أحمد عمر هاشم: مصر مرت بفترات عجاف وعبر عليها الاستعمار فما استطاع أن يغير لغتها
ألقى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر اليوم 8 جمادى الأولى، الموافق 2 ديسمبر 2022، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف، ودار موضوعها عن: حب الوطن واجب ديني.
وقال أحمد عمر هاشم، إن: محبة الأوطان واجب كل إنسان، آمَن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبسيدنا محمد نبيا ورسولا، فما شرع الحق - تبارك وتعالى- الجهاد إلا دفاعا عن العقيدة والوطن، حيث قال تعالى: قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ، ففي الآية الكريمة دلالة على أهمية الوطن وأهمية الحفاظ عليه وعلى أمنه واستقراره والدفاع عنه.
وأضاف أحمد عمر هاشم: وفي السنة النبوية المطهرة، تحدث المصطفى عن حب الوطن فقال في خطبته الشهيرة في حجة الوداع: إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، فقد حَمى حقوق الأوطان في كل مجالاتها من النفس والمال والعرض.
أحمد عمر هاشم: حب وطننا مصر واجب على كل من افترش ترابها والتحف سماءها
وتابع أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء: حب وطننا مصر واجب على كل من افترش ترابها والتحف سماءها، فمصر هي كنانة الله في أرضه، فمن أرادها بسوءٍ قصمه الله تعالى- فقد ذكرها المولى تبارك وتعالى عدة مرات، ومن بينها قوله تعالي: وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، فقد وعد الله سبحانه وتعالى، مصر بالأمن والأمان الخالدَين والباقيَين إلى قيام الساعة.
وواصل أحمد عمر هاشم: مصرنا لها عظيم المكانة بين الأمم، فعندما فُتحت مصر في السنة العشرين من الهجرة قال عنها النبي: إِنَّكم ستفتحونَ مصر، وهِيَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ، فإذا فتحتُموها، فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا، فإِنَّ لهم ذمَّةً ورَحِمًا، فقد جاء في شرح الحديث أن إبراهيم، ابنُ نبينا محمد كانت أمه هي مارية القبطية المصرية، وأن السيدة هاجر، أم سيدنا إسماعيل عليه السلام كانت من مصر، ففي هذا تصريح وتلويح بمحبة مصر وأهلها، مما يستوجب علينا أن نعرف قدرها ونحافظ على أمنها.
أحمد عمر هاشم: مصر البلد الوحيد الذي لم يستطع الاستعمار أن يغير لغته
وأكمل خطيب الجامع الأزهر: لقد مرت على مصر فترات عجاف وعبر عليها الاستعمار فما استطاع أن يفعل بها كما فعل في غيرها من الدول، مضيفا: فمصر هي البلد الوحيد الذي لم يستطع الاستعمار أن يغير لغته أو هويته، ويرجع الفضل في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى أولا، ثم الأزهر الشريف، الذي بزغ نوره في سماء أرض الكنانة، يجمع أبناء المسلمين من كل الأرض، ويبعث علماؤه إلى شتى بقاع الأرض، لينشر عبير الإسلام فيها.
وأنشد الدكتور أحمد عمر هاشم، قائلا:
يا مصر نادى المخلصون وكبروا
لم تَجلى في سَماكِ الأزهرُ من ألف عام بل يزيد ومجده
في قمة التاريخ لا يتقهقر صان التراث وصان دين محمد
وبهديه يَنبُوعه يتفجر
يا مصر فيك حاضرةٌ دينيةُ
ومددت كفك للذين تحضروا
يا مصر فيك النيل عذب سائغ
لكن أزهرنا الشريف الكوثرٌ
بالعلم والإيمان ينشر هديه
في العالمين وفضله لا ينكر
نادى وكم نادى وقال لأهله
الدين يسر للحياة فيسروا نادى وكم نادى وقال لأهله
لاعنف لا إرهاب لا تتحجروا نادى وكم نادى وقال لقومه
إن تنصروا رب البرية تنصروا
