جمعتهما المهنة واسما ابنيهما وشهر الوفاة.. أبو الغيط وحازم دياب بطلان غيّبهما السرطان
رحيلٌ كالحياة، هكذا يكون الأمر بشأن بعض من يرحلون تاركين خلفهم أثرًا لا يُمحى، وسيرة لا تندثر، وإسهامات باقية لاتُنسى، هؤلاء الذين تألموا كثيرًا في صمت وفي علن، وقاوموا بكل بسالة المرض وويلاته، هزموه كثيرًا وصمدوا كالجبال في مواجهته فلم يستسلموا له، وضاقت بهم أحيانًا حتى وسعت، وكانوا أقوياء كالريح حتى كتب القدر كلمته الأخيرة وحان موعد الرحيل.
السابعة من صباح اليوم 5 ديسمبر، كان هو موعد انتهاء آخر معارك الكاتب الصحفي محمد أبو الغيط صاحب الـ 34 عامًا مع السرطان، الخبر الذي نزل كالصاعقة على الوسط الصحفي والإعلامي، بعد إعلان زوجته إسراء شهاب وردته البيضاء الخارقة كما لقبها في آخر مقالاته، وفاته، بعد معاناته مع المرض الخبيث.
أنا قادم أيها الضوء.. آخر كتاب للراحل محمد أبو الغيط
ما إن أعلنت إسراء عن الخبر، حتى انتشر كالنار في الهشيم وتحولت ساحة السوشيال ميديا إلى سرداق إلكتروني، الجميع يبكي رحيل المقاوم الباسل، المشهد الذي أعاد الأذهان إلى وفاة الكاتب الصحفي حازم دياب، الملهم المثابر صاحب الـ28 عامًا، والذي غيبه نفس المرض صبيحة الخميس 6 ديسمبر 2018، بعد جولات انتصر فيها على الخبيث، الذي تربص له حتى غيّبه.
الأمر شبه متطابق، فالحازم وأبو الغيط من أبناء جيل واحد، باسمان حالمان، كلاهما حارب الخبيث بروح المقاتل، قهراه بقلمهيما فكتبا عنه وعن معاركهما التي انتصرا فيها، ولم ينل المرض من عزيمتيهما، ودوّنا لحظات الأمل والألم، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان وفاؤهما لمن يحبان هو آخر ما عبرا عنه.
قبل أيام من وفاة أبو الغيط، كتب في آخر منشوراته عن أم ولده الوحيد وردته البيضاء الخارقة، زوجته إسراء شهاب، التي شاطرته لحظات الضيق والفرج، وتحملت الكثير حتى صارت هو كما قال عنها، وهو الأمر نفسه الذي فعله الحازم الملهم، الذي تحدث عن اختراق زوجته الكاتبة هبة خميس لمعسكره في المرض، فشاطرته آلامه، ولحظاته الصعبة.. وباتت بجواره كتفًا بكتف حتى كتابة سطور وفاة حازم دياب، ورحل كل منهما تاركًا خلفه امتدادًا له، لكل منهما طفل، اسمه يحيي، يحيى محمد أبو الغيط، ويحيى حازم دياب.