الطواحين في هذه النسخة من كأس العالم، إلا أن أزمة الرعاية مع أديداس وولائه لشركة بوما، جعلته يهدد بعدم المشاركة لرفضه القاطع ارتداء قميص يحمل التصميم الخاص للشركة المنافسة لـ بوما التي يمتلك عقد رعاية معها.
واضطر الاتحاد الهولندي لإيجاد حل طريف أصبح في أذهان كافة جماهير كرة القدم لإشراك كرويف في كأس العالم، وعدم خسارة شركة أديداس الراعي الرسمي -الشهير بالخطوط الثلاثة على قمصانه- الذي أنتج قمصان الطواحين بالفعل لمونديال 1974؛ ليتم تصميم قميص خاص لـ الأسطورة كرويف الذي يعشق التميز، بخطين فقط على كتف القميص، ليصبح هو الوحيد بهذا الشكل، فيما يرتدي بقية زملائه قمصان بثلاثة خطوط حسب الراعي أديداس.
وأبهر هذا الحل الطريف كافة جماهير كرة القدم وقتذاك، كما حُفر ضمن كتب الذكريات المونديالية، إذ أنها تعتبر المرة الوحيدة للتاريخ الذي يرتدي فيها لاعبًا قميصًا مختلفًا -حتى وإن كان الاختلاف طفيف وغير ملحوظ- عن بقية زملائه في نفس الفريق أو المنتخب الوطني.