حفظ القرآن في العاشرة ولُقب بصوت مكة.. أبرز محطات حياة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في ذكرى وفاته
من أكثر الأمور التي يفتخر بها المصريون، هي كون مصر بلد القرآن وأهله، فلا يكاد يُذكر أعلام التلاوة في مجلس؛ إلا ويتقدمهم القراء المصريين كمدارس تلاوة مميزة.
وامتلأت الإذاعة المصرية على تعاقب أعوامها، بأصوات من السماء، اقشعرت لها الأبدان، فمثلت ملاذًا لمن كان يبحث عن الأمان، وملجئا لمن سلبته ملاحم الدنيا سكينة قلبه، لعل أحد أبرز هذه الأصوات هو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، صاحب الحنجرة الذهبية، الذي لمع نجمه في سماء التلاوة قبل أن يتم منتصف عقده الثاني حتى.
ذكرى وفاة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
واليوم، تمر الذكرى الـ34 لرحيل القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي فارق عالمنا في 30 نوفمبر عام 1988 عن عمر ناهز 61 عامًا، بعدما أثرى الإذاعة المصرية بتلاواتٍ أحيت قلوبًا أماتتها صدمات الحياة.
أبرز المعلومات عن القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
ولد القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، في شهر يناير عام 1927 في مدينة أرمنت التابعة لمحافظة قنا، ثم ألحقه والده بٌكتاب القرية وأتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغ سن العاشرة.
تلقى صاحب الحنجرة الذهبية تعليمه بالمعهد الديني في أرمنت، وتعلم القراءات وعلوم القرآن وهو في سن الخامسة عشرة من عمره على يد الشيخ محمد سليم حمادة، وكان أول حفل قرأ فيه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهو في سن 14 عامًا وتقاضى أجرًا عن الحفل 3 جنيهات.
تأثره بالشيخ محمد رفعت
ويعد الشيخ محمد رفعت هو أحد المحاكات المؤثرة في حياة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، تأثر الشيخ عبد الباسط بالشيخ محمد رفعت، وقال عنه: كنت أمشى مسافات طويلة جدا تصل إلى 5 كيلومترات لأستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند أحد أثرياء البلدة.
في عام 1952 التحق الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بالإذاعة المصرية، وسافر بعدها إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وهناك طلب منه السعوديون تسجيل عدة تلاوات للمملكة تذاع عبر موجات الإذاعة، كما سجل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عدة تلاوات أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، ولقب بعدها بـ صوت مكة، وصاحب الحنجرة الذهبية.
وفي عام 1984، تم اختيار الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أول نقيب لنقابة قراء القرآن الكريم بمصر، والتي كان أحد المنادين بها، رفقة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري.
ونال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد العديد من الجوائز من دول عربية، حيث كرمته سوريا عام 1956 بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب.