أول طبيبة مصرية تدعوها أمريكا لتدريب الأطباء: أجرينا المنظار لـ500 من مرضى الأكاليزيا وعمليات الأورام تستغرق 14 ساعة| حوار
تقنية تشفية الأورام باستخدام ESD في الجهاز الهضمي اخترعتها الصين
أجرينا المنظار لـ500 حالة من مرضى الأكاليزيا
لدينا الكثير من الطلبات من مختلف دول العالم للتدريب على تقنية تشفية الأورام باستخدام ESD
أنا مرتبطة بأمي ولم أفكر في الهجرة
قصر العيني يقدم خدمة أكبر من إمكاناته المتاحة
عمليات حالات الأورام تستغرق 14 ساعة
الطبيبة شيماء الخولي تعتبر أول طبيبة عربية تدعوها أمريكا لتدريب الأطباء، حيث وجهت الجمعية الأمريكية لمناظير الجهاز الهضمي ASGE الدعوة للدكتورة شيماء الخولي، الأستاذ المساعد لأمراض الجهاز الهضمي، واستشاري مناظير الجهاز الهضمي العلاجية التداخلية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، وذلك لتدريب الأطباء عمليًا على تقنية تشفية الأورام (ESD) عن طريق المنظار الباطني، وذلك بأكبر مؤتمر عالمي للجهاز الهضمي (DDW2022) في مدينة سان ديجو.
وأجرى القاهرة 24 حوارًا مع الطبيبة شيماء الخولي للحديث عن استخدام تقنية تشفية الأورام (ESD) عن طريق المنظار الباطني، وتفاصيل دعوتها إلى أمريكا وإلى نص الحوار..
س: بدايةً حدِّثينا عن تقنية تشفية الأورام باستخدام ESD في الجهاز الهضمي؟
ج: تعمل تلك التقنية على إزالة أورام الجهاز الهضمي السطحية وخاصة القولون بالمنظار الباطني وليس الجراحي من خلال الفم، تلك التقنية موجودة في العالم منذ سنوات اخترعتها الصين، ونحن تعلمنا منهم، إذ إن الدكتور مازن أبو النجا، أستاذ مناظير الجهاز الهضمي في قصر العيني يدعو الأطباء الأجانب كل عام إلى ورشة عمل في قصر العيني لإجراء تلك العمليات، ثم تدرب الفريق الذي أنا عضو به على إجراء تلك العمليات في الصين، وأصبحنا نمارسها بشكل احترافي.
س: من أول طبيب في الفريق أجرى المنظار بتقنية ESD؟
ج: الدكتور محمد الشربيني، أجرى المنظار لأول حالة كانت تعاني من مرض صعوبة في البلع، وهو مرض يدعى الأكاليزيا، دون إجراء الجراحة، حيث استطاع الدخول إلى الطبقة الثالثة من جدار المعدة لإجراء العملية، وتم إجراء عمليات لنحو 500 حالة مشابهة ومنها مريضة من دولة تشيلي وذلك في قصر العيني.
س: استخدام المناظير في جراحة الجهاز الهضمي.. هل لها عمر محدد بالنسبة للمريض وبخاصة مرضى الأكاليزيا؟
ج: في الواقع تخيلنا في البداية أننا نستطيع استخدام تلك التقنية على الأشخاص البالغين فقط، لكن استطعنا أن نجري عملية لمريضة الأكاليزيا تبلغ من العمر عامين ونصف.
س: باعتبارك أول طبيبة مصرية تم اختيارها لتدريب الأطباء في أمريكا على إزالة الأورام بالمنظار.. كيف كانت تجربتك هناك؟
ج: في ظل التحديات والظروف التي نمر بها لكي تستطيعي أن توجدي لنفسك مكانا في الخارج على الساحة العالمية كان أمرًا ليس باليسير، الأمريكان أعجبوا بطريقة العمل التي نسير عليها، كما اطلعوا على الأبحاث التي نشرناها في هذا المجال، وصار من المعروف لديهم أن هناك فريقا في مصر تحديدًا بجامعة القاهرة يعمل باستخدام تلك التقنية، وبالفعل بدأت الدول الخارجية ترسل لنا طلبات للتدريب على استخدام هذه التقنية من جميع أنحاء العالم، وحفرنا لأنفسنا اسمًا وسط هذا العالم الضخم.
