عمره 250 عامًا.. قصة أقدم محل مخلل في مصر: يتوارثه الأجيال على الطريقة الفاطمية ويواكب العصر بالمانجا الهندية | صور وفيديو
بعد مرور آلاف السنين على صناعة المخلل، منذ العصر الفرعوني، لايزال ذلك الطبق أساسيا على أي مائدة مصرية، على الرغم من التطور الهائل في جميع المجالات الحياتية، يتمسك طبق المخلل بمكانته وسط الوجبات الشهية.
محل مخلل عمره يتجاوز 200 عاما
خضعت صناعات المخلل للعديد من التطورات، كحال كافة الصناعات، فهناك متجر لصناعته لايزال محافظًا على مكانته وسط هذا الكم من المتاجر لصناعة المخلل، حتى تجاوز عمره 250 عاما؛ ليصبح أقدم محل مخلل في مصر.
في أحد شوارع الجمالية وبالتحديد الغورية، نجد معملا للمخلل، يحتوي على معدات التخليل القديمة كالبراميل الخشبية، التي يتراوح عمرها ما بين 300 إلى 400 عام.
القاهرة 24 في جولة داخل أقدم محل مخلل في مصر
تجول القاهرة 24، داخل المحل الذي بات صامدًا بعد مرور أكثر من 250 عاما، ووجد الكثير من البراميل الخشبية العتيقة، والتي تشتهر بأصل التخليل، إلى جانب أعمدة المحل الظاهر بها مشقات العمل والحياة.
خلال الجولة تحدث الحج ناصر لـ القاهرة 24، موضحًا أنه من الجيل الرابع للورثة، حيث إن عمر المتجر ورقيًا 112 عامًا، منذ عام 1910م، إلا أن الحقيقة أنه يقترب من 250 سنة.
التخليل بالطريقة الفاطمية
لتخليلهم نكهة خاصة، يعتمد المحل والعاملين به على التخليل بالطريقة الفاطمية، أي بالماء والملح، حفاظًا على صحة الزبائن، بدون إضافة أي مواد كيماوية.
يروي الحاج ناصر مراحل التخليل، فيقول: بنخلل في برميل من خشب الأرو، وبنحطه في مياه وملح، وبعد ما يستوي بنقلل المخلل، ودي اسمها مرحلة التخضيع، بعد كده بنخزنه وبنزود ملحه عشان يعيش فترة أطول.
الجيل الرابع من الورثة
توارثت مهنة صناعة المخلل للجيل الرابع من تلك العائلة، حتى قرر باسم منتصر، أن يواكب العصر في صناعة المخلل، لذلك قرر إطلاق فرع جديد باسم مخللاية أصل الحكاية، ليربطه بالمحل الأم مخللات النسر.
الحفيد يواكب العصر في صناعة المخلل
تعتمد أفكار باسم منتصر صاحب الـ35 عامًا، على تطوير صناعة المخلل في مصر، حتى تمكن من إدخال العديد من الأصناف الجديدة، كالمانجا الهندية، والبصل الإيطالي النانو، وهو أصغر حجم في البصل بالعالم.
ابتكارات المخلل الجديدة
أوضح باسم خلال حديثه لـ القاهرة 24، أنه يسعى دائمًا لابتكار صناعة المخلل، والذي يعتبر الطبق الأساسي على أي مائدة، حيث ابتكر هريسة الليمون والزيتون، والتي من الممكن تناولها بمفردها، بالإضافة إلى تخليله لزيتون محشو باللوز، بجانب المانجا الهندية، والتي أكد أن الخلايجة يعشقونها بشدة، حتى جربها المصريون ووقعوا في غرامها، على حد قوله.
اختار باسم فيلا الفنان محمود المليجي، ليتخذ منها مقرًا جديدًا لمتجره، ليضيف طابعا تراثيا؛ ليصبح النسخة المطورة من محل أجداده بمنطقة الغورية.
يعتمد باسم أيضًا في تخليله، على الطريقة الفاطمية القديمة كأجداده، مضيفًا إليها بعض الأفكار الجديدة، بلمسته الخاصة.
ويسعى باسم للوصول إلى العالمية في صناعة المخلل؛ ليصبح منتجه المصري على جميع أرفف دول العالم، واضعًا بصمة عائلته في صناعة المخلل بالبيوت والمطاعم الأجنبية.