عادة متوارثة منذ 90 عامًا.. أهالي قرية النزلة بقنا يحتفلون بذكرى الخلاص من الكوليرا بموائد الطعام | صور
مع آخر جمعة من شهر نوفمبر من كل عام، تنشط حركة غير عادية بقرية النزلة ببهجورة التابعة لمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، فالجميع على أهبة الاستعداد في يوم الوفاء بالنذر، في عادة تتجدد تلقائيًا منذ أكثر من 90 عامًا تتوارثها الأجيال بالقرية، بعد الخلاص من مرض الكوليرا.
مأدبة طعام بقرية النزلة احتفالا بالنجاة من الكوليرا
بعد أداة صلاة الجمعة يذهب الرجال لمنازلهم عائدون، كلٍ بصينية بها الطعام المتوفر في المنزل، الذي قد يكون لحوما وأرزا وخضارا، وأخرى فطائر أو ألبان وجبن أو عسل، وفي تلك اللحظة لا تستطيع أن تميز أي صينية تتبع أي رجل، فجميع الموائد تمتزج ببعضها البعض، والكل يتناول الطعام دون تفرقة بين العائلات والأطفال والفقراء والأغنياء، ففي يوم النذور تختفي كل الانتماءات الاجتماعية.
وفي ذلك الصدد، يقول مدحت عباس، أحد أهالي القرية لـ القاهرة 24، إن أهالي قرية النزلة يحتفلون سنويًا في آخر جمعة من شهر نوفمبر من كل عام، أو حسبما يتم الاتفاق بين جميع الأهالي، بتقديم الطعام بساحة القرية أمام المسجد الكبير، الذي يعد أقدم مساجد القرية، للوفاء بنذر آبائهم وأجدادهم، بعد نجاتهم من وباء الكوليرا والطاعون.
علي محمود، أحد شباب القرية، يشير إلى أن أهالي القرية حين أصيبوا بالكوليرا منذ أكثر من 90 عامًا، كانوا يتضرعون إلى الله لنجاتهم من المرض المهلك، وعلى رأسهم الشيخ محمد أحمد عويس، أحد أبناء القرية، والذي طلب من الأهالي آنذاك التصدق والدعاء إلى الله مستشهدًا بحديث النبي صل الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقات، خاصة وأن كل أسرة كانت تودع 4 أو 5 أفراد منها بسبب المرض القاتل.
وأضاف علي محمود أن أهالي القرية نذروا نذرًا، حال نجاتهم من الوباء، أنهم سيتصدقون بإخراج الطعام والزكاة من ذلك المرض الفتاك وهذا الوباء الذى حل على جميع البلدان، مؤكدا أن الاحتفال يتكرر سنويًا في الموعد نفسه، آخر جمعة من شهر نوفمبر، وأحيانًا يوافق أول ديسمبر، ويتم تقديم موائد الطعام من كل منزل أمام المسجد الكبير وفاءً بالنذر.
وأكد أن أهالي قرية النزلة يحرصون على اصطحاب الأطفال، ودعوة جميع الأهالي بالقرية والقرى والنجوع المجاورة، لمشاركتهم تلك المأدبة، بهدف ترسيخ تلك العادة في الأطفال ليداوموا شكر الله على نعمته بعد نجاتهم من الموت بسبب الكوليرا.