رئيس الطائفة الإنجيلية: مصر بلد غني بالتعدد.. وبناء المستقبل لا يتم إلا بالتماسك المجتمعي
أكد القس الدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، أهمية قضية التسامح وقبول الآخر، بأنها تتجاوز كونها قضية نقاشية بحثية نظرية، إلى كونها احتياجًا لا يمكن التغاضي عنه في حياة الشعوب والمجتمعات، كما أن بناء المستقبل لا يمكن أن يتأسس إلا على بناء قوي من العيش المشترك والسلام والتماسك المجتمعي.
مصر بلد غني بالتعدد
وأضاف، أن مصر بلدٌ غنيٌّ بالتعدُّديّة والتنوُّع؛ وأن هذه التعددية في أي مجتمع إن أُحسن التعامل معها، تخلق حالة من الغنى والثراء، وتكون فرصة عظيمة للنهوض بهذا المجتمع.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الذي تنظمه المكتبة تحت عنوان (التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل)، أمس الثلاثاء، ويستمر حتى 24 نوفمبر الجاري، وذلك تحت رعاية الأزهر الشريف وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين.
وأوضح زكى، أن التسامح من أهم آليات إدارة هذا التنوع، وكذلك العيش المشترك والوعي والحوار وقبول الآخر، كونها تصنع تماسك المجتمع والتعاون بين أفراده، وتضع المصلحة المشتركة كجزء من استراتيجيات التفكير وآليات اتخاذ القرارات الرئيسية لدى الأفراد والمؤسسات، في إطار قانون يحترمه الجميع ويدعم هذه المفاهيم بقوة، ومجتمع ذي نسيج مرن يستطيع مواجهة أي تحديات أو دعاوى للكراهية والعنف.
وأشار رئيس الطائفة الإنجيلية، أن الحوار واحدٌ من أهم هذه الآليات وأكثرها فاعليةً، فالعيشُ المشتركُ واحدٌ من أهمِّ ثمارِ الحوارِ، والذي يركِّز على بناءِ الجسورِ والأرضيَّةِ المشتَرَكةِ، ويتمحوَرُ حولَ قضايا وتحدياتٍ حياتيَّةٍ؛ كالأسرةِ والتعليمِ والتنميةِ الاقتصاديةِ ومواجهةِ التطرُّف والسعيِ نحوَ القِيَمِ الإنسانيَّةِ والدينيَّةِ المشتَرَكةِ.
وواصل كلامه قائلًا: أن الحوارُ معَ الآخرِ المختلفِ يزيلُ الغموضَ عنهُ، ويصحِّحُ أيَّ معلوماتٍ مغلوطةٍ أو سوءِ فَهمٍ وهذا ينطبقُ على كلِّ منْ هو "آخر" سواء جغرافيًّا أو دينيًّا أو اجتماعيًّا أو وفقًا للنوع الاجتماعي.
تابع أن تبنِّي فكرِ العيشِ المشتَرَكِ يعني التواجدَ جنبًا إلى جنبٍ مع الآخرِ في مختَلَف المجالاتِ، بما يضمنُ تعايشَ كافةِ عناصرِ المجتمعِ المختلفة.
واكد ان مصر شهدت خلال السنوات الماضية في أكثر من مناسبة مظاهر تعبِّر عن حالة التماسك، في مواجهة مواقف رأينا فيها الدولة والمجتمع متداخلان في مواجهة الأزمات ما يحقق التماسك الاجتماعي بتحطيم القوالب التي تصنف الآخرين؛ فالتصنيف والوصم يساهمان في هدم الآخر واستبعاده.
وتابع، أن كل شرائح المجتمع والدولة عليها دورٌ مهم في دعم حالة التسامح والعيش المشترك؛ فالدولة تعمل بمنظومة القوانين والإجراءات لترسيخ هذه المفاهيم على مختلف المستويات. والمؤسسات الدينية مسؤولة عن التجديد الديني وتقديم تفسيرات معتدلة للنصوص الدينية المختلفة تواجه التطرف والكراهية والعنف.
دعم الحوار
وشدد على ضرورة وجود منظماتُ المجتمع المدني للقيام بدورٍ مهم في دعم الحوار بين الفئات المختلفة وإشراك كافة الفئات المجتمعية في العمل على تحسين الحياة في المجتمع وتحقيق الرفاهية ودعم الفئات الأكثر هشاشة وتمكينها في العمل العام.
واختتم كلامه، إن العيش المشترك والتسامح وقبول الآخر، هي عملية مستمرة ومتجددة من البناء والتشكيل؛ وبقدر تزايد التحديات وتغيرها، يحتاج المجتمع إلى مواجهتها بأساليب جديدة إبداعية ومتغيّرة لتكون فعالةً في حفظ حالة التماسك المجتمعي وتطويرها وتنميتها، للوصول إلى حالة المتانة والمرونة المجتمعية التي تحفظ أمن المجتمع وسلامه