حين قرأت الدعوة لم أصدق نفسي، وراجعت الإيميل أكثر من مرة للتأكد من صحته.. أمريكا تطلب دول العالم الثالث لتدريب أطبائها في مؤتمر DDW2022 الضخم بسان ديجو؟!!
كانت أول زيارة لي إلى هناك، وكوني فتاة مسلمة محجبة عربية أدخلهم في حالة من الدهشة، ولكني استطعت أن أتواصل معهم وتم تأدية المهمة بشكل ناجح.
س: مع كل هذا النجاح الضخم الذي حققتِه في مجال طب الباطنة والجهاز الهضمي.. هل فكرتِ في الهجرة؟
ج: في الواقع أنا مرتبطة بأمي، وكل شخص له ترتيب أولويات، ونحن كفريق استطعنا تحقيق طموحنا في بلدنا، ونذهب به إلى كل مكان "ولو كلنا سبنا البلد مين هيقعد فيها".
س: قصر العيني يقدم خدمة طبية لعدد كبير من المرضى.. هل أنت راضية عن الخدمة الطبية المقدمة به؟
ج: في الحقيقة هذا سؤال صعب لكن قصر العيني بيتنا الذي تربينا فيه، وتخرجت منه عام 1999 ثم بدأت عملي به منذ 20 عامًا، وهو الملاذ الأخير للمرضى، وهذا جعله يعطي أكثر بكثير من إمكاناته المتاحة.
س: ماذا عن خطواتك المقبلة؟
ج: في الواقع التدريب على تلك التقنية مطلوب بشكل كبير، وهذا ما سوف نركز عليه في الفترة الحالية من خلال كورسات تدريبية قصيرة وطويلة المدى.
س: كم عدد الساعات التي تعملينها على مدار اليوم؟
ج: أنا أنام ساعتين فقط، وحياتي صعبة جدا، عمليات حالات الأورام تأخذ وقتا طويلا قد يستغرق 14 ساعة، وبخاصة أننا نعمل كفريق.
س: لماذا تخصصتِ في الجهاز الهضمي والكبد؟
ج: والدي توفي بورم في الكبد فكان لهذا إصراري، إضافة إلى أن الأستاذ مازن أبو النجا رئيس قسم الجهاز الهضمي في قصر العيني سابقا وأستاذ متفرغ في قصر العيني ساعدني كثيرا في تخصص المناظير وهو أول الداعمين لنا.
س: بعض الآراء يقول إن يد الطبيب أفضل من استخدام الآله..كيف ترين ذلك الأمر؟
ج: كل شيء في البداية يتعرض للهجوم، فاستخدام الآلة أدق من يد الطبيب، ولا يوجد جراحة باستخدام المنظار بل يمكن رؤية المنطقة بصورة أوضح 3D.
س: حدثينا بوضوح أكثر عن مرض الأكاليزيا؟
ج: مرض نادر ويصاب به واحد من كل 100 ألف فرد، وحاليا لدينا قوائم انتظار في قصر العيني، وأرغب في وجود مركز متخصص لعمليات مناظير الفراغ الثالث يقدم خدمات في الشرق الأوسط والعالم لعلاج أمراض الأكاليزيا.
س: زيادة الجامعات الخاصة والأهلية.. هل تؤثر بشكل سلبي على سوق العمل؟
ج: في الحقيقة نعم، الوضع الحالي أصبح عكسيا، تلك الجامعات هي التي سوف تؤثر على مستوى الدراسة في الجامعات الحكومية مثل المقارنة بين المدارس الخاصة والحكومة، والمتميزون سيُنسبون للجامعات الخاصة، وفي الوقت الحالي مجموع الكليات الخاصة للطب ارتفع.
س: الدكتورة شيرين غالب، نقيب أطباء القاهرة نصحت الفتيات بأن يخترن تخصصا يتناسب مع تكوين أسرة.. هل توافقينها الرأي؟
ج: هي ضربت مثالا بنفسها أنها انتقلت من تخصص لتخصص آخر يناسب ظروف حياتها العائلية، وكل شخص له مطلق الحرية في آرائه، لكن بالنسبة لي لا بد أن أرتبط بشخص يوافق على ظروف وطبيعة عملي، ونحن بشكل عام كأطباء حياتنا صعبة وكل شخص له أولوياته.