باحث في علم المصريات يكشف سر وضع تمائم من الذهب على شكل ألسنة داخل المومياوات
قال الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري والباحث في علم المصريات، إن المصري القديم كان يضع فى أفواه الموتى تمائم من رقائق الذهب على شكل ألسنة للموتي لكي يتمكنوا من التحدث أمام محكمة الإله أوزير فى الحياة الأخرى، حيث كان يعتقد المصريون القدماء أن الإله أوزير هو سيد العالم السفلى وقاضى الموتى.
وأضاف الباحث في علم المصريات، أنه لم تكن هذه هي الواقعة الأولي حيث تم العثور علي موامياوات ذهبية موضوعة داخل أفواهها فى الإسكندرية فى معبد "تابوزيريس ماجنا" بالإسكندرية، حيث تم الكشف عن 16 مقبرة فى مقابر منحوتة فى الصخور كانت شائعة فى العصور اليونانية والرومانية، كما تم الكشف عن هؤلاء داخل هذه المقابر عددًا من المومياوات لكنها كانت محفوظة بشكل سيئ، وكان ذلك في "تابوزيري سماجنا" بمدينة الإسنكدرية.
وأشار عامر، إلى أن المصريين القدماء قدروا الحياة وآمنوا بفكرة البعث الخلود، وقد قادهم هذا إلى البدء في الإستعداد لموتهم مقدمًا فقد إعتقدوا أنه حتى بعد الموت، ستستمر الحياة وسيظلون بحاجة إلى أجساد مادية لذلك، كان الغرض الرئيسي من التحنيط هو الحفاظ على الجثث أقرب ما يكون إلى حالتها الطبيعية، وهو أمر مهم للحفاظ على الحياة.
وتابع عامر، أن المصريين القدماء إستخدموا الکتان في تغليف المومياوات لأنهم کانوا يقدسون الکتان، معتقدين أن أوزير کان ملفوفًا به بعد الموت، وبعد تغليفه بلفائف الكتان، يوضع الجثمان في رمال ساخنة لمساعدة مكونات التحنيط على الحفاظ على سلامة الجسم، ونجد أنه تم إستخدام الذهب فى منحوتات الفراعنة الجميلة، وتم تخصيصه لكبار رجال الدولة، ودفن الفراعنة الذهب معهم، ولم يعبد الفراعنة الذهب ولكنهم قدسوا اللون الذهبى الذى كان يرمز إلى لون أشعة الشمس، وإرتبطت صناعة الذهب عند المصريين القدماء بعقيدة الخلود، لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن.
صناعة الذهب من أهم الحرف المصرية
كانت صناعة الذهب من أهم الحرف المصرية، كما إرتبط الذهب بالطقوس الجنائزية والمعتقدات، ويحتل الذهب فى الحضارة الفرعونية أهمية كبيرة فى الحياة الإجتماعية وطقوس الموت والحياة، من هنا تعددت صور الصناعات الذهبية، وصنعت أغطية التوابيت العلوية للملوك والنبلاء من المادة، وكان كل تابوت محفورا ومرصّعا بالأحجار الكريمة، أما مادة صناعة التابوت فتتباين بين الخشب أو الحجر ولكبار رجال الدولة يستخدم الذهب أو الفضة، لتعكس بركات الإله رع على أجسادهم وأرواحهم الخالدة، حسب معتقداتهم ولم يغفل المصريين القدماء تغطية وجه المتوفى بالأقنعة الجنائزية من الذهب، وهي أغطية للوجه الملفوف بالكتان، وكانت تختلف صناعة القناع وخاماته بناء على قامة صاحب الوجه ومكانته بالدولة، فإستخدام الذهب بالأقنعة إقتصر على الأثرياء والطبقة العليا، تلك الأقنعة بدأ تاريخ إستخدامها منذ ما قبل عصر الأسرات.