لماذا يكذب أحمد كريمة؟
في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضية، وردتنا معلومات من مصدر موثوق وذي ثقل في الوسط الثقافي والفكري في مصر، تتعلق بالشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، ووجود تحركات من جانبه ويعاونه فيها عدد من الأشخاص الموجودين خارج مصر، لم نتوصل إلى هويتهم الفعلية وهل هم مصريون أم من جنسيات أخرى، تستهدف تلك التحركات ترشيح كريمة لجائزة نوبل للسلام، ولمن لا يعلم هي لا تمنح من الأكاديمية السويدية؛ ولكن من المعهد النرويجي وهو المسئول عن اختيار صاحب الجائزة دون ترشيح.
في اليوم التالي هاتفت الشيخ أحمد كريمة، ونقلت عنه تصريحات نُشرت في موقع القاهرة 24، أكد خلالها كريمة وجود تحركات بالفعل من أجل ترشيحه لجائزة نوبل، من أشخاص بالخارج، كما رفض أن يذكر لي تفاصيل عنهم أو معلومات حول هويتهم، أو بلد وجودهم أو حتى ماهي العلاقة التي تجمعهم به.
سألت الأستاذ الأزهري المثير للجدل في كل زمان ومكان، عن الأسباب التي قد تجعله مرشحًا لتلك الجائزة المرموقة والتي بالتأكيد سنكون سعداء لو حصل عليها أي مصري، وأشار إلى جهود له تتعلق بدعم التقريب المذهبي بين السنة والشيعة والإباضية، وهو اتجاه تبناه الشيخ محمود شلتوت وبذل فيه جهودًا جبارة جدًا.
استمر كريمة في تعديد تلك الأسباب وتحدث عن موادعة أهل الكتاب مثل المسيحيين في مصر، وكذلك جهود في مواجهة الإرهاب منذ عام 1996 ونشره لكتب في نقد الإخوان والشيعة والدواعش والسلفية وكذلك امتلاكه لإحدى المؤسسات الخيرية في منطقة الهرم.
وبينما يتحدث كريمة عن أن أشخاص في الخارج رشحوه للحصول على الجائزة وأنه لا يسعى لها، وهي أمور بالتأكيد لم أصدقها من حديثي معه أدركت تماما أنه لا يسعى لها فحسب، بل أنه على استعداد أن يشتري تلك الجائزة لو كان هذا الأمر متاحًا، كما أرسل لي هو نفسه ما يقرب من 8 ملفات مستندية أقلها 8 صفحات تتحدث جميعها عنه وتتناول أسباب استحقاقه ليحصل على الجائزة.
يقول كريمة أنه لم يسع للجائزة وأن أشخاصا في الخارج هم من رشحوه، لماذا إذن أعد تلك الملفات وأشرف على خروجها على هذا النحو مع العلم أني نشرت بعضها عبر موقع، ومن السهل الاطلاع عليها.
وبمجرد أن نشرنا كافة التفاصيل حول مساعي أحمد كريمة تلك، قاد كريمة اتصالات واسعة مع مؤسسات في مصر وكذلك صحفيين في الملف الديني يدعوهم للترويج لترشيحه للجائزة وكذلك مؤسسات علمية وفكرية مصرية خاطبها كريمة من أجل أن تدعمه في تلك المساعي.
للأسف لا يعلم أحمد كريمة جهلًا منه بالتأكيد أن أحدًا لا يمكنه أن يرشح نفسه لتلك الجائزة بأي حال من الأحوال، وأن ترشيحات تلك الجائزة تظل سرية لمدة 50 عامًا، وبالأخص في فرع نوبل تظل تلك الترشيحات سرية للأبد ولا يتم الكشف عنها إطلاقًا.
لا أفهم ماذا يريد أحمد كريمة من كل ذلك لماذا يخاطر الرجل بسمعته ومكانته على الأقل لدى البعض على هذا النحو، ماذا سيجني من كل ذلك سوى أنه سيفقد احترام الأقلية التي كانت تقدره بكل تأكيد.
لا أحب أحمد كريمة ولا أكرهه وبالنسبة لي لا يقدم أي منتج فكري أو ديني مناسب، بل على العكس تمامًا يعتنق الكثير من الأفكار الرجعية التي أتمنى أن تنتهي، ولا يمثل في نظري رجل الدين المناسب لهذا العصر.