طرائف مونديالية 5 | عندما خسر زيزو حرب الأعصاب.. وأنهى مسيرته الأسطورية بـ «نطحة»
لم تكتف بطولة كأس العالم بكونها البطولة الأهم في العالم، والتي ينتظرها الجميع كل أربعة أعوام، بأحداثها المثيرة والمتعة الكروية التي تحملها للجماهير، وسطوع نجوم وانهيار نجوم آخرين، بل عوّدت الجماهير على ألّا تخلو من الأحداث الطريفة التي تتحول إلى قصص وروايات تتناقلها الأجيال بمجرد سماع اسم كأس العالم، أو عند اقتراب انطلاق البطولة التي تحمل كثيرًا من الذكريات واللحظات التي لا تنسى لعشاق المستديرة.
وبشكل عام، فإن اللحظة الغريبة أو الطريفة التي قد تثير الضحك لدى البعض، هي مجرد ثوانٍ ارتجالية تتوقف عندها عقارب الساعة، لتشكيل ذكرى محفورة في الأذهان، ويتفاوت الأمر حول طبيعتها أو مدى تأثيرها، ولكن عندما يتعلق الأمر بكأس العالم، فإن اللحظات المونديالية الطريفة هي كتاب مفتوح لا تنتهي أحداثه مرورًا بـ 21 نسخة ماضية منذ انطلاق البطولة في عام 1930.
سلسلة طرائف مونديالية
طرائف مونديالية.. هي سلسلة يقدمها القاهرة 24 لمتابعيه، قبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022، والتي سوف نستعرض خلال حلقاتها أبرز القصص واللحظات الطريفة على مر تاريخ بطولات كأس العالم؛ مما يعيد أذهان الجماهير لذكريات بارزة ومميزة ترّد إلى ذاكرتهم مباشرةً بمجرد سماع المونديال أو عند سماع أو تذكر أسماء الشخصيات المُشكلة لهذه الأحداث واللحظات التاريخية.
الحلقة الخامسة من سلسلة طرائف مونديالية
يتعلق الأمر بمرارة النهايات الحزينة التي تقص السيناريوهات المليئة بسطور السعادة والفخر، وذلك بسبب نقطة تحول يتوقف عندها الزمن؛ ليغير التاريخ من مسار إلى مسار آخر، يجعل الجميع متفاجئًا والبعض في حالة من الذهول؛ بسبب عدم توقع تلك الأحداث التي تكتب السطور الأخيرة في مسيرة لاعب كرة قدم أسطوري، اعتاد على الثناء والمدح واعتلاء منصات التتويج أكثر من رؤية اللحظات التي تكشر فيها كرة القدم عن أنيابها.
زيزو يخسر حرب الأعصاب ويحرم فرنسا من تتويج تاريخي
وتنطبق تلك العبارات على زين الدين زيدان أسطورة منتخب فرنسا، الذي كانت نهاية مسيرته في لحظة ارتجالية بمونديال ألمانيا 2006، في المباراة النهائية، التي كانت محط أنظار العالم كله بين الديوك الفرنسية ومنتخب إيطاليا، خسر فيها زيزو لعبة الأعصاب أمام المدافع ماركو ماتيرازي، بعد مشادة كلامية، أسفرت عن طرد زيدان في نهائي المونديال، وتسببه في حرمان منتخب بلاده من اللقب الثاني المونديالي وقتذاك.
نطحة زيزو علامة فاصلة في تاريخ طرائف المونديال
وفي الدقيقة 110 من المباراة النهائية التي وصلت إلى الأشواط الإضافية، بعد أن سجل زيدان هدف التقدم لمنتخب فرنسا من ركلة جزاء في الدقية 7، ثم ماركو ماتيرازي بطل المشهد في هذه المباراة النتيجة في الدقيقة 19؛ اتجه ماتيرازي لاستفزاز قائد منتخب الديوك لفظيًا، حيث وجه له بعض الألفاظ التي أثارت غضبه، ودفعته لنطحه مباشرةً، حتى عاد الحكم وتشاور مع مساعده؛ ليشهر البطاقة الحمراء رقم 14 لـ زيزو والأخيرة في مسيرته.
ووسط ندم بعد التصرف الانفعالي، يغادر زيدان أرضية ملعب نهائي كأس العالم 2006، تاركًا منتخب بلاده دون القائد ولاعبه الأفضل؛ لتصل المباراة إلى ركلات الترجيح التي فازت خلالها إيطاليا بنتيجة 5-3.
زيدان يعتزل بعد النطحة الشهيرة.. ونهاية لا تليق بمسيرة الأسطورة
وبعد هذه المباراة، اعتزل زين الدين زيدان كرة القدم، بعد مسيرة له أسطورية مليئة بالانتصارات والجوائز والألقاب؛ ليبقي المشهد الأخيرة في أذهان كافة الجماهير، هو تسببه في حرمان فرنسا من بطولة مونديالية كان قريب منها في عام 2006، إلى جانب نطحته إلى ماتيرازي التي جعلت الاتهامات تتجه نحوه بالتشكيك في مدى قياديته أو تحكمه الانفعالي، في مشهد لا يتمنى أي لاعب أن يُنهي به مسيرته حتى وإن لم يكن بقيمة وعظمة زيزو.
وحاول زيدان فيما بعد، الكشف عن بعض الكواليس لنطحته الشهيرة ضد ماتيرازي مدافع إيطاليا؛ ليشير إلى أن تصرفه في ذلك الوقت كان طبيعيًا؛ لأن الأخير سب اخته، وهو ما لم يقبله زيزو خلال المباراة، ودفعه للانفعال بهذا الشكل، والتورط في بطاقة حمراء وخسارة نهائي الكأس الأغلى في التاريخ.