يتحدى الظلام ويعمل باليومية.. فلاح كفيف بالفيوم: نفسي أعيش حياة كريمة أنا وأولادي
لقمة العيش صعبة والعزيمة سلاح يقهر كل الصعوبات، رصدت عدسة القاهرة 24 حالة نادرة لفلاح من محافظة الفيوم، يتحدى الظروف ويقهر ظلام العين، بالكفاح والعزيمة والإصرار.
فاقد البصر منذ أكثر من 15 عاما
قال الفلاح الكفيف ويُدعى سامي عيد عبد الواحد، ويبلغ من العمر 42 عاما، ومقيم بقرية سيلا التابعة لمركز الفيوم، إنه فاقد البصر منذ أكثر من 15 عامًا، ويعمل داخل الأراضي الزراعية، حيث يقطع البرسيم وأي محاصيل زراعية حسب الموسم، وفي يده "المنجل" حيث يعمل باليومية والتي تبلغ قدرها 50 جنيه من الساعة السابعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، وأصحاب الأراضي يستعينون به لسرعته وإجادته لمهنته.
وأضاف الفلاح الكفيف: اتولدت بعين واحدة والعين الأخرى لا أرى بها، وعندما كنت في عمر الثمانية عشرة، تعرضت العين التي أرى بها لانفصال في الشبكية، وحاولت أتعالج لكن الإمكانيات بسيطة، وأنا من أسرة ريفية بسيطة وعندي من الأخوات الكثير، ومسئولية والدي كبيرة، وفقدت نور عيني الوحيدة وأصبح النهار عندي يساوي الليل.
واستكمل حديثه: بدأت أتأقلم على ظلام الدنيا بعد ما فقدت عيني الوحيدة، لكن كان عندي عزيمة وتحدي مثل أي شاب، وقلت لن أستسلم، وإذا كنت فقدت البصر فأنا عندي العقل هينور بصيرتي، وكنت من صغري بساعد والدي على الفلاحة فصممت أكمل عملي في الفلاحة.
وأضاف سامي في البداية كانت المهمة صعبة، أن أعمل وأنا كفيف البصر، وتمت إصابتي بعدة إصابات أثناء حش المزروعات، لكن بالعزيمة والإصرار أصبحت أكفأ فلاح بالقرية بمهارتي السريعة في حش المزروعات، وبدأ الفلاحون في الاستعانة بي لحش محاصيلهم الزراعية بالعمل باليومية، وبحش من قيراط لقيراطين يوميا من المحاصيل الزراعية وأجري اليومي من 50 جنيهًا إلى 75 جنيهًا.
وأشار عم سامي إلى أنه استطاع أن يتزوج بمساعدة والده على تكاليف الزواج، وأنجب 3 من الأبناء، وهم في مراحل التعليم المختلفة، حيث يصطحب أحد أبنائه ليرافقه أثناء العمل يقوم بتوصيله لمكان الأرض الزراعية المطلوب حصادها.
وطالب الفلاح الكفيف، بأن يتم توظيفه إذ إنه من ضمن 5%، لكي يضمن في كبر سنه أن يكون له معاش، وتوفير بطاقة تأمين صحي ومرتب شهري لكي يستطيع أن يتكفل بمصاريف أولاده وتعليمهم، مشيرًا إلى أنه يحصل حاليًا على معاش تكافل وكرامة مبلغ 400 جنيه شهري فقط لا يسمن ولا يغني من جوع، في ظل رفع الأسعار ومصاريف الأكل والشرب والملبس، مختتما: «فأرجو النظر لحالي وظروف أبنائي، لكي نعيش حياة كريمة».
