تركيا تستعد لاجتياح الشمال السوري عسكريا.. والأكراد: مستعدون للدفاع عن أرضنا
تستعد تركيا لشن هجوم عسكري بري شمال وشرق سوريا، بداعي ملاحقة العناصر الكردية التي تصنفها أنقرة إرهابية، وتسيطر على مناطق واسعة في الجزيرة السورية، وتزعم تركيا أنها منطلق لعمليات إرهابية تستهدف مدنها ومواطنيها، وكان آخرها التفجير الإرهابي الذي استهدف وسط مدينة إسطنبول التركية قبل نحو 10 أيام.
وتشن تركيا منذ 4 أيام غارات جوية على مناطق الأكراد في شمال وشرق سوريا، وقصفت حتى اليوم 471 موقعا لهم، وقتلت 254 عنصرا من الأكراد، بحسب تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، اليوم الأربعاء.
وتقول تركيا إنها لا تستهدف سوى التنظيمات الإرهابية مثل "بي كي كي" و"اي بي جي" و"بي واي دي"، والمواقع التابعة لها، وهي اختصارات لحزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، وتصنفهم أنقرة تنظيمات إرهابية، وهي مكونات رئيسية في قوات سوريا الديمقراطية التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، التي تسيطر أمنيا وعسكريا على هذه المنطقة.
وخاضت القوات الكردية معارك طاحنة ضد تنظيم داعش الإرهابي في شمال وشرق سوريا، وتدير أمنيا عدة سجون تضم عناصر داعش الإرهابي، بجانب مخيم الهول الذي يؤوي عوائل التنظيم المتطرف؛ ما يثير المخاوف بشأن أن تؤثر العمليات العسكرية على العمل ضد تنظيم داعش في المنطقة أو التسبب في اضراب أمني يؤدي إلى هروب قيادات وعناصر التنظيم من السجون.
أردوغان: سنشن عملية برية في الوقت المناسب
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ملمحا إلى اقتراب شن عملية عسكرية برية ضد الأكراد في شمال وشرق سوريا، إن العمليات العسكرية الحالية لن تتوقف عند الضربات الجوية فقط، مؤكدا أن تركيا على وشك اجتياح الشمال السوري عسكريا.
وأعاد أردوغان، اليوم الأربعاء، التأكيد على نية أنقرة شن عملية عسكرية برية تستهدف الشمال السوري، قائلا إن العمليات الجوية ضد المسحلين الأكراد هي مجرد بداية، وأن بلاده ستبدأ عملية للقوات البرية في الوقت الملائم لها، مشددا على أن تركيا عازمة أكثر من أي وقت مضى على تأمين حدودها الجنوبية.
وتتواجد قوات تركية بالفعل في مناطق حدودية داخل الأراضي السورية، كما تسيطر مليشيات تابعة لها تطلق على نفسها اسم "الجيش السوري الحر" على عدة مدن أخرى في الشمال السوري، حيث وسعت تواجدها في المنطقة في أعقاب 3 عمليات برية سابقة أعوام 2016 و2018 و2019 أطلقت عليها عملية درع الفرات وعملية غصن الزيتون وعملية نبع السلام.
مباحثات عسكرية تركية أمريكية
وأجرى رئيس الأركان في الجيش التركي يشار جولر، محادثات هاتفية مع نظيره في الجيش الأمريكي، مارك ميلي، اليوم الأربعاء، وبحسب بيان وزارة الدفاع التركية، فقد "تبادلا الآراء بشأن المستجدات الراهنة".
وفي خطابه اليوم أمام البرلمان التركي، أشار أردوغان، إلى المناطق التي قد تستهدفها القوات التركية بعمليتها البرية، حيث أشار إلى مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني)، قائلا إن القوات التركية ستبحث عن الإرهابيين في هذه المناطق، ووصفها بأنها مصدر المتاعب.
الأكراد: مستعدون للدفاع
وفي المقابل، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، استعداد قواته لمواجهة هجمات "جيش الاحتلال التركي"، قائلا إن قوات قسد مستعدة عسكريا لهذه الهجمات وأثبت ذلك خلال الأيام الماضية، بحسب قوله.
وأضاف عبدي، أن مدينته كوباني ستكون الهدف الحقيقي لأي عملية برية، لما لها من أهمية استراتيجية لتركيا لربط المناطق التي تسيطر عليها بالفعل في سوريا.
وينتقد الأكراد ردود الفعل الضعيفة من الولايات المتحدة وروسيا، على الضربات التركية وتصريحاتها عن نيتها شن عملية عسكرية، إذ تعتبر قسد حليف قوي لواشنطن وسبق أن دربتها في إطار الحرب على تنظيم داعش، كما تتواجد قوات أمريكية في المنطقة.
مواقف أمريكية وروسية باهتة
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، إن من حق تركيا الدفاع عن نفسها أمام التهديدات الإرهابية، فيما قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أمس، إن الولايات المتحدة تعارض رغم ذلك أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفا: طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد.
كما جاءت ردود الفعل من موسكو، ضعيفة، إذ صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الثلاثاء، بأن روسيا تتفهم مخاوف تركيا الأمنية المتعلقة بالوضع في سوريا، لكنها تدعو جميع الأطراف إلى تجنب الخطوات التي قد تعقد الوضع.
لكن المفاوض الروسي في محادثات أستانة ألكسندر لافرنتيف، قال اليوم الأربعاء، إن روسيا طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سوريا، لأن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف، حسب وكالة رويترز.