دار الإفتاء تبين معنى حديث: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب | فتوى سابقة
ردت دار الإفتاء المصرية، على سؤال أحد المتابعين، يسأل عمَّا يستفاد من قول الله جل وعلا في حديثه القدسي: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ»؟.
الإفتاء تبين معنى حديث: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
وقالت الإفتاء في فتوى سابقة عبر موقعها الإلكتروني بتاريخ 16 سبتمبر 2021: يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، رواه الإمام البخاري في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مضيفة: وفي هذا الحديث تحذير من الوقيعة في أولياء الله تعالى ومعاداتهم والخوض في أعراضهم وأنسابهم؛ لأن فيها تعرضًا لحرب الله تعالى ومعاداته، ولا طاقة لمخلوق بذلك، وكل امرئٍ حسيبُ نفسِه.
وتابعت الإفتاء: وقد قال الإمام أبو القاسم البكري الصّقلي، في كتابه الدلالة على الله: وإن الله عز وجل لَيَنتَقمُ لأوليائِهِ ممَّن آذاهم، ويعاقب مَن لم ينصرهم، فإياي وإياهم إلا بخير؛ فإنهم حِمَى الله في أرضه، وخزيُ الله واقع بمَن آذاهم، وإن الله ليغضبُ لغضبهم ويرضى لرضاهم، وإن الله إذا أراد بقومٍ خيرًا وفقهم للسُّنّة وحبب إليهم أولياءه، وإذا أراد بقومٍ شرًّا أخذهم في طريق البدعة وحبب إليهم أعداءه.
وواصلت الإفتاء: وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: فمَن اغتاب وليًّا لله أو عالمًا ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلًا، وقد قالوا ضابطها: ذكر الشخص بما يكره، وهذا يختلف باختلاف ما يقال فيه، وقد يشتد تأذيه بذلك، وأذى المسلم مُحَرَّمٌ.
وأشارت إلى أن الأولياء هم أهل القرب من الله تعالى؛ بأصل الوضع اللغوي لكلمة ولي؛ فالواو واللام والياء أصلٌ صحيحٌ يدل على القرب والدنو؛ كما قال العلامة ابن فارس في مقاييس اللغة، ولذلك يُذكَرُ الله تعالى بذكرهم؛ كما جاء في الحديث القدسي: إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي: الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي، وَأُذْكَرُ بِذِكْرِهِمْ، أخرجه أحمد في المسند، وابن أبي الدنيا في الأولياء، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، من حديث عمرو بن الجَمُوح رضي الله عنه.